الكتاب عبارة عن مقالات نشرت خلال سنتين، ولأنها أخذت تلك المدة الطويلة فلا عجب من اختلاف المواضيع الواردة، لكن هناك رابطا يربطها جميعا يهدف إلى نشر الوعي بالواقع الإسلامي ومحاولة تكوين صورة معتدلة للظروف المحيطة بشكل قريب ودقيق بعيدا عن التضخيم والتهويل، وتوضيح طرق ذلك الفهم. ويهدف أيضا إلى مراجعة طرائق التفكير السائدة، ونقدها وتوضيح القصور فيها، وفي النهاية دلالة للمسلم الحق على مسؤوليته الشخصية ودوره في بناء أمته وتحسين واقعها. اعتقدت أنني بعد أن أنهي الكتاب سأكتسب تلك المناعة بالشكل الذي توقعت وتمنيت، لكن للأسف كانت عشر مقالات تصب جميعها في المناعة، ولم أفهم منها تقريبا إلا40% فقط، لا أدري لماذا بعض المقالات كانت تحتاج للقراءة أكثر من مرتين وأنا مستعجلة فقرأتها مرتين فقط، بعضها لم أفهمه أصلا ووجدت صعوبة في الربط، والبعض «لم أهضمه» ولم أتفق معه، لكن وجود المقالات الأخرى - وهي أكثر من نصف الكتاب - شفعت له، حتى استحق 4 نجمات. Samar حاجة المرء إلى المناعة الفكرية لا تعني فقط حاجته إلى الدفاع؛ إنها تدفعه تلقائيا للاستعداد للهجوم. من هنا كانت للدكتور عبدالكريم بكار مجموعة مقالات نشرت في الإسلام اليوم تحدث فيها عن نقاط عدة تمثل ركائز للمناعة الفكرية، إما لكونها مضادة لفقدان الفرد استقلاليته الفكرية أو كونها منشئة لكيفيات هجومية يتطلبها الحصول على المناعة. انزعجت من كون الكتاب عبارة عن مقالات. صحيح أنني لمست وحدة موضوعية في الكتاب ككل، لكن التقطيع والتوصيل الذي واجهني أثناء القراءة كان مزعجا. هيفاء الزهراني من المهم قراءة مثل هذه النماذج الإسلامية التي تكون على هذا المستوى من النضج والتطور الفكري Noofa-alaboudi الأفكار التي تناولتها هذه المقالات هي مادة لكتب عدة وليست لكتاب واحد، ذلك أن مفهوم المناعة الفكرية مفهوم واسع ومتشعب، ولعل أبرز سلبيات هذا الكتاب هو إدراج المعلومات بشكل سردي متتال تحت كل مقال بدلا من عنونتها وتفريعها بشكل جزئي، خصوصا في النصف الأول من الكتاب تحت موضوع «المناعة الفكرية». تبدأ مادة الكتاب بالحديث عن ماهية الوعي وتسليط الضوء عليه بمنظور إسلامي، ثم أسهب الكاتب - وأعاد غير مرة - في أهمية تسلح العقل بالمعرفة الممتازة، وأن العقل بلا معرفة لا ينتج شيئا، وأنها - المعرفة - خبز العقل البشري. ثم نقد الكتاب افتقار العالم الإسلامي للبحث المنهجي والتربوي، مخاطبا المفكرين الإسلاميين المعاصرين بضرورة تشخيص سليم للواقع ورسم قضاياه ومشكلاته، وضرورة تحلي الفكر الإسلامي بالمرونة التي تمكنه من مجابهة الواقع الاجتماعي الحالي ومعايشة المستجدات الحضارية ومواجهة التحديات. مذكرا بأهمية نقد الأفكار والتنظيمات - لا الأشخاص - نقدا سليما ومحاولة تقديم البدائل. وأهمية معالجة الأولويات في عملية الإصلاح، داعيا إلى فهم أوسع لظاهرة الغلو ومنطلقاتها، وحقيقة الوسطية الإسلامية بين الشهوة والشبهات. النصف الثاني من الكتاب تناول عدة أفكار تحت ضوء المناعة الفكرية بمنظورات شخصية واجتماعية: رهاب الأسئلة، القصور التربوي والثقافي في مواجهة التقدم العلمي والحضاري، التحفيز وتحدي الرخاء، سنة التوازن في النفس والمجتمع، ضرورة تجديد الخطاب الإسلامي وحاجة واقعنا المعاصر إلى نوعين منه: النخبوي والتبليغي، مشكلات المثقف - الشخصية منها والاجتماعية - القولبة الذهنية، وغربة المسلم والإسلام بشكل عام وكيفية تحويرها إلى شيء إيجابي ومسهم. الكتاب ما هو إلا محاولة فهم واسعة، ومدخل إلى تكوين المثقف والقائد والخطيب في سبيل تكوين مجتمع إسلامي مفكر ومنتج. Afnan