نحمد الله ونشكره أن من علينا برؤية شمس مملكتنا الحديثة قد أشرقت في عهد قائدها سلمان الحزم ومحمد العزم حفظهما الله وأيدهما بنصره وتوفيقه. فالخطوات إلى الأمام متسارعة، والإصلاحات الاقتصادية مستمرة لتسير بعجلة المملكة نحو مصاف الدول المتقدمة - بمشيئة الله - وفق نظرة مستقبلية حكيمة ترسمها رؤية المملكة 2030. فبالأمس كان القرار التاريخي بالسماح لقيادة المرأة السعودية للسيارة، الذي أسعد كثيرا من الأسر السعودية، من خلال حل مشكلة أزلية كانت تعاني منها الأسر والتي تتمثل بالإنفاق على السائق الخاص، أو الأسر التي لا تستطيع توفير سائق خاص، وبالتالي تضطر إلى استخدام سيارات الأجرة وما يصاحبها العديد من السلبيات والتي لا يسع المجال لذكرها حاليا. وتبع هذا القرار بفترة وجيزة السماح للعائلات بحضور مباريات كرة القدم في الملاعب السعودية، وهذا ما سيحقق فوائد عديدة من أهمها تنويع مصادر الترفيه للأسر، وارتفاع معدلات حضور الجماهير في المباريات وبالتالي ستزيد من مداخيل الأندية الرياضية من خلال بيع تذاكر حضور المباريات وانتعاش الخدمات المساندة من مطاعم ومقاه والمحلات الرياضية التي تتواجد بجانب الملاعب الرياضية. وهذا حقيقة ما سيؤهل المملكة ويهيئها لاستضافة المحافل الكروية وكبرى المسابقات الدولية في ملاعبها، وبالتالي سيعزز من الاقتصاد الوطني، حيث سيتوافد إليها العديد من الجماهير الرياضية والإعلاميين والشركات الرياضية، الذين سيأتون لحضور تلك المسابقات، مما سيؤثرون إيجابا دون شك على جميع الخدمات المساندة على سبيل المثال: قطاع الفنادق، والنقل، والمطارات، والمطاعم، وقطاع الاتصالات والأسواق التجارية وغيرها من الخدمات الأخرى. واليوم وقد أصبحنا على قرار آخر وهو السماح بدور السينما في المملكة، كما كان في السابق، حينما كانت دور السينما موجودة، وهذا يعني حقيقة بأن باب آخر للترفيه قد فتح أمام الأسر وأفرادها لقضاء أوقات عائلية جميلة. فالخيارات الترفيهية قد أصبحت - ولله الحمد - متنوعة أمام الأسر، والحاجة للسفر ستقل دون شك، كذلك وهو الأهم، الجانب الاقتصادي الذي بدوره سينتعش، فالأسواق التجارية ستضج بزوارها، ودور السينما ستخلق العديد من الوظائف لكلا الجنسين، وهذا مما سيسهم بمشيئة الله في انتعاش السياحة الداخلية وإتاحة الفرصة للمشاريع التجارية بالبدء والانطلاق. والمتمعن لهذه القرارات التاريخية، يجد أن الدولة حفظها الله، لم توفر جهدا في تأسيس البنى التحتية القوية، وخلق بيئة آمنة صحية وتنويع مصادر الترفيه وفق الضوابط الشرعية، كما هيأت القواعد النظامية والتشريعات التي تكفل للأفراد والأسر حريتهم وحمايتهم وممارسة أنشطتهم المحببة بكل مرونة وأمان. أخيرا لا بد علينا جميعا أن نحافظ على هذه المشاريع التنموية الجديدة، وعدم اتلافها، أو العبث فيها والمحافظة على نظافتها. كما يجب على المدارس والمؤسسات التعليمية التنبيه على الطلاب وتثقيفهم بشكل دائم مستمر على أهمية المحافظة على هذه المشاريع، والحرص على نظافتها. والالتزام بالآداب العامة، واحترام الأسر، وعدم مضايقتهم، وإعطاء صورة سمحة عن الإسلام وتعاليمه. فالحمد لله أولا وأخيرا على نعمة الأمن والأمان، والحمد لله على وطن وقيادة تحرص على أبنائها وبناتها.