المظاهرات الناشبة التي نظمتها المعارضة الايرانية للاطاحة بنظام الملالي يؤكد من جديد أن أرض ايران مازالت تغلي تحت أرجل الطغاة من نظام دموي وصفه المجتمع الدولي بأنه الراعي الأول للارهاب في العالم، ويبدو للعيان في ضوء المظاهرات المتكررة أن الوقت قد حان لتغييرالنظام الايراني المتسلط على رقاب الايرانيين والساعي منذ نشأته لتصدير ثورته الارهابية الى عدد لا يحصى من دول العالم، وسعيه الواضح للتدخل السافر في شؤون دول المنطقة بسطا لنفوذه ونشرا لعوامل زعزعة الأمن والاستقرار والسيادة في ربوعها التواقة للسلام وانهاء الفتن وموجات الحروب في أرجائها. وتلك المظاهرات العارمة تولدت جراء انتهاك النظام الإيراني لحقوق الانسان وتدخلاته في دول المنطقة ونشره للارهاب وإطلاق الصواريخ البالستية عبرعملائه في اليمن على المملكة وعلى المدن اليمنية، ويقتضي الأمر انسجاما مع تلك الاحتجاجات أن يخرج المجتمع الدولي عن صمته ويفعل ما يجب فعله للجم النظام الايراني ووقف زحف ارهابه الى دول العالم ومحاسبته عن جرائمه الفظيعة ضد الانسانية وضد القوانين الدولية الملزمة والقرارات الأممية التي مازال يضرب بها عرض الحائط. العنف الذي يمارسه النظام الايراني ضد الايرانيين يستهدف حريتهم وكرامتهم وأمن وطنهم القومي، وازاء ذلك فان تلك المظاهرات ليست كافية وحدها لاعلان استنكار الشعب الايراني لممارسة نظامه الطائش، بل لابد من حزمة ضغوط من كافة الدول المحبة للحرية والأمن والسلام لردع النظام عما هو فيه من ضلال وتضليل ومعاداة للايرانيين وكافة شعوب المعمورة. النظام لا يزال متمسكا بتطوير أسلحته التدميرية الشاملة بما يشكل خطرا داهما على كافة دول العالم، ولا يزال متمسكا بسياسة تصديره للارهاب، ولا يزال متمسكا بتدخله السافر في شؤون دول المنطقة، وهي اتجاهات خاطئة تصب في روافد التهديد الايراني للقرارات الأممية وتعتبر مخالفة لكل نصوص ومبادئ الشرعية الدولية وقراراتها، وازاء ذلك فلا بد من وقفة عالمية موحدة ضد نظام دموي يضمر الشر والحقد والكراهية لسائر الشعوب دون استثناء. وترك النظام الايراني وهو يمارس تعسفه ضد الايرانيين وضد شعوب العالم سوف يدفعه لاستمراء عملياته الارهابية وزيادة نشرها الى أقطار عديدة، وقد منيت بلدان في الشرق والغرب بتدخلات النظام الايراني ونشره لموجات من الارهاب ذهب ضحيتها الآلاف من الأبرياء ودمرت المئات من الانجازات الحضارية في تلك الدول، وسيظل النظام راكبا رأسه ان لم يتدخل العالم لوقف ظلمه واعتداءاته السافرة على دول المنطقة وعلى كثير من دول العالم. الارهاب الذي ترعاه ايران مدان من كافة دول العالم الراغبة في السلام والراغبة في الأمن والاستقرار والراغبة في الحفاظ على سيادتها على أرضها، وتلك الظاهرة الشريرة تناقض تماما ما تسعى له دول العالم من رغبة في ابعاد أراضيها عن الحروب والقلق والاضطرابات والفتن وموجات الطائفية التي يحاول النظام زرعها على كل أرض يتدخل في شؤونها الداخلية كما هو الحال مع شعوب المنطقة.