لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقلل من شأن تطور إعلامنا الرياضي، ومدى مسايرته للركب العالمي، وفاعليته الواضحة في تحريك المياة الراكدة وممارسته ل«سلطته» الإعلامية في المشهد الرياضي المحلي كما يجب، إلا أنه من الملاحظ أن هذه القفزات التي حققها الإعلام جاءت بنتائج عكسية أفرزها ضعف الأرضية وغياب التأسيس والتأهيل لهذا الميدان الحيوي المهم الذي يعتبر مرآة حقيقية لتقدم الرياضة في بلادنا متى ما تم اعتبار هذه الرياضة منشطا من مناشط التنمية، ولعل هذا الاتساع في رقعة الإعلام الرياضي وانفتاحه، ساهم في ظهور سلبياته الآن أكثر من أي وقت مضى، خاصة في ظل ضعف التأهيل للكوادر الإعلامية، الأمر الذي يجعل تعريتها وانكشافها أمام الجميع واقعا لا محالة مع مرور الوقت، فشتان بين من يملك خلفية ثقافية إعلامية تمكنه من تطوير ذاته، وبين من يدخل الإعلام من الأبواب الخلفية تجعله يدور لأبد الدهر في فلك «فاقد الشيء لا يعطيه». ثقافة الاستسهال في الإعلام الرياضي أصبحت متفشية وواضحة للعيان، فلم يعد هناك «كنترول» على هذه الأعداد الهائلة من الإعلاميين غير المؤهلين، والذين يظنون أن الخروج على الشاشة أبسط من الابتسامة على الهواء ل(ترقيع) ما يمكن (ترقيعه) من هشاشة اللغة وضعف ربط الكلام.... وأعتقد أن المسألة باتت أخطر من أي وقت مضى، فالرياضة السعودية ينتظرها الكثير من التحديات التي لا يمكن أن تتم بمعزل عن جهاز الإعلام. ما دعاني إلى فتح هذا الباب.. هو الهبوط الكبير هذه الفترة في مستوى الطرح الإعلامي، وركض الإعلاميين نحو خلق الإثارة الممجوجة التي تعيدنا للوراء كثيرا ولا تضيف شيئا بقدر ما تعطي تصورا سيئا عن إعلامنا الذي من المفترض أن يستمر في (تفريخ) النجوم الذين يحملون قدرا من الوعي والثقافة والمسؤولية.. ويتعاطون مع الإعلام باعتباره أداة تنويرية مهمة لأفراد المجتمع من شأنها زراعة الوعي لدى المشاهد ووقوفه على مشارف الحقيقة، فالإعلامي الحاذق هو الذي يتحكم في تشكيل الرؤية الصحيحة عند المتلقي. أخيرا، يمكنكم ملاحظة أنني لم أتطرق أبدا إلى الحلم المنتظر.. اتحاد الإعلام الرياضي!