شهدت شوارع طهران وغيرها من المدن الإيرانية مظاهرات مناهضة لحكم النظام الإيراني الجائر، فقد بلغ السيل الزبى وما عاد أبناء الشعب الإيراني يتحملون سياسة القمع والقتل والاعتقال التي يمارسها النظام داخل وطنهم، وما عادوا يتحملون تبذير موارد البلاد الطائلة على الميليشيات الإرهابية في الخارج وعلى المضي في تطوير أسلحة الدمار الشامل لتهديد جيران إيران وبقية دول العالم. واحتجاج أبناء إيران على سياسة نظام الملالي الداخلية والخارجية وتدخله في الشؤون الداخلية لدول المنطقة يجيء لما تلحقه تلك السياسة الرعناء من أضرار بالغة بوطنهم ومصالحه العليا التي ما زال حكام طهران يعبثون بها، فالشعارات المناهضة للنظام والتي رفعها المحتجون في شوارع كرمنشاه غرب إيران وفي شمال ايران وفي قلب العاصمة طهران تشير الى أن صبر الشعب الايراني على تجاوزات طغاته قد نفد وآن الأوان للتصدي بقوة لجبروتهم وظلمهم وتعسفهم. التظاهرات تسود المدن الايرانية ولن تهدأ الا بسقوط النظام الايراني الذي ما زال يذيق الايرانيين أصنافا عديدة من الظلم تتجلى في مصادرة حرياتهم وكرامتهم والعبث بسيادة دولتهم، فالتحذيرات التي أطلقها جنود النظام في شوارع طهران لإسكات أصوات أبناء ايران لن تجدي نفعا، ولن تجدي اعتقالات المئات منهم، فقد صمموا على إشعال الثورة ضد نظام أرهقهم منذ سنوات طوال، وأرادوا بإشعالها الخلاص منه ومن جبروته. الاحتجاجات العارمة لم تتصاعد بسبب استفحال الغلاء والبطالة في سائر المدن الايرانية فحسب ولكنها تصاعدت أيضا جراء ما يطال أبناء الشعب الايراني من ظلم وطغيان وتعسف من جانب، وما يطال دول العالم من ارهاب يصدره النظام الايراني الى أماكن متفرقة من المعمورة والى دول الجوارعلى وجه الخصوص لتحقيق حلمه الأسطوري بإقامة الامبراطورية الفارسية المزعومة على أنقاض حريات الشعوب وسيادتها وكرامة مواطنيها من جانب آخر. اعتقال المئات من الايرانيين ومواجهة تظاهراتهم لن يثنيهم عن المطالبة بحقوقهم وتخليص وطنهم من جبروت أولئك الطغاة الساخرين من كل المواثيق والأعراف الدولية والضاربين عرض الحائط بحقوق الانسان والماضين قدما لتصدير ثورتهم الدموية الارهابية الى كل مكان والساعين الى تطوير أسلحة الدمارالشامل لتهديد دول المنطقة ودول العالم بها. التظاهرات الحاشدة في المدن الايرانية تعطي أكبر دليل على أن الأرض الايرانية ما زالت تغلي تحت أقدام طغاتها، وأن الوقت قد أزف للخلاص من أولئك المتجبرين لتعود ايران الى منظومتها الدولية والاسلامية، فقد أنهكها أولئك المتسلطون على مقدرات الشعب الايراني والساعون لتصدير ثورتهم الدموية وإشعال العديد من مدن العالم بالارهاب من خلال دعمهم الواضح والمستمر للتنظيمات الارهابية في لبنان والعراق وسوريا واليمن وغيرها من الأقطار والأمصار في محاولة يائسة لبسط النفوذ الايراني والسيطرة على حريات شعوب المنطقة والعبث بسيادتها.