عزا مجموعة من المستثمرين في قطاع المأكولات والمطاعم المتنقلة بالمنطقة الشرقية أسباب إصرار الشباب والشابات على الاستثمار بهذا القطاع إلى الأرباح التي يحققها بنسب تصل إلى 50% بسبب انتشار المعارض التي تعد أحد وسائل الترفيه أمام المستهلكين، مشيرين إلى أن هذا الاستثمار لا يحتوي على نسبة مخاطرة عالية في ظل وجود المنافسة العالية. منافسة ومخاطرة وقال أحد شباب الأعمال بالمنطقة سلطان المسعري: لقد أصبح في السوق السعودية وعي أكبر وخبرة كافية في تجاوز الأزمات الاقتصادية، ولهذا توجهت إلى العمل في نشاط المواد الغذائية لأنه من الأنشطة التي لا تتأثر بتلك الأزمات مثل الصحة والتعليم. وأضاف المسعري: قطاع الأغذية زادت نسبة نموه في السوق خلال العامين الماضيين إلى نحو 70%، ولكن على حسب آخر الدراسات تبين مع هذه الزيادة وجود نسبة مخاطرة عالية بلغت 80% نتيجة ارتفاع معدل المنافسة بين المستثمرين، علما بأن هذا المشروع ليس سهلا ويحتاج إلى دراسة جدوى سليمة، أما بخصوص العوائق التي تواجهنا فلدينا مشكلة رئيسية وهي عدم سماح وزارة العمل بمنحنا تأشيرات العمالة بالشكل المطلوب. التجارة الاليكترونية وعزت الشيف فرح العوهلي، المتخصصة في صناعة الأغذية والمشروبات، إصرار الشباب والشابات على الاستثمار في قطاع الأغذية إلى الأرباح الجيدة التي تصل في المنتج الواحد على الأقل إلى 10%، وأحيانا تبلغ 50% كحد أعلى لكي يتم تغطية التكاليف سواء كانت مواد أولية أو التزامات أخرى، موضحة أن الاستثمار في قطاع الأطعمة يختلف عن باقي القطاعات حيث إنه واسع ويمكن للمستثمر التنوع فيه وتطويره بشكل مستمر، وكذلك سهل التعرف على مدى نجاح المشروع في السوق. وقالت العوهلي: هناك عوائق تقف أمام نجاح مشروعي بالشكل المطلوب، منها عدم توفر بعض الأطعمة مثل اللحوم المقطعة بتصاميم وأشكال حرفية، وكذلك عدم توفر الأجهزة التي تستخدم في الطهي بالسوق المحلية، مشيرة إلى أن أغلب المستثمرين يلجأون إلى مسوقين من الشباب السعودي يملكون الخبرة في التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك البيع عبر التجارة الالكترونية. المطاعم المتنقلة وبيّن محمد الخليف، صاحب مطعم متنقل (Food Truck)، أن الإقبال على هذا النوع من المطاعم كان في البداية صعبا جدا من قبل المستهلكين في ظل ارتفاع معدل المنافسة في الوقت الحالي إلى أكثر من 60% بين المستثمرين على مستوى المنطقة الشرقية. وأوضح الخليف أن هذا الاستثمار مربح ولكنه يعتمد غالبا على الوقت وطبيعة الأجواء، إضافة إلى أن البلدية بأمانة المنطقة لم تمنح التراخيص لممارسة هذا النشاط وإنما أبلغ المسؤولون بها المستثمرين بهذا القطاع الجديد أن المكان الوحيد لهم هو منطقة العزيزية. وعن الخسائر التي يتعرض لها أصحاب المطاعم المتنقلة أكد الخليف قائلا: هناك خسائر تحدث نتيجة وجود كميات أكل لا يتم شراؤها أثناء فترة البيع في اليوم الواحد، حيث تبلغ قيمتها ألفي ريال، ناهيك عن تكلفة إيجار مستودع وأجرة عمالة وقيمة وقود يومي. دخل إضافي أما محمد الخميس، فقد أوضح أن تكلفة تأسيس مشاريع المطاعم المتنقلة تتراوح من 50 إلى 100 ألف ريال، ويمكن أيضا توظيف الشباب السعودي بها خصوصا الموظفين الذين يعتبرون هذا المجال دخلا إضافيا لهم، ولكن تبقى التراخيص هي العائق الأكبر أمام نجاح هذا الاستثمار خصوصا وأن له عوائد مجزية جدا، ولا يحتوي على مخاطر عالية سوى تأخر الموردين في تسليم المواد الأولية وتقلب الأجواء الذي يخفض المبيعات في ظل وجود قيمة إيجار عالية في المعارض تصل أحيانا إلى 10 آلاف لمدة خمسة أيام. وعن مستقبل المطاعم المتنقلة، بين الخميس أن مستقبلها جيد خصوصا مع كثرة المعارض التي تعتبر أحد وسائل الترفيه وإقبال المستهلكين على كل ما هو جديد، مما يرفع الطلب على الأطعمة. وطالب جميع الشباب المستثمرين في هذا القطاع بالحرص على الأفكار الجديدة بشكل مستمر واختيار الأسماء التجارية التي تجذب المستهلكين للشراء من هذه المطاعم.