عاد الهلال من نهائي كأس آسيا بلقب الوصيف أمام البطل اوراوا الياباني وتوقع البعض أن تؤثرالخسارة على الفريق محليا وأن يكون لها تبعات سلبية على نتائجه في الدوري في ظاهرة لا تخص الفريق الأزرق وحده وإنما أي فريق فنيا ونفسيا، ولكن الهلال في البداية خالف هذه القاعدة حتى طالت الاشادات إدارته، وأنها انتشلت الفريق من أزمة خسارة الكأس القارية بعدما تحركت وعالجت الجانب النفسي بدليل أن الفريق كسب منافسه الأقوى على اللقب الأهلي ثم الرائد وهنا بالغ البعض في أن اللقب حسم للهلال قبل نهاية الدور الأول، وبدأ يعاني من وعكة فنية شديدة بدأها بالتعادل صفر-صفر مع الفتح ومن ثم الخسارة من الفيحاء والتعادل مع الفيصلي والاتفاق بنتيجة واحدة (1-1) ليخسر الفريق تسع نقاط مهمة. لا أحد ينكر أن بعض الغيابات مؤثرة على الهلال لاصابات بعض نجومه لكن ليس إلى هذا الحد مع فريق يمتلك دكة احتياط قوية وبامكان مدربه التعويض، ولكن مواجهة الفريق الأخيرة كشفت بصورة جلية أنه يتجه إلى الاسوأ وان أخطاء ما قبل مباراة الاتفاق لم تعالج، وربما لم يكن هناك محاولة لعلاجها لا من الإدارة ولا من المدرب ولا من اللاعبين، بدليل أن المدرب لم يغير تكتيكه الفني وطريقته التي حفظها مدربو الفرق الأخرى عن ظهر قلب وتفوق المدرب الوطني سعد الشهري عليه وهو الذي لا يماثله خبرة خير برهان ولم يكتف بالتفوق الفني بل لعب امامه بوجوه شابة وبعنصرين أجنبيين اثنين فقط وانتصر على فارق العمر والخبرة الدولية ساعده على ذلك تطبيق لاعبي الاتفاق خطته وتعليماته وحضور روحهم العالية وتركيزهم وثقتهم بانفسهم عكس لاعبي الهلال باستثناء العملاق علي الحبسي ومحمد جحفلي اللذين حفظا ماء وجه دياز الذي حاول التبرير فلم يجد سوى انه سيجتمع مع رئيس النادي ويطالب باحضار صانع لعب، وكأنه سيأتي للهلال ومعه عصا موسى ولم يفكر الأرجنتيني أو تعلم الادارة أن المشكلة ليست وحدها في صانع اللعب بل في المدرب الذي سار على نهج فني واحد وأمام كل الفرق وغاب عنه عنصر المفاجأة الذي حضر مع خصومه. غياب صانع اللعب لم يكن السبب الذي اوصل الهلال إلى هذا الحال وهذا من وجهة نظري سبب غير وجيه ومنطقي فحتى وإن انتقدت ولمت سلمان الفرج ونواف العابد وسالم الدوسري ومحمد الشلهوب وياسر الشهراني ومحمد البريك فإن من الانصاف أنهم في مباريات عديدة صنعوا فرصا بكم كبير لكن رعونة غليمن ريفاس وعمر خريبين الذي لم يعد عمر الذي تعرفه الجماهير الزرقاء وتواضع اداء مختار فلاتة جعل هذه الفرص تضيع ويضيع معها الهلال الذي تعتبر مشكلته في مجموعة وليست في لاعب واحد هو صانع اللعب مادام الهجوم على هذه الحال السيئة وفق اسلوب لاعبي الحواري وليس أسلوب لاعبين دوليين محترفين عقودهم بالملايين. مباراة الاتفاق كشفت أن بطل الدوري الموسم الماضي يعيش برئتين هما الحبسي وجحفلي فقط ولو لعب البقية بالروح والعطاء ذاتهما لعاد الهلال قويا وكبيرا بحضوره لكنه يعيش على انصاف لاعبين ومع مدرب لا يمتلك الشجاعة لضخ دماء جديدة في جسده واذا حضر صانع اللعب فقبل حضوره يفترض حضور مهاجمين يدلون طريق المرمى ويهزون الشباك وينفضون غباره وهذا لا يتوفر مع ريفاس ومختار ويبقى الأمل ضئيلا في عودة خريبين البعيد جدا عن مستواه، وانا استغرب رفض دياز عودة البرازيلي الفيس وهو الذي يعد افضل بمراحل من ريفاس وربما يفيد الفريق هجوميا بصورة افضل وكان يفترض ايضا والفيس لاعب هلالي معار أن يتابع اداؤه فربما تحسن واصبح مقنعا، اما الرفض لمجرد الرفض فهذا خطأ والخطأ الاكبر استمرار ريفاس وليس عودة الفيس او البحث عن مهاجم افضل من الفنزويلي واعارة ريفاس والتخلص منه ولو بشكل مؤقت. لا يلوح في الافق أي بارقة أمل بأن وضع الهلال سيتعدل بل ستستمر معاناته وقلق جماهيره وسيكون في وضع لايحسد عليه امام الاتحاد الذي لم يرحم الهلال وهو في قوته فكيف به في ضعفه واعتلاله الفني الذي تسبب فيه مدربه ولاعبوه وربما تعلن نتيجة المباراة وهي على الأرجح لصالح "العميد" انسحاب الهلال بشكل رسمي من المنافسة على اللقب وبدء مرحلة تراجعه وتقهقره إلى مركز متأخر. Your browser does not support the video tag.