هل آن الأوان السماح للعائلات السعودية بحضور مباريات كرة القدم في الملاعب؟ ويمكن إعادة صياغة السؤال على هذا النحو: لماذا تأخر السماح للعائلات السعودية بدخول ملاعب كرة القدم، وحضور المباريات الرسمية؟ المؤيدون لهذه الخطوة يحاججون بأن وجود العائلات في الملاعب لا يختلف عن وجودهم في الأسواق المغلقة (المولات)، ولا يختلف عن وجودهم في صالات الألعاب الترفيهية، ولا يختلف عن وجودهم في الأماكن والمنتزهات العامة وعلى الشواطئ! حيث تتواجد العائلات بجوار بعضها دون وجود أية مشاكل غير طبيعية. أعتقد أن الظروف باتت مواتية لاتخاذ قرار بهذا الشأن، وعلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب أن تغتنم هذه الفرصة، وتسمح بدخول العائلات ملاعب كرة القدم اعتبارا من الدوري المقبل. بعد تخصيص بوابات وأماكن محددة في جميع ملاعبنا، وتهيئتها بمتطلباتها الضرورية. ومن المعروف أن اهتمام المرأة السعودية بالكرة تنامى بشكل كبير في العقود الثلاثة الأخيرة، وبوسعي القول إن معظم فتياتنا لديهن ميول كروية، فلكل فتاة فريقها المفضل، ولها نجمها المفضل، وهذا الأمر لم يعد سرا تحتفظ به الفتاة لنفسها. لقد شاهدنا المشجعات السعوديات يقفن خلف منتخباتنا الكروية في مباريات دولية خارج المملكة، ونسمع بشكل منتظم عبر القنوات التلفزيونية والإذاعية مداخلات فتيات سعوديات يعلقن ببراعة وتمكن على أحداث رياضية بشكل يؤكد متابعتهن الدقيقة للأحداث، ولا تخلو صحيفة من وجود كاتبة رياضية. وصارت الكثير من الأسر السعودية تلتف حول شاشة التلفزيون في المباريات المنقولة ويتفاعل الرجال والنساء دون أية فوارق، حيث صارت الكرة اهتماما مشتركا لكافة أفراد الأسرة. ولاشك أن قرارا كهذا سيعود بفوائد كثيرة اجتماعية ورياضية، فالأسر السعودية ستجد في الملاعب إضافة نوعية على أماكن الترفيه والترويح البريئة والنظيفة، في وقت تعاني فيه الأسر السعودية من قلة أماكن الترفيه المتاحة حتى صارت الأسواق التجارية الملاذ الوحيد الذي يقضي فيه السعوديون إجازة نهاية الأسبوع. كما أن وجود الأسر السعودية في الملاعب سيشكل إضافة للحضور الجماهيري الذي أصبح يتقلص عاما بعد آخر. معارضو هذه الخطوة يبررون موقفهم بالخشية من المضايقات التي قد تتعرض لها العائلات من بعض المشجعين، كما يحدث في الأسواق العامة، ورغم يقيني بأن ما سيحدث في الملاعب لن يكون أكثر مما يحدث في أي مكان عام آخر، إلا أن هذا السبب يمكن معالجته بتشديد العقوبات على المتحرشين بالعوائل، أقلها جلد من يضبطون متورطين في هذه الممارسات بين شوطي المباراة التالية أمام الجمهور، وحرمانهم من دخول الملاعب طيلة الموسم ، وبذلك يفرض القانون والنظام هيبته. دندنة : أجيبه يعني أجيبه لو كان تحت الحراسة