لن نكتشف في الحياة كل شيء، هناك خبيئة لكل الأطياف حولنا ستبهرنا التجارب والنظريات في كل مرة وكأننا لم نقرأ قط، ستجد شاعرا ينحت قوافيه بشكل يشعرك أنه متفرد بالشعر وحده، ورساما ينسج لوحة تبهرك وكأن الرسم خلق لأجله، ستصادف معلما ترسخ كلماته في ذهنك وقد تقسم أنك لم تتعلم أبدا قبله. لا يمكن أن نحصي كل شيء في السماء أو البسيطة، فالعلوم والتجارب متجددة والدراسات والنظريات في تطور مستمر، ولكل زمان عالم، ولكل عالم نظرية، وكل نظرية تكشف ما بعدها، وقد يكون متعلقا بها جميعا.. انظر إلى الكون ولمن حولك فيه هل تحصي عنهم كل شيء؟ سيكون جوابك لا قطعا لم يكن سؤالي لغرض الاستخفاف بل لأن العلم بالأشياء محدود وكل من تعرف أو لا تعرف قد يطلب منك معلومة أو بناء معرفيا يتطلع له من خلالك لكنه ليس بحاجة أن تدعي معرفة كل شيء وأي شيء.! لا يقبل من المتعلم أن يصنف نفسه بالعالم في إطار ضيق يراه هو أنه إنجاز أو إعجاز لن يصل له مخلوق سواه بمجرد انتهاء مرحلة دراسية ما !. الكون في تمدد سيسع الجميع والجميع سيسعهم معرفة الأشياء حولهم فلا تكترث بهم. ضمن تحولات الحياة التي نسمع ونشاهد مجراها نحن لا نكتشف بل نتعلم الاكتشاف لم نتقن القراءة من أنفسنا بل صنعتنا المدارس، نحن جميعا في الخندق سواء، هذا الخندق ليس للموت بل للتعلم، كيف ننهض حين نسقط في قاع لا منفذ له؟ هل تعلمت ذلك في مدرسة ما؟ هل قرأت في أي كتاب عن هذا السؤال؟ إنها الأطوار تخبرك ذلك وجامعة الحياة تهب وثيقة لهذا متى ما رأتك مهيأ لتلك الوثيقة جديرا بها.. التجارب أيضا تعلمك الصناعة، صناعتك لذاتك وهي أصعب مهنة تواجهك متى ما عزمت ذلك وحزمت حقائبك لرحلة البحث عن نواقصك التي صارحت ذاتك بها دون تلميع أو تنميق. هذا التحول صعب لكنه ليس مستحيلا، يتطلب الإرادة الكامنة والثقة بالقدرة على التغيير وتحديد خطوات البحث عن نفسك التي ترغب في صناعتها أو تخيلت صورتها في باطن ذهنك. لن تستطيع معرفة الأشياء بحفظ أو قراءة نظرية لكتب من سبقوك بعشرات السنين، لن تختم التعليم بشهادة عليا أيما كانت درجاتها، سيبقى جزء منك يحتاج للمزيد دائما يتطلع للمعرفة يبحث عن البناء، وستخوض التجارب وتنجح أو تفشل، ستسقط ثم تنهض أو لا تنهض، وتلك هي الحياة، مستمرة وإن توقفت، متقدمة وإن تأخرت، فلا تعجب بنفسك، فالتجربة تخون ثقة الأعمى، فلا تكن كالمبصر الأعمى. (نقطة نظام) نستطيع فهم (التلميحات) لا ضرورة للاجتهاد أكثر، شكر الله سعيكم.!