غضب «1» أزرق عارم... عاصفة هياج هلالية... تابعت ردود أفعال الهلاليين بعد الهزيمة من الفيحاء. فوجدت أنها قاسية جدا في أغلبها حتى أن بعضها وصل إلى حد الشتيمة للفريق والمدرب وعدد من اللاعبين في وسائل الاتصال الاجتماعي. كان الجمهور الهلالي قاسيا على فريقه ولاعبيه، وتحول دياز وجحفلي خصوصا إلى «سباكين» كما قال عدد منهم بعد أن كانوا نجوما لا يشق لهما غبار، وبعد أن كان جحفلي رمزا للطقطقة على المنافس التقليدي النصر والفرق الأخرى وكانت مفردة (الجحفلة) عنوانا للهدف القاتل في الأوقات الصعبة.!! «2» دياز من جهته تلقى السهام تلو السهام والخناجر تلو الخناجر إثر الهزيمة من الفيحاء، بعد أن كان (الداهية) والبطل الذي أوصل الفريق إلى المنافسة على الدوري وعلى نهائي آسيا. لم يتوقف هذا الحنق على دياز وجحفلي فقط، بل تعداه إلى لاعبين آخرين لمجرد أنه خسر مباراة واحدة فقط. تحول الهلال من فريق بطل يمتلك صفا احتياطيا آخر بنفس مستوى الفريق الأول إلى تشكيلة مهترئة متهالكة، لا تستطيع مجاراة فريق قادم من الأولى ويقبع في المركز الحادي عشر. تحول الهلال أيضا وعلى لسان محبيه من مجموعة متآلفة لا تتأثر بغياب أي من لاعبيها إلى فريق (داخ) وهلك برحيل لاعب واحد هو إدواردو!! «3» أيها الغاضبون تريثوا. أيها المهنزون اهدأوا... لاعبو الهلال حتما سيتأثرون بهذا الانفعال الجماهيري لأنهم يقرأون «تويتر» و«واتس» ويشاهدون «سنابات»، وقد قسوتم عليهم في كل المواقع في وقت كانوا يحتاجون فيه إلى الهدوء ووضع أيديكم على أخطائهم والأخذ بهم إلى حيث كانوا في القمة الهلال يمتلك لاعبين بارزين يعتبرون عماد المنتخب الأول والهجوم عليهم بهذه الطريقة يؤثر على الهلال والمنتخب. «4» مشكلة أغلب الجمهور وحتى الإعلام الهلالي أنهم يبالغون جدا في الهجوم القاسي على فريقهم إذا انهزم!! ويبالغون جدا في مدح الفريق ويرفعونه إلى السماء إذا فاز!! لا توجد حلول وسط إلا ما ندر جدا جدا!! عندما انهزم الفريق من الفيحاء قرأت لعدد من الإعلاميين الهلاليين في وسائل الاتصال الاجتماعي والوسائل الإعلامية الأخرى، فوجدت أنهم يهاجمون الهلال ويقولون إن سبب الهزيمة هو (سوء) الفريق، دون أن يشيدوا بما قدمه الفيحاء طبعا، والأهم أنهم لم يقدموا لنا (فنيا) كيف انهزم الهلال وما الطرق التي تعيده لمستواه؟. وهذا ما أضاع الهلال في الكثير من منعطفاته وما سيضيعه لاحقا إذا استمروا على ذلك. «5» وطوال تاريخ الإعلام الهلالي، ظل (البعض) منهم يبالغ ويتحدث بعاطفة جياشة وسرد غريب، ويمدح لاعبا مبتدئا بمجرد بروزه الأولي في مباراة ويقارنه بنجوم قضوا (أعمارهم) في الملاعب، وحققوا إنجازات لافتة بل أحيانا يشبهونه بلاعبين عالميين دون أن يدركوا أن هذا المدح الزائد والمبالغة المفرطة التي تصل أحيانا إلى حد التعصب قد تنهي حياة اللاعب الكروية. كما أنه كان كما هو الآن يمدح بشدة الفريق إذا فاز بل يهاجم منافسيه بلا سبب، ويقسو جدا على الفريق إذا انهزم كما حدث بعد مباراة الفيحاء. «6» الهلال يا سادة يحمل ملامح البطل لكن غالبية جمهوره وإعلامه قد يسحبونه إلى الخلف. الهلال أيضا يملك مدربا ولاعبين جيدين لكن هذا المدرب يقع في أخطاء كما هم المدربون والبشر عموما.. من أخطاء دياز أنه يهاجم بطريقة حفظها المنافسون وصاروا يضعون الخطط المجابهة لها والتي تفسدها. ويركز هذا المدرب على الأطراف معتمدا كثيرا على البريك الذي أنهكه بالتركيز شبه الكامل عليه. الدفاع أيضا (وهن) هلالي مقيم. ويبرز هذا الضعف في العمق الدفاعي الذي تسبب في كثير من الأهداف في الشباك الهلالية. ولا ننسى أن الهجوم الهلالي بحاجة إلى التنشيط بتراجع مستوى خريبين وغياب إدواردو الذي كان يساند الهجوم ويسجل الأهداف أيضا. «7» أيها الهلاليون... رفقا بهلالكم ومنتخبنا.