دائماً ما تُشكِّل الوظيفة والبحث عن فرصة عمل هاجسا يؤرق أبناءنا وبناتنا الخريجين، أو الذين على وشك التخرج، وكذلك أيضاً الذين يهدفون إلى الاستفادة من الإجازات، وخاصة الإجازة الصيفية، لتنمية مهاراتهم والسعي لكسب الخبرة، وإضافة مصدر دخل. وتكمن الصعوبة أحياناً في إيجاد فرصة العمل بشكل عام وخلال الإجازات الرسمية بشكل خاص لعدة أسباب، من أهمها أن بعض جهات الأعمال وأصحاب الأعمال يفضلون أصحاب الخبرة والتخصصات المعينة، كما أن هناك سببا آخر وهو قلة الوظائف المخصصة للتدريب، وأيضاً من الأسباب، عدم وجود عنصر التدريب في السيرة الذاتية لدى المتقدّم. وقد تكون هذه الصعوبات منطقية إلى حدٍ ما، لأن بعض الوظائف تحتاج إلى عنصر الخبرة، وبعض الوظائف قد لا تشكل إضافة من الناحية المالية والوظيفية أو تسهم في تحقيق فائدة حقيقية لدى الباحث عن فرصة عمل أو الباحث عن التدريب. وهناك سبب آخر لا بد من التطرق إليه وهو ضعف سيرة المتقدم من الناحية الإنشائية والإملائية، وعدم ترتيبها بالشكل الملائم، وهذا مما يؤثر بشكل غير مباشر في عملية القبول والترشيح، وتعطي انطباعاً سلبياً عن المتقدم. وفِي ضوء ذلك أقترح على الباحثين عن فرصة عمل لهدف الحصول على وظيفة أو تدريب، بأن يعملوا على بناء سيرتهم الذاتية من خلال الحصول على الدورات الأساسية والمطلوبة في سوق العمل، والتركيز عليها دون غيرها من الدورات التي لا تشكل فائدة عملية، وإنما تخدم الجانب النفسي أكثر، وبإمكانهم أخذ مشورة أحد المختصين في ذلك. وأيضاً حين تتأخر عملية الحصول على الوظيفة، يجب على الباحث عن العمل أن لا يتوقف وينتظر كثيراً، وإنما يسعى للحصول على الوظائف التطوعية، فهي تحقق فوائد كثيرة من أهمها إضافة عنصر الخبرة، وإشغال الوقت بشكل مثالي وتعطي انطباعاً جيداً عن المتقدم للوظيفة لدى أصحاب الأعمال. وهذا ما نراه حقيقة في المجتمعات الغربية حين نجد أن أغلب الطلاب والطالبات يعملون أثناء الدراسة والإجازات الرسمية. بالإضافة إلى أنهم يعملون باستمرار في الأعمال التطوعية، والمشاركة في الأعمال والمشاريع المؤقتة، دون التأثير على دراستهم. وَمِمَّا يجب على باحث العمل أن يضعه في الحسبان «في البداية»، هو تقديم التنازل وعدم رفع سقف التوقعات، والقبول بالوظيفة دون التركيز كثيراً في المقابل المالي والمنصب الوظيفي، لأنه يعتبر في مرحلة التأسيس وكسب الخبرة. كما يجب عليه وأن لا ييأس حين لا يجد فرصة عمل أو ينزعج من كثرة المقابلات الشخصية دون فائدة، فكلها خطوات يتعلم الإنسان منها ما تنفعه في المستقبل. فلا شك أن الرزق معلوم ومكتوب، والله وحده أعلم أين سيكون رزقه. تمنياتي بالتوفيق لكل الباحثين عن فرص العمل، وأن يبارك فيهم وفِي عملهم.