يمتاز بر الأحساء خلال هذا الوقت من العام بنصب شباب وعوائل وفرق سياحية خيمهم، لما يتمتع به من جو عليل ورمال متحركة تسحر الناظرين بروعة كثبانه وهدوء ليله، والذين يأتون من مدن الأحساء وباقي مناطق المملكة ودول الخليج العربي. ويحرص الشاب شاهين بن عيسى على التخييم برفقة أقرانه كل شتاء في العديد من مناطق الأحساء منها بحيرة الأصفر وبر بريقا وبر طريق المطار قائلا: ننصب الخيمة في يوم الخميس بعد انتهاء العمل ونزيلها مساء يوم السبت حيث نستمتع في الليالي الثلاث بشي اللحوم والطبخ وشرب الشاي وتبادل الاحاديث الجانبية، كما نمارس أحيانا التطعيس أو بعض الألعاب الرياضية. واعتبر الشاب أمجد بوحليقة ان البر متنفس للشباب في فصل الشتاء وملاذ الجميع للاستمتاع بالطبيعة البرية التي عاش فيها الرعيل الأول من الآباء والأجداد، داعيا إلى أهمية تنمية الجانب التراثي خلال موسم التخييم في البر بإحياء بعض العادات والفنون القديمة التي تقترن بالبر، لا سيما ان التكنولوجيا تسيطرعلى زوار البر حيث نجد الخيام تحتوي على أحدث صيحات التكنولوجيا من دش وانترنت ووسائل ترفيه حديثة لا تتماشى وجو البر، وأردف: من المعروف كما يقولون ان «الحركة بركة»، وهذا ما ننتظره من زيارتنا للبر أما إذا جلسنا فيه وأيدينا على الهواتف الحديثة والسيارات الفارهة نشاهد الدش ومواقع الانترنت، فعن أي بر نتحدث؟، وانتقد ظاهرة انتشار السيارات ذات الأصوات العالية والدراجات أثناء رحلات البر؛ لأنها تتلف مظاهره وتشوه صورته بكافة أشكال التلوث من أصوات مزعجة وصخب، إضافة إلى تعريض حياة قائديها وحياة المخيمين للخطر رغم صدور قرار من إدارة المرور بمنع سير هذه الآليات على الطرق السريعة والرئيسة، مقترحا تخصيص حلبة مستقلة لقائديها. وقال الشاب عبدالله الغانم: إن البر مرتبط بشدة بالبرد، فكلما اشتد البرد زاد الاقبال والعدد لا سيما مع هطول الأمطار، وتزامن هذه الظروف مع العطل الأسبوعية ولا ننسى ان هذه الفترة تشهد عطلة تساهم في الزخم الكبير من المخيمين، وعبر عن سعادته بالأجواء الباردة التي أحاطت بالبر خلال الأيام الماضية ما أشاع بهجة بين رواد الصحراء الذين يستأنسون كلما زادت درجة البرودة لأن ذلك يعني الالتفاف حول دوة الفحم. وأوضح مواطنون أنهم ينتظرون مثل هذه الأوقات من كل عام، من اجل الاسترخاء والاستمتاع بالاجواء الباردة ب «شبة» النار والطبخ عليها لما فيها من كسر للروتين اليومي، منوهين إلى أهمية تنظيم عمل المخيمات، خاصة المتواجدة بالقرب من الطرق الرئيسة لما فيها من خطر على مرتاديها. ولفت آخرون إلى قيامهم باصطحاب عائلاتهم معهم في بعض الأحيان من اجل كسر الروتين اليومي، منوهين إلى أهمية التزام المتنزهين بالنظافة للحفاظ على البيئة الخلابة. وقالوا: ان الأجواء الباردة تدفع الناس للخروج للبر من اجل الاستمتاع بالاجواء، منوهين إلى أهمية الالتزام بوسائل السلامة العامة للشعور بالأمن والطمأنينة، خصوصا في الليل.