أكد الكاتب الصحافي عبدالله بن بجاد أنه بات يشجع نادي العين الإماراتي، مرجعاً ذلك إلى كونه نادياً متطوراً باستمرار، مشيراً إلى حمله العضوية الشرفية للنادي الإماراتي، مبيناً أنه يشجع «العميد» على صعيد الأندية السعودية نظير تميزه وتفرده لسنوات طويلة. وقال ابن بجاد إن الرئاسة العامة لرعاية الشباب تستحق أن تتحول إلى وزارة، مؤكداً أنه يحسد الصفحات الرياضية على مساحة الحرية التي تحظى بها، وذلك في حوار أجرته معه «الحياة» جاء على النحو الآتي: الرياضة في حياتك... ما موقعها من الإعراب؟ - ينصحني بها الأطباء وتمنعني منها المشاغل والقراءة، وموقعها من الإعراب في حياتي أنها ممنوعةٌ من الصرف إلى حين. ما الرياضة التي تعشق ممارستها؟ ولماذا؟ - المشي والسباحة فهما يصفّيان الذهن ويريحان البدن. ما النادي الذي تشجعه؟ ولماذا؟ - أشجّع نادي العين الإماراتي لأنّه نادٍ متطوّرٌ باستمرار وممتع في الأداء، وتشرفت بكوني عضو شرف فيه. أما الأندية في السعودية، فأشجّع نادي الاتحاد لتميّزه وتفرّده لسنواتٍ طويلة. في اللعبة «الإعلامية» بأي الخطط تلعب؟ هل تتبع السياسة الهجومية مثل كالديرون أم أنك مثل بيسيرو تفضل طريقة المحاور؟ - لا أدري عن كالديرون ولا بيسيرو، ولكنني أحب قاعدة «اللي تغلب به العب به»، وأنّ التخطيط السليم والحرص على الإبداع والتميّز مع المثابرة توصل إلى الغاية والنجاح، والفكر الجيّد يفرض نفسه. البطاقة الحمراء... في وجه من تشهرها؟ ومن يستحق الآن بطاقتك «الصفراء»؟ - الحمراء في وجه من ضيّع منتخبنا وأعادنا إلى الوراء كائناً من يكون، وفي وجه من يسعى لتأخر مجتمعنا ويحارب كل بوادر التقدم ومشاريع التحضر، أما الصفراء فلمحمد عبده لأنّه لم يغنّ النورس بعد، مع إني سمعت كلماتها ووجدتها رائعة. لماذا برأيك خسر المنتخب السعودي فرصة التأهل إلى نهائيات كأس العالم؟ - «يعني ما خسر إلا هالفرصة!». لو كنت مسؤولاً عن «الأخضر»... فما هي القرارات التي ستتخذها؟ - سأسعى إلى تحويل الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى وزارة للشباب، وسأعطيها الدعم الذي تستحقه، ولكن «لو» تفتح عمل الشيطان! هل تجد الصفحات الرياضية مساحة من قراءتك؟ وما رأيك في الصحافة الرياضية؟ - بصراحة نادراً ما أقرأها، ولكنني أحسد الصحافة الرياضية في السعودية على مساحة الحرية التي تحظى بها. البعض يرى أن الرياضة السعودية تعاني من التعصب ما رأيك أنت في ذلك؟ - صحيح، وتعصّب يتعصّب تعصباً فهو متعصب ومعصّب تمثّل ظاهرةً لدينا، والتعصب كله سيئ و«ماله سنع»، كما أنه تجدر الإشارة إلى أن التعصّب غير الحماسة لنادٍ والانحياز له وتشجيعه، فالأخير مشروعٌ والأول مصيبة! ما علاقة الإرهاب بالتعصب الرياضي من وجهك نظرك؟ - التعصّب الديني يؤدي إلى الإرهاب، والتعصّب الرياضي يؤدي إلى الحماقات، وكلاهما مذمومٌ كيفما تجلّى. هل التطرف الرياضي نوع من أنواع التطرف؟ وكيف يمكن علاجه؟ - التطرّف مذمومٌ في كل أحواله، وأشدّ أحواله هو التطرّف الذي يفقد معه الإنسان توازنه فيفعل ما لا يليق ويأتي ما لا يحسن، وعلاجه بنشر الوعي بين الناس، وكذلك بالمقارنة بالمجتمعات الحديثة، فالوعي لديهم يمنع الغالبية من التطرف الرياضي، والمتطرّفون الرياضيون الذين لا يمنعهم الوعي تردعهم الأنظمة الصارمة. بريطانيا نموذجاً. وصف أحد المعلقين مهاجم الاتحاد هشام أبوشروان بالإرهابي؟ ما رأيك في وصفه؟ - لا أعرف هذا المذيع، ولكن بصراحة هذا مذيع «تنح» و«ضايعةٍ طاسته»، هشام أبوشروان لاعب رائع وفنّان، والروعة والفنّ ليست لهما علاقة بالإرهاب الذي هو تخلّف وتدمير وتخريب. ولدت في قرية مصدة؟ هل مارست الرياضة هناك؟ وما الفرق بين ممارسة الرياضة في مصدة وبين ممارستها في دبي؟ - نعم مارستها كغيري من أبناء قريتي الحبيبة، كنّا نلعب ألعاباً شعبيةً حينذاك، كما كنّا نلعب كرة الطائرة في رمضان حين كنت أزورها، حينذاك لم يكن لدي همٌ يلهيني عن الرياضة والألعاب، أما في دبي فكثرة المشاغل والأعمال ألهتني كثيراً عن الرياضة إلا أنّني أحاول ما استطعت ألا أنقطع عن المشي والسباحة. اعترفت بأنك كنت مشروعاً «تكفيرياً سابقاً»؟ فهل أنت «رياضي سابق» أم أنك لا تزال في فلك «الممارسة» الرياضية؟ - الطبيعي أن تكون حياة الإنسان في تطوّرٍ مستمرٍ وإلا أصبح جماداً أو متخلفاً يمشي القهقرى، وتركت التكفير منذ زمنٍ أطول من أعمار كثيرين من مشجعي الرياضة من الشباب، ولكنّني كنت أحب لعب كرة القدم في الحي والمدرسة، والآن أحاول ممارسة ما يناسبني من الرياضات. البيئة الرياضية تعج بالتعصب والتطرف في الرأي، كيف تقرأ المستقبل إذا استمر مؤشر التعصب في التصاعد؟ - جميلٌ أن يختلف الناس في ميولهم الرياضية ما يذكى نار المنافسة ويشعل شرر الطموح، وغير جميلٍ أن يتحوّل التشجيع والمنافسة إلى تعصبٍ، فالتعصّب كيفما كان يلغي دور العقل وتلك مصيبة عظمى. ما موقفك من الرياضة النسائية؟ وهل كان رأيك كذلك سابقاً؟ - طبيعة الحياة لدينا اليوم تجعل الرياضة ضرورةً حياتيةً نتيجةً لعاداتنا الغذائية وطبيعة المناخ الذي نعيشه، وأنا أؤيد الرياضة النسائية بقوةٍ، فهذا حقٌ طبيعيٌ للمرأة لا ينبغي السماح لأحدٍ بأن يمنعها منه تحت أي ذريعةٍ، وأظنّ أن لديك مشكلة مع «سابقاً» و«سابق»! كتبت نص مسلسل تلفزيوني، من الشخصية الرياضية التي ترى أنها تستحق كتابة مسلسل عنها؟ وما هي القضية التي تستحق الأمر ذاته؟ - أمّا الشخصية فالأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله وبلا منازع، أما القضية –وأحسبك تقصد الرياضية - فهي قراءة قصة الصعود والهبوط الرياضي لدينا بخاصة في كرة القدم. يرى البعض أنك تحولت من النقيض إلى النقيض؟ هل تعتقد أن الرياضة السعودية قادرة على فعل ذلك؟ - لا نقيض ولاهم يحزنون، لم أكن في طرفٍ ولم أنتقل لطرفٍ آخر، لدي آراء تطوّرت بحكم الطبيعة البشرية وتراكم التجربة والمعرفة كجميع خلق الله الأسوياء، أمّا الرياضة فلا أدري ما تقصد بالنقيضين في سؤالك، إلا إن كنت تقصد الصعود والهبوط، فهذه تحتاج لمسلسل لشرحها. كنت أحد تلامذة عائض القرني وهو الذي تحدث أخيراً عن التحليل الرياضي، ألا تفكر باللحاق به في هذا المجال؟ - لم أكن يوماً تلميذاً لعائض القرني، ولم أسمع تحليله الرياضي وأحسب أنني لو سمعته لاستمتعت بحسّه الفكاهي، أمّا التحليل الرياضي فأفضّل تركه لأهله، وأكتفي بآرائي حوله لنفسي ولأصدقائي المقرّبين. قلت ذات رواية انك وأحد أصدقائك تعشقان مناقشة شعر المعري، أي الأبيات للمعري تنطبق على الساحة الرياضية؟ ولو كان حياً بيننا فما عساه أن يقول؟ - كان سيقول للرياضة: يموج بحركِ والأهواء غالبةٌ.. لراكبيه فهل للسفن إرساء؟ إذا تعطّفت يوماً كنت قاسيةً.. وإن نظرت بعين فهي شوساء... والشوساء تعني المتكبرة. لماذا برأيك لم تجد الرياضة موقعها من الخطاب الديني وبين المتشددين دينياً؟ - من الذي ضحك عليك وقال لك إنّ الرياضة ليس لها موقع عندهم! المتشدّدون يمارسونها ويحثون عليها ولكن «بنيّة الجهاد» كما يزعمون، ولكنّهم بالطبع ضدّ الرياضة بمعناها العام في المجتمع لأنّهم يعادون الطبيعة البشرية والبهجة الإنسانية. من رحم الصحافة الرياضة ولد عثمان العمير وعبدالرحمن الراشد وهاشم عبده هاشم وتركي السديري... وغيرهم لماذا برأيك؟ - هذا دليل على ما ذكرته لك سابقاً من أن الصحافة الرياضية لدينا كانت ولا زالت تمتلك مساحةً من الحرية لا تحظى بها التخصصات الإعلامية الأخرى، ولذلك استطاعت أن تخرج مبدعين، فالحرية أساس الإبداع.