الكل يجزم أن لدينا شبابا وشابات ذوي إمكانيات وقدرات مميزة وعندما تسنح لهم الفرصة الحقيقية غالباً ما يُبهروننا بإنجازاتهم والأمثلة على ذلك كثيرة ولكنهم دوما يحتاجون للدعم والتوجيه، والأكيد أيضاً أن هؤلاء الشباب والشابات لا يقدّمون أنفسهم بالشكل الصحيح ولا يسوّقون لذاتهم بالطريقة المثلى والتي يُتقنها أغلب "الخواجات" وهذا ما واجهناه في السنوات الماضية من خلال مقابلتنا وتوظيفنا آلاف الشباب والشابات، حيث تعتبر السيرة الذاتية هي الواجهة الأولى والانطباع الأول لكل باحث/باحثة عمل وكما يقول الأمريكيون، الانطباع الأول هو الانطباع الأخير، فعندما نترك انطباعاً جيداً عن سيرتنا الذاتية، يتبقى لنا تجاوز المقابلة الشخصية للحصول على الوظيفة المطلوبة، ولكن هنالك أسسا علمية وطرقا مميزة لإعداد السيرة الذاتية ولتجاوز المقابلة الشخصية، وهذا ما سنتحدث عنه هذا الأسبوع. السيرة الذاتية تعتبر السيرة الذاتية بمثابة الكتيّب التعريفي الخاص بالباحثين عن العمل ولا يجب أن يتجاوز تأثير السيرة الذاتية على عملية التوظيف 30٪ إلى40٪، ولذلك يجب أن تكون مختصرة إلى حد ما (صفحة إلى صفحتين) وأنيقة دون مبالغة، على أن تشمل نقاط عدة بترتيب معيّن من أهمّها ما يلي: الوظيفة المطلوبة: يُفضّل كتابة نوعية الوظائف التي يطمح باحث/باحثة العمل للحصول عليها ويمكن تعديل ذلك بشكل مستمر حسب الوظيفة التي يتم التقدّم لها. الهدف من الوظيفة: وهو ما يطمح إليه باحث/باحثة العمل من خلال هذه الوظيفة وما يمكن أن يضيف لها وما الذي قد تُضيفه الوظيفه إليه. المؤهلات الدراسية: وهي الدرجات العلمية التي تحصّل عليها باحثو العمل، على أن يشمل ذلك تاريخ الحصول على الدرجة العلمية واسم جهة التخرج وكذلك معدل التخرج. الخبرات العملية: وهي الوظائف التي عمل بها باحث/باحثة العمل (إن وجدت)، على أن يشمل ذلك مدة العمل وكذلك اسم جهة العمل ووصف بسيط لمهام العمل. الدورات التدريبية: وهي نقطة مهمة جداً تعكس حرص باحثي العمل على التطوير والتدريب مما يعطيهم أفضلية عن نظرائهم، وبالتالي يجب ذكر عناوين تلك الدورات التدريبية ومدة كل واحدة منها وأيضاً الجهة المانحة لهذه الشهادة التدريبية والحديث نفسه ينطبق على بعض الشهادات المهنية المهارات الشخصية: وهي وصف لما يتميز به باحث/باحثة العمل من صفات تعتبر داعمة لأي وظيفة كالتحدث بلغات مختلفة أو مهارات حاسوبية أو مهارات تواصل مع الآخرين إلخ. العضويات: وهي الجهات المهنية التي قد ينتمي إليها بعض باحثي العمل مراجع شخصية: وهي أسماء ومناصب وعناوين تواصل لأشخاص يمكن الرجوع إليهم للسؤال عن المرشح وهذه نقطة تدل على ثقة المرشح بنفسه، ويفضّل ألا يتجاوز عدد هؤلاء الأشخاص عن ثلاثة أشخاص من جهات مختلفة كأن يكون أحدهم معلماً مثلاً وتعامل مع المرشح أثناء دراسته كطالب، والآخر رئيس سابق في العمل، والأخير من الأقارب والأصدقاء إلخ. البيانات الشخصية: وهي البيانات التي يمكن من خلالها التواصل مع باحثي العمل كالهاتف المحمول والبريد الإلكتروني إضافة لتاريخ الميلاد والاسم والحالة الاجتماعية وكذلك الهوايات. المقابلة الشخصية تحمل المقابلة الشخصية الوزن الأثقل في عملية التوظيف، وهنالك عدة أمور يجب الانتباه إليها لتجاوز المقابلة الشخصية ومنها: التوقيت: وهو التأكد من حضور المقابلة قبل حتى التوقيت المتفق عليه بقليل لإعطاء انطباع إيجابي فيما يتعلق باحترام الوقت. الهيئة: يجب الالتزام بارتداء الزِّي الرسمي دون ابتذال أو مبالغة أو إهمال. الانضباط: يجب الانتباه لإغلاق الهاتف المحمول أثناء المقابلة وكذلك لطريقة الجلوس وأيضاً للغة الجسد بشكل عام. الاطلاع: إلمام باحثي العمل بمعلومات عامة عن المنشأة وعن الوظيفة ذاتها، يعتبر ميزة دائماً ما تلقى قبول مدراء التوظيف، علما بأن معلومات أي منشأة أو أي وظيفة متوفرة على شبكات الإنترنت. التقديم: غالباً ما تبدأ المقابلات الشخصية بحديث باحث/باحثة العمل عن أنفسهم، وبالتالي يجب أن يتمّرن باحثو العمل على الحديث عن أنفسم باختصار بناء على محتوى السيرة الذاتية. الاستماع: لا ينصح بتداخل الحديث أو مقاطعة مدراء التوظيف بل يجب الاستماع لهم بإنصات ومن ثم الإجابة على قدر السؤال. الاستعداد: أن تقول (لا أعرف) هي ذاتها (أنا مستعد للتعلّم) لكن الأولى تعطي إيحاء سلبيا والثانية ذات صدى إيجابي، لذا يجب أن يبادر باحثو العمل بالاستعداد لتعلّم أي عمل أو مهارة جديدة. الخلاصة: الأرزاق بيد الله سبحانه وتعالى، ولكن يجب علينا الأخذ بالأسباب. دمتم بخير،،،