يمثل اليوم الوطني لبلادنا الغالية علامة تاريخية فارقة في البناء والنماء واستعادة الأدوار البطولية لسلفنا بقيادة المغفور له- بإذن الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود «طيب الله ثراه» في بناء هذا الوطن الذي أصبح عنوانا عريضا لعبقرية القيادة وبناء الشعوب، سواء في ملاحم التأسيس والتوحيد أو توظيف الموارد من باطن الأرض أو ظاهرها، وذلك ما جعل بلادنا تنمو وتزدهر في تجربة جديرة بالاهتمام، بغض النظر عن دور النفط في التنمية، لأن القيادة والمواطن اتجهوا بفكرهم إلى البناء وتحقيق نهضة تليق بالطموحات، وذلك ما تحقق عبر جميع العهود وعبر دورة التاريخ منذ التوحيد وإلى يومنا المعاصر. في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «يحفظه الله»، انطلقت خطط جديدة، تواكب تطلعات المستقبل والطموح لحركة بناء ترتكز على موارد جديدة ومتجددة بعيدا عن النفط استهدافا لتنوع مصادر الدخل، وذلك يتطلب خطة واسعة مثل رؤية المملكة 2030 لتستوعب تعقيدات التنمية العصرية وفتح الخيارات التنموية التي تعزز أفكار النهضة والدخول في مرحلة جديدة من توظيف الموارد، خاصة مع شيوع قيم ومبادئ الاقتصاد المعرفي وأنظمة الطاقة الحديثة، أي نصل إلى بدائل حديثة لا ترتهن إلى المورد الواحد وإنما تعتمد على عدة مصادر مبتكرة تحافظ على مكتسباتنا وتدعم توجهاتنا للاتجاه نحو مصادر أخرى تثري التنوع. رؤية المملكة خطة جديرة بالاهتمام في الأدبيات الاقتصادية؛ لأنها تؤسس لمرحلة جديدة من الفكر الاقتصادي للبلاد، فهي تنتهي إلى تنويع للموارد واستيعاب كامل الطاقة الانتاجية للموارد البشرية وتأهيلها وتهيئتها لتلك المرحلة بعقل أكثر انفتاحا على مطلوبات التنمية العصرية، لذلك فإن التركيز على الموارد الطبيعية والبشرية بتوازن هو عصارة الرؤية التي تجعلنا في مثل هذا اليوم الوطني التاريخي نقف عند منجز جديد يستحق منا الدعم وتعزيزه بالعمل والإنتاج ومضاعفة الجهد وتغيير التفكير التقليدي في العمل. إذا اعتدنا في اليوم الوطني أن نقف عند منجزات بلادنا الكبيرة في المسار التنموي، فإننا بعد إطلاق الرؤية إنما ينبغي أن نكون جميعا كمواطنين أكثر إثراء عمليا وفكريا في تحقيق أهدافها، لأن صناعة التاريخ وإدارة المستقبل تتطلب حضورا فعليا في كل تفاصيل العملية الانتاجية ورفع مستويات الكفاءة العملية بجهد ذاتي يعكس تطلعاتنا للمشاركة في بناء الوطن، وتأكيد وقوفنا خلف قيادتنا الرشيدة التي تتقدم دوما بأشواط على فكرتنا في التنمية والبناء ما يجب معه تجديد العهد لها دوما في إطار الملحمة الوطنية التي ظللنا نحافظ عليها لتسعة عقود من البناء وتحقيق منجزات عبقرية تشهد عليها الأمم ويسطرها التاريخ بأحرف من نور، ولأننا في خضم العمل وفقا لرؤية 2030 فإن نجاحها بالصورة المثالية التي نتطلع إليها يعتمد إلى حد كبير في تفجير طاقات أبناء الوطن والقيام بواجباتهم وأدوارهم على الوجه الأكمل حتى تستمر المسيرة في صعودها من أجل خيرنا جميعا.