مَنْ هو المفكر؟ وما الفرق بين المفكر والمثقف والعالم والداعية وغيرها من المسميات الدالة على الثقافة؟ في هذا الكتاب، الذي عنون له مؤلفه د.عبدالكريم بكار ب«تكوين المفكر» سيطلع القارئ على دراسة عميقة عن شخصية المفكر، وتكوينه، وصفاته، وكيفية تأثره وتفاعله مع المحيط من حوله. محور الكتاب يدور على مفهوم التفكير باعتباره السمة الأساس، التي ترسم هوية المفكر، وقد تناولها الدكتور بالتفصيل موضحا علاقتها باللغة والعواطف تأثيرا وتأثرا، إيجابا وسلبا. يقدم الكتاب دراسة نقدية لواقع التفكير ومشكلاته، كما أنه يعرض خطوات وتطبيقات عملية تعين على فهم عملية التفكير، وتساعد على إدراك تفاعلاتها مع الوسط المحيط، ويوضح حلولا عملية لتجاوز بعض المشكلات التي قد تعرض للمفكر بشكل موجز ويسير. يقول المؤلف في بداية الكتاب: «إني لا أُخفي أنني ترددت كثيرا قبل الإقدام على تأليف هذا الكتاب، وذلك خشية أن يتوهم متوهم أنه إذا اطلع على كتاب أو كتابين أو عشرة كتب... في تحسين المحاكمة العقلية وتحسين أسلوب ممارسة التفكير وفي تنمية الحس النقدي... فإنه يصبح مفكرا، وهذا بالطبع غير صحيح، لما سأذكره بعد، لكن الذي جعلني أتجاوز التردد في الشروع في هذا العمل هو الاتصالات التي تأتيني من كثير من الشباب الذين يرغبون في الولوج في عالم الفكر والتفكير والمفكرين، وذلك بسبب جاذبية ما تدل عليه هذه الألفاظ في هذه الأيام، تلك الجاذبية التي نشأت بسبب ما يراه الناس من تباين بين ما يطرحه المتحدثون والمؤلفون في تخصصاتهم وبين ما يطرحه من يُلقبون ب(المفكرين) حول القضايا والمشكلات السياسية والاجتماعية والحضارية على نحو عام». يتألف الكتاب من اثني عشر فصلا بدايتها كانت تبحث عن الإجابة للتساؤل حول مَنْ هو المفكر؟ وتناول في الفصل الثاني صفات المفكر. في حين أنه خصص الفصل الثالث عن «العقل والدماغ» وطرق التفكير«وانتقل بعدها في الفصل الرابع للحديث حول الحقيقة.. مفهومها وخصائصها وطرق التعامل معها، أما الفصل الخامس فقد تم تخصيصه حول موضوع» التفكير «في حين تناول في باقي الفصول مواضيع كالإبداع والتفكير النقدي وفهم الواقع والمعرفة وكيفية تطوير الأفكار».