يصادف يوم غد السبت اليوم الوطني ال 87 للمملكة، الذي يطل علينا في كل عام ليعيد إلى الأذهان هذا الحدث التاريخي الهام، ويظل الثالث والعشرون من سبتمبر يوما محفورا في ذاكرة التاريخ منقوشا في فكر ووجدان المواطن السعودي، وهو اليوم الذي وحد فيه جلالة المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- شتات هذا الكيان العظيم، وأحال الفرقة والتناحر إلى وحدة وانصهار وتكامل. وفي هذه الأيام تعيش بلادنا أجواء هذه الذكرى العطرة (ذكرى اليوم الوطني) وهي مناسبة خالدة ووقفة عظيمة تعي فيها الأجيال قصة أمانة قيادة ووفاء شعب، ونستلهم منها القصص البطولية التي سطرها مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز «رحمه الله» الذي استطاع بفضل الله وبما يتمتع به من حكمة وحنكة أن يُغيّر مجرى التاريخ وقاد بلاده وشعبه إلى الوحدة والتطور والازدهار متمسكا بعقيدته ثابتاً على دينه. وكان ظهور النفط بالمنطقة الشرقية في عام 1357ه - 1938م، نقطة انطلاق أخرى نحو زيادة الثروة النقدية وزيادة القدرة الشرائية للكثير من الآلات والمعدات والأجهزة التي أسهمت إلى حد كبير في تطور المملكة وازدهارها. كثيرة تلك المنجزات التي أنجزها خالد الذكر الملك عبدالعزيز ويصعب تفصيلها، خاصة وأننا لا نتحدث عن هذه الشخصية الثرية التي لا يمكن فصلها أبدا عن موضوع هذا اليوم، أحلام المملكة باقية، وعطاء المواطنين بلا حدود، وقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بكل خصائصها ومفرداتها التي تؤمن بعبقرية الإنسان وعبقرية المكان ونزاهة المقصد، تفتح المجال دائما للعودة لليوم الوطني، ذلك اليوم العظيم الذي يستحق منا في كل عام مراجعة التجربة وقياس مدى تطورها. اليوم الوطني مناسبة عزيزة تتكرر كل عام نتابع من خلالها مسيرة النهضة العملاقة التي عرفها الوطن ويعيشها في كافة المجالات حتى غدت المملكة وفي زمن قياسي في مصاف الدول المتقدمة، لذلك يتعين علينا في هذا اليوم، أن نتذكر بوعي الكثير من القيم والتضحيات والتجارب التي اكتسبناها عبر السنين، والتي صاحبت مسيرتنا عبر الأجيال، بقيادات حكيمة واعية أخلصت لربها ودينها ومواطنيها، فأسهمت في بناء هذه الدولة وارتقت بها وما زالت تفعل الكثير، إن اليوم الوطني يوم للاعتزاز بماضي هذا الوطن وفخر بحاضره الجميل ولتجديد العهد على المضي قدماً لتحقيق الأهداف السامية على أسس وثوابت لا تزعزعها ثرثرة الحاقدين وأراجيفهم التي تكسرت على لحمة شعب وضع بين عينيه حب وطنه والالتفاف حول قيادته في ظل ما يشهده العالم من حولنا من فتن وحروب وقلاقل. اليوم الوطني ليس مجرد احتفال، بل رؤية وإصلاح وتنمية ومراجعة وحلم يتحقق في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهم الله وأدام علينا وعلى بلادنا نعمة الأمن والأمان- وكل عام ووطني بخير وإلى خير بإذن الله وتوفيقه.