ما زالت التنديدات تتواصل مستنكرة القرار الأمريكي بإعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني، وشددت شخصيات سياسية ودينية لبنانية في تصريحات ل«اليوم»، على ان «القدس ستبقى عاصمة للاسلام والمسيحية معاً»، ولن يقف العالمان العربي والاسلامي مكتوفي الايدي. وأوضحت ان «القرار لا يخدم الاستقرار في الشرق الاوسط ولا يخدم حل القضية الفلسطينية ولا يخدم صورة الولاياتالمتحدة كراع لعملية السلام في المنطقة». تضامن العالمين ويجزم النائب عن كتلة «المستقبل»، عمار حوري، بأنه «قرار لا يخدم الاستقرار في الشرق الاوسط ولا حل القضية الفلسطينية ولا يخدم صورة الولاياتالمتحدة كراع لعملية السلام في المنطقة»، مشدداً على «ان هذه الخطوة تخل بكل تلك المفاهيم وتعيد الأمور إلى الوراء». ويوضح حوري، «ان التحركات يجب أن تكون من خلال التضامن بين العالمين العربي والإسلامي، والاستفادة من مواقف العالم كالاتحاد الاوروبي والدول الصديقة، وسيخدم هذا التماسك في العمل على اثناء الولاياتالمتحدة وعودته عن هذا القرار»، وختم قائلا «العالم العربي تلفه هالة قاتمة ومحزنة، وفي اعتقادي أن القرار الأمريكي جاء وفقا لهذا الظرف العربي الباهت». تراجع الاستقرار ويؤكد النائب عن «الجماعة الإسلامية»، عماد الحوت، أن القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس كعاصمة للكيان الصهيوني قرار عدواني بحق الدول والشعوب العربية والإسلامية، وسينتج عنه تراجع بالاستقرار على مستوى المنطقة والعالم، كما سينعكس تهديداً للدور والمصالح للأمريكية في المنطقة، ف«القدس» ترتبط بها شعوب المنطقة دينيا ووجدانيا، لذلك لن يكون من السهولة تجاوز مفاعيل هذا القرار. ويشير الحوت، إلى ان الولاياتالمتحدة لم تعد الوسيط النزيه في القضية الفلسطينية، بل أصبحت بالكامل مع العدو الصهيوني، وبالتالي كل الاتصالات المتعلقة بالمفاوضات لحل القضية الفلسطينية ستتعقد، وسترجع ألف خطوة الى الوراء بانتظار عودة إدارة ترامب عن قراره. تماسك للمواجهة ويلفت إلى أن خلفية القرار تعود الى أمرين، الأمر الاول فيما يتعلق بالحملة الانتخابية لترامب وتهمة التنسيق مع الروس في إطارها، وبالتالي الرئيس الأمريكي يحتاج لدعم اللوبي الصهيوني. وعن الثاني، قال الحوت: «هو التناحر العربي الداخلي؛ ما أغرى واشنطن للقيام بهذه الخطوة في هذه اللحظة تحديدا»، متمنياً من «منظمة التعاون الإسلامي» عند اجتماعها الأربعاء المقبل؛ في إسطنبول اتخاذ قرار بمقاطعة الإدارة الأمريكية حتى العودة عن قرارها العدواني، ما يعطي إشارة بتماسك العرب والمسلمين في مواجهته. وفي المقابل، يشدد عضو كتلة «الكتائب اللبنانية» النائب فادي الهبر، على انه «قرار سافر بحق الإنسانية ومدينة السلام والقداسة يوجد فيها معالم إسلامية ومسيحية وأيضاً هنالك اليهود، لذلك يجب لهذه الأمور حلها ضمن الوضع النهائي، والقدس هي القضية المركزية للعرب، وها هي الآن أصبحت عالمية»، لافتاً الى ان «الرئيس الأمريكي مزاجي ومختلف بطريقة تعاطيه ينجح بقضايا معينة لمصلحة بلاده؛ ويخسر أخرى كثيرة على مستوى العالم، فقراراته غريبة، ودائماً تحتوي على المفاجآت».