انتهت الحكاية.. وقالت الكرة كلمتها فخطف الأهلي الإماراتي أولى البطاقتين المؤهلتين لنهائي دوري أبطال آسيا بفوزه ب3 أهداف لهدفين على الهلال الذي خذله بعض نجومه «قبل المواجهة» ففقدهم الفريق الأزرق وفقد معهم جزءا من قوته وتماسكه بعد أن تسبب مدربه اليوناني بإفقاده الجزء الآخر من الهيبة والقوة بقناعاته وتشكيله الخاطئ في مباراة الذهاب التي انتهت بالتعادل بهدف لمثله, وكررها ثانية في مباراة الإياب التي جمعت الفريقين البارحة في استاد راشد بالنادي الأهلي في دبي، حينما بدأ المباراة بتشكيل خاطئ متمسكا بقناعاته وبثلاثة مدافعين في متوسط الدفاع ومهاجم وحيد، رغم أنه بحاجة للفوز أو على الأقل التعادل الإيجابي قبل أن يشعر قليلا أواخر الشوط ويستغني عن أحد المدافعين ويشرك لاعب وسط ثم مهاجما ثانيا مع بداية الحصة الثانية. المباراة: افتقد اليوناني دونيس مدرب الهلال لخدمات 2 من عناصره الذين لعب بهم مواجهة الذهاب في الرياض وهما الحارس خالد شراحيلي المبعد بقرار انضباطي داخي ولاعب الوسط سلمان الفرج الموقوف بالبطاقات الصفراء إلى جانب المدافع البرازيلي ديغاو الموقوف بقرار قاري.. واختار قائمة تضم: السديري وكواك وشراحيلي وجحفلي والشهراني والزوري وكريري والعابد وسالم وإدواردو وألميدا. بينما لعب الروماني كوزمين مدرب الأهلي بذات التشكل الذي لعب الذهاب والمكون من: ديدا وصنقور وكيونغ وسالمين وهيكل وماجد حسن والفردان وريبيرو وخليل والحمادي وليما. منذ البداية وبعكس ما كان الجميع يتوقعونه فقد كشف الأهلي عن نواياه الهجومية فأحسن لاعبوه الانتشار، خصوصا في وسط الملعب وبدأوا التهديد مبكرا قبل أن تكتمل الدقيقة الثالثة بكرة جانبية أمسك بها السديري, ولم يظهر الهلال في أول ربع ساعة إلا في لمحات لم تشكل أي شيء، ومن بينها تلك الكرة التي اقتحم بها الميدا المنطقة وتعرض لإعاقة من هيكل لم يعرها الحكم أي اهتمام «11» في الوقت الذي تميز الأهلي بقوة وسطه وتقارب لاعبيه وتمرايراته الطويلة التي أرهقت مدافعي الهلال. ونتيجة لأفضليته فقد كان من الطبيعي أن يسجل الأهلي هدفه الأول الذي صعب المهمة الزرقاء.. فمن كرة جانبية «ميتة» نجح أحمد خليل في تحويلها إلى داخل المنطقة فمرّت تتهادى أمام مدافعي الهلال الذين اكتفوا بالفرجة لتجد ليما الذي وضعها داخل المرمى بكل هدوء «17». وكاد الهلال يرد سريعا من كرة عرضية من الشهراني لكن الحكم احتسب خطأ على الميدا قبل وصول الكرة له, رد عليه أحمد خليل بتسديدة عنيفة أبعدها السديري. واصل الأهلي أفضليته ومحاولاته الهجومية وسدد ليما كرة من طرف المنطقة أبعدها السديري بأطراف أصابعه «31». وعندما أحس دونيس بخطئه بدأ يعدل أوراقه فزج بالشلهوب بدلا من شراحيلي «35» فتحسن أداء الهلال كثيرا ونشط في الدقائق الأخيرة وأجرى كوزمين تبديلا دفاعيا. وبينما كان وقت الحصة الأولى يشارف على الانتهاء سجل الأهلي هدفه الثاني عن طريق البرازيلي إيفرتون الذي ضرب العمق الدفاعي الهلالي وانسل من بينهم وأرسل الكرة من فوق رأس السديري هدفا باتت بموجبه آمال الهلال أكثر ضعفا «44» ومع بداية الحصة الثانية زج دونيس بناصر الشمراني بدلا من سالم السلبي وكان لهذا التبديل مفعوله إذ دانت السيطرة للهلال الذي أصبح يهاجم من كل الجهات مجبرا الأهلي على التراجع وسدد الشلهوب كرة من خطأ تعملق أمامها ديدا «48».. وواصل الهلال أفضليته ونجح في تقليص الفارق. ونجح البرازيلي الميدا في تقليص الفارق بهدف مبكر بعد تلقيه تمريرة ماكرة من كريري «50», ثم احتج الهلاليون على وجود ضربة جزاء إثر تعرض إدواردو لسحب وأعاقه من ماجد حسن. وواصل الهلال تألقه وسجل إدواردو هدفا جميلا عدل به النتيجة من تسديدة عنيفة من خارج المنطقة «64», ولم يكتف الهلال أو يتراجع بل واصل هجومه وكاد الميدا يسجل لكن كرته انحرفت إلى جوار القائم «68».. الهلاليون تفننوا في تناقل الكرة في الشوط الثاني وتفننوا أيضا في إهدار الفرص وكأنهم قد ضمنوا التأهل. ونهض الأهلي قليلا في الدقائق الأخيرة وزاد الشد بين الطرفين وخطف الكوري كيونغ هدفا قاتلا أنهى به آمال الهلال عندما استغل ربكة مدافعيه داخل المنطقة فسدد كرة استقبلها من خطأ جانبي وهز بها الشباك «90+3» وطار بفريقه للنهائي الآسيوي الكبير. * من المباراة: - 5 بطاقات صفراء أشهرها الحكم البحريني نواف شكر الله لكل من: إسماعيل الحمادي وماجد حسن «الأهلي» ونواف العابد والسديري وناصر الشمراني «الهلال». - الحكم البحريني حاول ضبط المباراة فنيا لكن فاتت عليه بعض اللقطات وخصوصا اشتباه ركلتي جزاء للهلال إحداهما لألميدا «43» والثانية لإدواردو «56». - جماهير الهلال ملأت المقاعد المخصصة لها وشجعت وآزرت ولم تقصر لكنها خرجت حزينة. - على عدد من لاعبي الهلال مراجعة حساباتهم قبل أن يجدوا أنفسهم خارج أسوار النادي، خصوصا سالم الدوسري الذي لم يكن له وجود يذكر. - قناعات دونيس حيرت الهلاليين.. وفي المقابل تعامل كوزمين مع المباراة كما ينبغي فكسب بطاقة التأهل. - سعود كريري ومحمد الشلهوب كانا أبرز لاعبي الهلال وأكثرهما حيوية ونشاطا وحماسا رغم كبر سنهما.. الأول وقف أمام هجمات المنافس وصنع الهدف الأول للهلال, والثاني كان نقطة تحول في الأداء منذ مشاركته.