فعل كل شيء.. هاجم بضراوة وسيطر باحكام على المتسطيل الأخضر، وكان قريباً من اللقب والفوز بالبطولة السابعة على مستوى القارة الصفراء.. ربما هذا هو العنوان الأنسب لمباراة الهلال أمام أوراوا الياباني في نهائي آسيا، والتي شهدت استحوذ الفريق الازرق كثيرًا، وأجبر خصمه على التراجع ولكنه لم يوفق في هز الشباك، تألق عبدالله المعيوف بعيداً عن ولوج هدف اللقاء الوحيد، وتميز الدفاع، وكان حضوره ضد أغلب الهجمات اليابانية مميزًا، وأوجد الوسط مساحات كبيرة للغزو الجانبي والرأسي، وتعرض مرمى أوراوا معظم مجريات المباراة للخطورة، ولكن وجود النهاز داخل ال18 افتقده الهلال في ظل الرقابة اللصيقة على عمر خربين، وسرعة الفريق الياباني للتحضير الدفاعي عندما يفقد الكرة، ويفترض الكثافة العددية في الهجوم خصوصاً أن ليس أمام الهلال ما يخسره، فالهزيمة بهدف وأكثر أو التعادل صفر-صفر يعني ضياع البطولة كما حدث. بعيداً عن الجزئيات التي لعب عليها أوراوا خصوصاً نتيجة الذهاب في وأفضلية الأرض والجمهور وإصابة لاعب الوسط البرازيلي إدواردو كارلوس في لقاء الرياض، ومن ثم إصابة المهاجم السوري عمر خربين في الإياب وعدم قدرته على تكمله المباراة، وزيادة الكثافة الهجومية فالهلال قدم مباراة كبيرة أظهرت شخصيته كبطل ولديه القدرة على التعويض في أي وقت، ويكفيه فخرً أنه النادي الوحيد الذي وصل من غرب القارة إلى النهائي القاري، وكون أن هناك لاعبين لم يوفقوا والبعض لم يحسن التعامل مع الضغط البدني والنفسي كلاعب الوسط سالم الدوسري الذي خرج مطروداً، فهذا لا يعني أن ينصب النقد ضد اللاعبين فقط، وينسى الجمهور أن المدرب الارجنيتني رامون دياز لم يوفق باختيار المهاجم القوي المساند لخربين، انما وضع اختياره من نصيب المهاجم "المعطل" ماتياس فكانت الخسارة المالية والفنية، وهذا درس قوي لابد أن يتعلم منه وأن يخضع لمساءلة الإدارة، كما أن هذه الخسارة تفتح الأبواب وتؤكد على أن من يريد حسم البطولات لابد أن يغزوها بفريق مكتمل العناصر خصوصاً في الهجوم الذي أصبح ورقة شعار الحسم في النهائيات والمباريات المهمة، ولاعب واحد وسط غابة من السيقان من مدافعي الخصم ربما يوفق مرة ولكنه لا يستطع كل المرات، وفي الفترة الشتوية يحتاج الهلال لمهاجم بمواصفات خربين يخفف الضغط ويعزز من قوة الفريق، ويشكل ضغطًا كبيراً على دفاعات المنافسين. النقد مطلوب، وتلافي الأخطاء أمر لابد منه في الفترة المقبلة حتى يكتمل الفريق ويكون قادرًا على جميع البطولات، ولكن على كل هلالي أن يفخر بشخصية فريقه ووصوله إلى نهائي آسيا 2017 بلا خسارة فضلاً عن الظهور التي واكبته في النهائي ذهاباً وإيابًا، والتعامل مع الأخطاء الموجودة لا يمكن أن يتم من واقع التشاؤم، والضغط على الفريق والإدارة، ما الذي يحتاجه الهلال حتى يستعيد اللقب الآسيوي بعدما تشبع من الألقاب المحلية.