الاحتجاجات العارمة التي شملت معظم المحافظات والمدن الإيرانية ضد نظام ولاية الفقيه، والتي دخلت يومها العاشر، لا تنحصر أسبابها في واقع الأمر كما يدعي المرشد وأذنابه في تحريضات خارجية تستهدف الخلاص من النظام، ولكنها تأتي في ظل ممارسات إرهابية تتمحور في التدخل السافر في شؤون دول المنطقة وإشعال الفتن والحروب فيها وصرف الأموال الإيرانية الطائلة لتغذية التنظيمات الإرهابية في كل مكان، لتبقى دول العالم مشتعلة بالاضطرابات والفتن والعمل على تطوير وتحديث أسلحة الدمار الشامل ليهدد بها النظام جيران إيران وبقية دول المعمورة. وما تشهده العاصمة الايرانية من تظاهرات شعبية عارمة يعكس استياء الايرانيين من سياسة نظام الفقيه الخارجية على وجه الخصوص، فدعمه الواضح لحزب الله الارهابي في لبنان بالأموال والأسلحة وتزويده الحوثيين في اليمن بالصواريخ البالستية لاطلاقها على المدن اليمنية المحاصرة وعلى أراضي المملكة، ومضيه في دعم الفصائل الارهابية في سوريا وغيرها من الدول، وزرع عملائه في البحرين لزعزعة أمنها واستقرارها، وغيرها من الممارسات العدوانية التي أدت الى اشتعال الأرض الإيرانية تحت أقدام أولئك الطغاة ومناداة الايرانيين بسقوط المرشد وأعوانه. الاعتقالات العشوائية التي يمارسها النظام الايراني والاغتيالات وسخريته من حقوق الانسان وسائر المواثيق والقرارات والأعراف الدولية لن توقف انتفاضة الايرانيين وغضبهم من جلاديهم، فالأنظمة القمعية التي عرف بها النظام منذ استيلائه على الحكم لا يمكن أن تستمر في ضوء تجاوزاته المتمثلة في سياستيه الداخلية والخارجية على حد سواء، فان كان القمع الايراني وصل الى ذروته في الداخل فان دول العالم بأسرها وليس الشعب الايراني وحده لا يحبذ استمرارية النظام في عبثه وتجاوزاته وتعدياته التي مازالت دول المعمورة في كل مكان تعاني منها الأمرين. تصدير الثورة الايرانية الدموية الى كثير من الأمصار والأقطار وتبديد ثروات إيران الطائلة على التنظيمات الارهابية وتطوير أسلحة الدمار الشامل تمثل في جوهرها قلقا يساور كافة الدول المحبة للأمن والاستقرار والسيادة، والتخلص من ظلم وجبروت وطغيان النظام الإيراني لم يعد محصورا داخل إيران فحسب، بل هو مطلب تنادي به دول العالم كافة، وأزف الوقت لوضع نهاية حتمية وقاطعة لهذا النظام الفاشي. السياسة الخارجية الموغلة في الأخطاء الذريعة من خلال تبذير أموال إيران على الحركات والتنظيمات الإرهابية في أماكن متفرقة من العالم، والتشبث بمزاولة سياسة تصدير الثورة الدموية الى جيران إيران، والتدخل السافر في الشؤون الداخلية لدول المنطقة هي ممارسات أدت إلى إشعال الانتفاضة الكبرى التي تشهدها المدن والمحافظاتالإيرانية حاليا، وهي انتفاضة لا يبدو أنها ستتوقف رغم ما يمارسه النظام من قمع وإجراءات تعسفية، فتلك الانتفاضة تجيء بعد أن بلغ السيل الزبى وارتفعت وتيرة الظلم التي يمارسها النظام ضد الشعب الإيراني وضد الجيران وضد كافة الدول التي منيت بإرهابه وتجاوزاته الى ذروتها.