أعترف وأنا ابن ال29 عاما، الفتى الذي أسعفته الذاكرة والظروف ليلحق بأواخر الأمجاد الرياضية، أعترف بأنني أعيش هذه الأيام واحدة من أجمل مراحل حياتي الرياضية، كمواطن يعشق كل ذرة من تراب الوطن، وكصحفي يتطلع لأن تكون بلاده ورياضة بلاده في المقدمة دائما. نعم، إنني أعيش أجمل وأهم أيامي في ظل وسط مليء بالمتغيرات، فالمشهد الآن لم يعد كما كان، وصناعة القرارات باتت هذه المرة مختلفة تماما عما كانت عليه مسبقا، وحتى طريقة التفكير تجاه قطاع الرياضة باتت مختلفة، ومشجعة، بل ومحفزة أكثر من أي وقت مضى، إنها الإرادة الحقيقية في التغيير، فلله در هذا التغيير. قبل أكثر من ثلاثة سنوات كتبت في هذه الصحيفة عن «التمييز الرياضي»، وعن التطرف الذي صنعه الإعلام، لقد كتبت عن ذلك الغول الذي غضت «الرئاسة» النظر عنه، قبل أن تأتي «الهيئة» لتمارس نفس الدور السلبي الذي مارسته «رعاية الشباب» قبلها. مرت الشهور والسنوات وكأنَّ شيئا لم يكن، فالتطرف ظل يزيد كل يوم أكثر عن الذي قبله، وقلة الذوق تمددت أكثر وأكثر، وأصبح مجتمع الرياضة لا يطاق، فإما هلاليون متعصبون لحد الجنون في حب الأزرق، وإما نصراويون يمارسون ذات الدور مع أصفرهم، وكلاهما يصدرون أضخم شحنة كراهية للمجتمع، في وقت أصبحت فيه الأندية الأخرى في مهب الريح وممسوحة من خارطة الاهتمام. ذلك السيناريو الخطير كان يمثل حالة واحدة فقط من مئات الحالات المريضة التي عانت منها الرياضة في بلادي، ففي ذلك الوقت ومع كل فرصة كنا نظن بأنها ستكون هي «المواتية» للإصلاح الرياضي ظلت أحلامنا تسقط مع ضعف القرار، فقد كانت الأندية هي الأقوى من كل شيء، من الاتحادات، واللجان، وهيئة الرياضة، ورؤساؤها ظلوا يمارسون ما يحلو لهم دون أن يسألهم أحد إلى أين هم ذاهبون؟. أما اليوم، ومع العهد الجديد لقطاع الرياضة في بلادي، وفي ظل وجود وزير شجاع بحجم معالي تركي آل الشيخ، وبعد سلسلة القرارات الجريئة التي اتخذها على مدار الأيام الماضية، أصبحت على يقين بأن أحلامي التي سبق وأن سقطت مع ضعف القرارات أصبحت اليوم حقيقة، والملفات التي كنت أظن بأنها أغلقت للأبد، أراها اليوم أمامي مفتوحة، والأشخاص الذين طالما نجوا بأعجوبة من العقاب، ها هي مصيدة «الهيئة» تصطادهم بقوة القرار. ألم أقل لكم بأنني أعيش أجمل أيامي، فيارب تممها بإنجازات لا تتوقف، وأمجاد تعانق السماء. وعلى المحبة نلتقي...