جاءت حزمة القرارات الإصلاحية والتطويرية التي أعلنتها الهيئة العامة للرياضة مؤخراً، وآخرها ما أُعلن أول من أمس لتعيد مسار المنظومة الرياضية إلى طريقها الصحيح، وإلى المكانة التي تليق بالرياضة السعودية، وتترجم الدعم غير المحدود والاهتمام اللذين توليهما القيادة الرشيدة بشباب الوطن وبالمنظومة الرياضية ككل، ليتواكب هذا القطاع الحيوي والمهم مع الحراك التطويري والخطط الإصلاحية الشاملة التي طالت كافة أجهزة الدولة ومؤسساتها بما ينسجم مع توجهات الدولة ورؤية المملكة 2030 التي أعطت مساحة واسعة من الاهتمام بالشباب وبقطاع الرياضة ككل ليمارس دوره المأمول في العودة لتحقيق الإنجازات التي طالما احتفلنا بها سنوات مضت. قرارات هيئة الرياضة الأخيرة كانت حافلة وشاملة وتلامس حاجة الشارع الرياضي والمجتمع، وتدعو للتفاؤل بمستقبل رياضة الوطن، وتهدف للمضي قدماً في تحسين البيئة الرياضية كقطاع وكمنشآت للمستثمر وللمتابع وللمهتم بالقطاع.. حيث جاء قرار فتح الملاعب للعائلات لأول مرة لحضور المباريات وفق ضوابط خاصة بدءًا من العام 2018 منسجماً مع ما سبقها من قرارات خاصة بالمرأة وبالأسرة السعودية التي كانت تنشد المزيد من مجالات الترفيه والرياضة والمشاركة في كافة مناحي الحياة، لاسيما وقد أصبحت المرأة جزءًا من المنظومة الرياضية بعد دخولها هيئة الرياضة ومشاركتها في المحافل الرياضية الدولية، وكذلك بعد السماح بفتح الأندية الرياضية النسائية، لتمارس رياضاتها المختلفة، إضافة الى إقرار التربية البدنية في المدارس مؤخراً، وبالتالي لم يعد هذا القطاع حكراً على الرجل فحسب بل أصبحت المرأة جزءًا منه يشارك ويضيف له.. وأقل حق لها في هذا المجال هو أن تتابع المباريات والأنشطة الرياضية المختلفة في حضور عائلي داخل المنشآت الرياضية التي سيتم تأهيلها لتصبح مهيأة لاستقبال العوائل، لاسيما بعد قرار إنشاء مجمعات ترفيهية في عدد من الملاعب الرياضية تشتمل على كافة الخدمات التي يحتاجها المتابع كمراكز التموين والمطاعم والمقاهي وشاشات العرض، وإنشاء منصات لبيع التذاكر إلكترونياً، والعمل على البوابات الإلكترونية، إلى جانب التحسين المستمر لبيئة الملاعب بما يحفز الجمهور الرياضي على الحضور والمتابعة والتشجيع. وجاءت باقي القرارات الأخرى منسجمة مع ما سبقها من حراك في هذا الجهاز الحيوي والمهم، ومن ضمنها سحب المشروعات الرياضية المتعثرة من مقاولي التنفيذ، وإعلان عدد من الاتفاقيات شملت العديد من الألعاب المختلفة والاهتمام بكافة الألعاب لتحقق نقلة نوعية في صناعة الرياضة السعودية وتطوير أداء ممارسيها وتهيئتها للخطوة المرتقبة والمقبلة بعد التخصيص. المهم اليوم.. أن يواكب الشارع الرياضي ككل هذه الخطوات التطويرية ويتفاعل مع هذه المرحلة التي تعيشها رياضتنا التي ينتظرها مشاركة عالمية في مونديال روسيا المقبل، ويتعاطى إيجاباً مع كافة تفاصيلها حتى تتحقق الأهداف والتطلعات الكبيرة التي تعلقها الدولة ويتطلع إليها المواطن.