ما زال النظام الإيراني الدموي يمارس عملياته الإرهابية بين حين وآخر ضد المملكة وضد المنظومة التعاونية الخليجية وضد دول المنطقة، وهاهي صورة جديدة من صور الإرهاب الصفوي تبرز على السطح حيث اعتقلت القوات البحرية الملكية السعودية ثلاثة عناصر من الحرس الثوري الإيراني على متن زورق محمل بأسلحة ومتفجرات لتنفيذ عملية إرهابية في حقل المرجان بمياه الخليج. هذا العمل الإرهابي الشائن يدخل ضمن سلسلة من العمليات الإرهابية التي يمارسها النظام الإيراني في وقت تتعاون فيه الدوحة مع هذا النظام وتوقع معه اتفاقية أمنية وتصفق بحرارة لكل تصرفاته الهوجاء داخل بعض الدول الخليجية والعربية. وهذا النوع من التعاون بين الدوحةوطهران لا يمكن تفسيره إلا بمناصرة ودعم وتأييد ساسة قطر للإرهاب بكل صوره وأشكاله ومسمياته الشريرة سواء جاء على شاكلة إرهاب الدولة المتمثل في النظام الإيراني أو على شاكلة التنظيمات الإرهابية كما هو الحال مع ارتباط الدوحة المشهود مع حركة الإخوان المسلمين بمصر وحزب الله بلبنان والميليشيات الحوثية الانقلابية باليمن وبقية التنظيمات الإرهابية الأخرى. ورغم الأدلة الواضحة بضلوع الدوحة مع تلك التنظيمات وضلوعها مع إرهاب الدولة فإنها تزعم أن اتهاماتها بالإرهاب ليس إلا حملة دعائية لتشويه صورتها أمام الرأي العام العربي والدولي، وهي بذلك تحاول التنصل من دعمها اللامحدود لظاهرة الإرهاب ودعمها لسائر التنظيمات الإرهابية. وما تزعمه الدوحة ببراءتها التامة من الضلوع بتأييد الإرهاب والإرهابيين لا يمثل إلا مراوغة سياسية من مراوغاتها، ولا يبدو تبعا لممارسة تلك المراوغة وغيرها أن عزلتها الحالية قد تنفك قريبا بل هي قد تطول لسنوات بسبب إمعان حكامها وإصرارهم على ركوب رؤوسهم وممارسة قلبهم للحقائق ودعمهم اللامحدود للإرهابيين والمتطرفين في كل مكان، وقد نفد صبر المملكة وصبر جيرانها وأشقائها على تلك المراوغات والألاعيب المكشوفة. إيواء العديد من القيادات الإرهابية المتطرفة في الدوحة والدفاع عنها هو دليل دامغ على تورط ساسة قطر في الإرهاب وانغماسهم إلى الذقون في بؤره وأوحاله، فليس من مصلحتهم إيواء تلك القيادات ومدها بالأموال والدعم السياسي لتواصل بث سمومها داخل المجتمعات الخليجية والعربية والاسلامية والصديقة، وقد تكشف أن تلك القيادات ما زالت تمارس أنشطتها العدائية ضد العديد من أقطار وأمصار العالم. ستظل العزلة مضروبة حول الدوحة إلى أن يفيق ساسة قطر من أحلامهم وغيبوبتهم ويدركوا تماما أن مصالح دولتهم العليا تكمن في العودة إلى الرشد، ودعم الوحدة الوطنية الخليجية، والابتعاد تماما عن دعم التنظيمات الإرهابية وإرهاب الدولة المتمثل في طهران، والانضواء تحت اللواء المرفوع من كافة دول العالم بمكافحة ظاهرة الإرهاب، وتضييق الخناق على الإرهابيين أينما وجدوا للخلاص منهم ومن ظاهرتهم الخبيثة.