فيما يواصل الجيش الوطني اليمني معاركه الميدانية بمساندة التحالف العربي بقيادة المملكة، ضد الميليشيا الانقلابية وتحريره عدة مناطق بالجوف بالتزامن مع غارات دكت مواقع الحوثيين بصنعاء، انتقدت الحكومة اليمنية بيان منسق الشؤون الإنسانية في اليمن، جيمي ماكغولدريك، واعتبرته منحازا للميليشيا الحوثية ومسيسا ووصفته بغير المهني. وقال مصدر مسؤول بالخارجية اليمنية: «إن البيان تجاهل الأوضاع المأساوية التي صنعتها الميليشيا، وأدت إلى مزيدٍ من الانتهاكات بدعم من إيران، إضافة إلى مصادرة الأموال وتدمير الممتلكات العامة والخاصة وترويع المواطنين، وتحويل العاصمة صنعاء إلى سجن كبير». مخالفة دولية واعتبرت خارجية الشرعية أن تسمية الميليشيا «بسلطات الأمر الواقع» يخالف قراراتِ مجلسِ الأمن وبيانات الأممالمتحدة. وفي الشأن العسكري، حررت قوات الجيش الوطني أمس منطقة اليتمة مركز مديرية خب الشعف شمال شرق محافظة الجوف. ووفقا لموقع «سبتمبرنت» العسكري، قال رئيس عمليات المنطقة العسكرية السادسة، العميد طه شمان: «إن الجيش الوطني حرر منطقة اليتمة بعد تمكنه من تحرير منطقة المهاشمة الإستراتيجية الواقعة على الخط الدولي، والتي تربط بين البقع والعقبة وسط فرار جماعي لعناصر الميليشيا». وأضاف شمان: «إن من أبرز المناطق التي تمت استعادتها باليتمة (جامع والمهير وموقع الغرام وعشة هظبان وجبل الكافر)، كما قطعت قوات الجيش خطوط الإمداد على الميليشيا المدعومة من إيران في جبهات صبرين والعقبة»، مؤكدا أن قوات الجيش الوطني أسرت 25 من العناصر الحوثية. معارك اليتمة وذكر مصدر ميداني آخر «أن قوات الجيش الوطني هاجمت الميليشيا في منطقة اليتمة على محورين المحور الشمال الشرقي والمحور الجنوب الغربي لمديرية خب الشعف». وأسفرت المعارك التي شاركت فيها مقاتلات التحالف العربي عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيا. وكانت قوات الجيش بدأت الخميس عملية عسكرية واسعة في مديرية خب الشعف بمحافظة الجوف لتحرير ما تبقى من المديرية من قبضة ميليشيا الحوثي الإيرانية. وحققت العملية تقدما واسعا في مختلف مناطق خب الشعف، واستعادت أجزاء واسعة من ارتكازات كانت تسيطر عليها الميليشيا وسط انهيارات كبيرة في صفوفها. وفي السياق ذاته، ولكن على صعيد العاصمة المختطفة، قصفت مقاتلات التحالف العربي ظهر أمس عدة مواقع عسكرية تسيطر عليها ميليشيا الحوثي الإيرانيةجنوبصنعاء. غارات للتحالف وبحسب «سبتمبر نت»، قال سكان محليون في العاصمة صنعاء: «إن مقاتلات التحالف استهدفت بعدة غارات جوية تجمعات للميليشيا الحوثية في جبل النهدين، المطل على دار الرئاسة»، كما استهدفت غارات أخرى بالتزامن معسكر السواد. وهزت انفجارات عنيفة أرجاء العاصمة عقب القصف، في وقت تصاعدت فيه الأدخنة بكثافة من المواقع المستهدفة. وفي الجانب الآخر، وبحسب سير العمليات العسكرية جوا من التحالف العربي بقيادة المملكة، وأرضا من قوات الشرعية والمقاومة، التي كبدت عناصر الميليشيا مئات القتلى من قيادات الصف الأول، نعى الانقلابيون الجمعة مصرع أحد قادتهم إثر هجوم فاشل على أطراف مديرية الخوخة بالحديدة غرب اليمن، وذلك بعد أيام قليلة على هلاك نجليه في ذات المنطقة. المواقع تضج وضجت مواقع التواصل اليمنية بنشر ناشطين موالين للميليشيا الطائفية صورا للقيادي البارز يدعى يحيى شرف الدين، الذين ذكروا «أنه التحق بولديه عبدالقادر والحسين»، اللذين لقيا حتفهما في وقت سابق بمعارك وغارات جوية للتحالف العربي في الساحل الغربي. وصرع القيادي الحوثي يحيى شرف الدين وفقا لتأكيدات من الجيش اليمني، خلال إحباط محاولة هجوم حوثية، مساء الخميس، على أطراف مديرية الخوخة، والتي هلك إثرها 80 عنصرا من الحوثيين المدعومين من نظام طهران، باشتباكات وغارات للتحالف العربي، قبل إجبارهم على الفرار. ليرتفع -في تزايد مضطرد خلال الفترة الأخيرة- تهاوي القيادات الحوثية بمختلف الجبهات، من فئة من يطلق عليهم «القناديل»، والذين كانت الميليشيا تتحاشى الزج بهم في المعارك منذ إشعالها للحرب، حيث اضطرت، بحسب مراقبين، للدفع بهم، بعد خسائرها الكبيرة وامتناع القبائل عن تجنيد المزيد من أبنائها في صفوف الحوثيين، الذين كانوا يستخدمونهم وقودا لحربهم. قناديل وزنابيل ويسمي الحوثيون بحسب «ولاية الفقيه» بنسختها المستلبة من الحوزة الإيرانية في مدينة قم، فئة يدعون أنها «القناديل» ويزعمون انتسابهم إلى أهل البيت، في وقت يجزم فيه الكثير من علماء التاريخ والأنساب أن هذه الفئة هي في حقيقة الأمر ذات أصول أعجمية وليست عربية، أما الثانية فهي «الزنابيل» أي يمنيون أصليون متحوثون، حسب ادعائهم. في المقابل، قالت مصادر طبية في محافظة حجة: «إن المستشفى الجمهوري بالمحافظة، استقبل أكثر من 50 جثة لعناصر الميليشيا، ممن لقوا مصرعهم في جبهة الخوخة، الليلة الماضية». وأشارت المصادر إلى أن من بين القتلى نجل مدير أمن مدينة حجة الحوثي العقيد علي الهاشمي المدعو «خالد»، والذي يعتبر أحد مرافقي القيادي وأركان حرب الأمن المركزي بالمحافظة صقر الخرفشة، مشيرين إلى أن الأخير لا يزال مصيره مجهولا حتى الآن. كما لقي نجل قيادي حوثي آخر يدعى عبدالسلام جحاف «ضياء» مصرعه، الخميس، في الخوخة مع عشرات آخرين من الميليشيا.