المسؤولية المجتمعية Social responsibility هي مبدأ أخلاقي يلزم المؤسسات والشركات بأداء أنشطة تخدم أهداف المجتمع. ويعرفها مجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامةWorld Business Council for Sustainable Development (WBCSD) على أنها الالتزام المستمر من قبل شركات الأعمال بالتصرف أخلاقيا والمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والعمل على تحسين نوعية الظروف المعيشية للقوى العاملة وعائلاتهم والمجتمع المحلي والمجتمع ككل، دون الانحصار في تعظيم المنفعة أو الربح الأقصى، بل تقديم الفائدة للمجتمع. إن مفهوم المسؤولية المجتمعية جديد نسبيا في عالم الأعمال، إذ بدأ اهتمام الباحثين به منذ الخمسينات من القرن العشرين، إلا أنه مفهوم راسخ في الإسلام، حيث اهتم الإسلام بالجانب الأخلاقي والاجتماعي للأعمال، وجعل لكل فرد نصيبه من المسؤولية تجاه مجتمعه كما عبر عنها البيان النبوي: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) رواه الشيخان. ومن الأمثلة التاريخية لها ما قام به عثمان بن عفان رضي الله عنه -وكان من كبار تجار المسلمين- والذي اشترى بئر رومة، (وتبعد عن المسجد النبوي حوالي خمسة كيلومترات) حيث احتاج الناس إليها، فحض رسول الله صلى الله عليه وسلم على بذلها للمسلمين فاشتراها عثمان بن عفان رضي الله عنه وجعلها في سبيل الله وزاد في حفرها ووسعها. ومع وجود نماذج مشرفة لكثير من المؤسسات الكبرى تجاه المسؤولية المجتمعية إلا أننا لانزال بحاجة في المؤسسات العربية إلى دعمها أسوة بما نراه في الدول المتقدمة شرقا وغربا من خلال: 1.نشر ثقافة المسؤولية المجتمعية. فمن الملاحظ أن عدد الشركات والمؤسسات المتبنية لهذه الثقافة يمثل قلة من الشركات الكبرى. 2.تكريس مفهوم العطاء للتنمية من خلال مشاريع تنموية تغير المستوى المعيشي للفقراء بشكل جذري ومستدام. 3.تعزيز الخبرات والمعرفة والقدرة العلمية على وضع المقاييس والمعايير لقياس المجهودات التي تنتمي إلى مجال التنمية المجتمعية. والجديد أن المسؤولية المجتمعية صار لها (بنك) في جامعة سعودية هي جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، وهو عبارة عن منصة إلكترونية تحت شعار: «استثمار ذو قيمة.. مسؤولية عظيمة» وهي منصة تتيح إيداع إسهامات منسوبي الجامعة في المنافذ الجامعية للمسؤولية المجتمعية على شكل أرصدة بنكية وتحويلها لقيمة موزونة على مدار العام بشكل مستدام، وتهدف إلى تأطير المسؤولية المجتمعية تأطيرا مؤسسيا وتوثيقها بنظام إلكتروني لحساب التكاليف الفعلية، والمُعادِلة، والمقدرة لإمكانات وموارد الجامعة المستثمرة في تلك المنافذ. وقد انعقد يوم الثلاثاء الماضي الملتقى السنوي الثالث لحصاد الجامعة للمجتمع، وهو حدث سنوي تقيمه عمادة خدمة المجتمع والتنمية المستدامة بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل برعاية رسمية وحضور منسوبي الجامعة ونخبة من رواد المسؤولية المجتمعية في قطاعات المجتمع المختلفة لاستعراض الأرصدة من الإنجازات والإسهامات وتكريم أصحابها. والأمل أن نرى نماذج لذلك البنك في مواقع عدة في مؤسسات المجتمع؛ لإتاحة الفرصة لكل منسوبيها أن تكون لهم إيداعات قيمة مع مؤسساتهم في رصيد المسؤولية المجتمعية.