سجلت أسعار خدمة مراكز تلميع السيارات بالمنطقة الشرقية ارتفاعا بلغت نسبته مؤخرا أكثر من 40 بالمائة ، وعزا المستثمرين أسباب الارتفاع إلى قلة العمالة بهذا القطاع والتي أدت إلى قلة الإنتاجية وعدم تلبية طلب المستهلكين الذي يزيد معدله يوميا على خدمة التلميع ، إضافة إلى ارتفاع أسعار إيجارات المحلات بالمنطقة بنسبة 50 بالمائة. وأكد عضو لجنة السيارات بغرفة الشرقية سليمان العوهلي أن أسعار خدمات مراكز تلميع السيارات زادت عن الأعوام السابقة بسبب عدة عوامل منها تغير أسعار مواد الخام عالميا خاصة التي تستورد من أمريكا مثل ملمع هيكل السيارة ( البوليش ) بمختلف أنواعه ، إضافة إلى ملمع واكس الذي يضاف على ملمع الهيكل ليطيل عمر المحافظة عليه. وأشار إلى أن مواد الخام أصبحت تكلف كثيرا لأن نسبة جودتها تبلغ 100 بالمائة بعكس المواد المنتجة محليا مثل منظفات الزجاج الذي لا يتجاوز سعر العبوة الكبيرة منها ( البرميل ) 40 ريالا ، كما أن نقص العمالة التي تعمل بهذا النشاط أدى إلى قلة إنتاج محلات التلميع بالمنطقة وجعلها ترفع سعر الخدمة بنسبة تتراوح من 25 – 30 بالمائة لكي تغطي التكاليف المترتبة عليها . وقال العوهلي هناك عوامل أخرى ساعدت أيضا على ارتفاع السعر مثل التكنولوجيا المضافة إلى الأجهزة المستخدمة في تلميع السيارات مثل مكائن الشفط ، والمكائن التي تستخدم في تلميع الهيكل ، مؤكدا أن المحلات تواجه صعوبة في توظيف السعوديين بهذا النشاط لأنهم لا يرغبون بهذا العمل لما فيه من مشقة والتعامل مع المواد مباشرة ، وكذلك نظرة المجتمع المتدنية لهذ الوظائف ، مؤكدا أن لجنة السيارات قامت بإبلاغ وزارة العمل خلال الإجتماع الذي عقد مؤخرا بهذه الأزمة وإلى الآن لم يتم التوصل إلى حل بهذا الخصوص. وأضاف المستثمر بقطاع تلميع السيارات بالمنطقة الشرقية يوسف الناصر إن السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار التلميع الذي بلغ هذه الأيام قرابة 30 بالمائة يعود إلى عدم توفر العمالة المطلوبة التي تغطي احتياجات المحلات بالمنطقة لأن مكتب العمل بالمنطقة أوقف منح التأشيرات لمراكز التلميع ويطالب أصحابها بتوظيف السعوديين رغم علم إدارته بعدم رغبة الشباب في العمل بهذا القطاع لما فيه من مشقة ، ولذلك أقفلت هذا النشاط بالكامل لعدم القدرة على تغطية الطلب وأصبحت أتعامل مع محلات في السوق تفاديا للخسائر المستقبلية . وأكد أن مراكز التلميع بالمنطقة الشرقية أصبحت محدودة ولم تتوسع في نشاطها حتى يصبح أمام المستهلك العديد من الإختيارات والأسعار المنافسة لأن ليس لديها عمالة تستطيع من خلالها العمل في السوق ، بل أن بعضها ألغت نشاطها وخرجت من السوق كليا. وأشار إلى أن معدل الطلب على المنتجات الخاصة بتنظيف وتلميع السيارات من قبل المستهلكين مرتفع جدا والدليل على ذلك أن مغاسل السيارات تواجه إزدحاما كبيرا يستمر لأوقات متأخرة من الليل ، ولكن يبقى النقص في العمالة عائق أمام استمرار العمل وزيادة الإنتاجية بالنسبة للمحلات ، مما أدى ذلك ارتفاع السعر وانخفاض معدل تعامل المستهلكين مع مراكز التلميع . وبالنسبة لإرتفاع منتجات الصابون الحالي وتأثيره على مراكز التلميع بالمنطقة قال الناصر : أن ارتفاع الصابون ليس له دخل بالارتفاع الحالي ، وإذا كان له تأثير فإن نسبته لا تتجاوز ال 10 بالمائة في سعر الخدمة بمعنى أنه بسيط جدا ولا يؤثر على المستهلك بقدر تأثره من عدم الحصول على الخدمة المناسبة واستلام سيارته في الوقت المحدد أو حصوله على الإنتاجية العالية كالتي كانت موجودة في السابق . وأوضح الناصر أن عمل السعوديين في هذا النشاط يعتبر صعب جدا إلا في إدارة المحلات ، وهذا الأمر سبب أزمة بالنسبة لمراكز التلميع بالمنطقة ، مطالبا وزارة العمل النظر في مسألة تطبيق نظام ( نطاقات ) على الأنشطة التي بدأت تنسحب من السوق ولا يمكن عمل الشباب السعودي بها ، مما ينعكس في النهاية سلبا على المستهلك بسبب زيادة الأسعار. من جهة أخرى أكد عدد من أصحاب محلات تلميع السيارات أن نشاط التلميع يعتبر مصدر رزقهم الوحيد ، ولكنه في الفترة الحالية أصبح مجرد نشاط تجاري مفتوح فقط لتغطية التكاليف . وأشاروا إلى أن إرتفاع إيجارات المحلات خلال الثلاث سنوات الماضية الذي جاء تدريجيا حتى أن بلغت نسبته إلى 50 بالمائة من أبرز العوامل التي أدت إلى إرتفاع أسعارخدمة التلميع بنسبة تجاوزت ال 45 بالمائة ، فقد كان سعر إيجارات المحلات الموجودة بمحطات النزين ب 40 ألف ريال وفي هذه السنة بلغت 80 ألف ريال رغم أن أكثر المستثمرين لا يملكون هذه المحطات وإنما مستأجرينها من الدولة بأسعار رمزية ، كما أن إرتفاع أسعار مواد الخام زادت أسعارها كثيرا عن السابق حيث ارتفع سعر جالون البوليش (3.78 لترات) من 120 -180 ريالا ولفة البلاستيك ( 15 مترا ) من 170 – 350 ريالا ، وهذا كله ساهم برفع خدمة تلميع السيارات . أما بالنسبة إلى هواة تلميع السيارات بالمنطقة فقد أوضحوا بأن الأسعار زادت كثيرا عن السابق دون وجود أسباب واضحة ، فخدمة التلميع بالنسبة للسيارات الصغيرة ارتفعت من 350 – 500 ريال ومع الحماية الداخلية بالبلاستيك أصبح السعر ب 1200 والسيارات العائلية بلغت 800 ريال بعد أن كانت خدمة تلميعها ب 500 ريال ومع بالبلاستيك بلغت 1500 ريال ، مشيرين إلى أن هذه الأسعار لم تكن بهذا الارتفاع قبل عام ، وأن تعاملهم مع مراكز التلميع تراجع كثيرا وأصبحوا يرتادون فقط على مغاسل السيارات ومحلات الزينة .لتلبية حاجتهم ولو بقدر ضئيل.