يفضَّل الكثير من شباب أبها البحث عن الهدوء والخروج من المدينة وصخبها الى مكان يكون اكثر هدوءًا نسبيا، حيث يتوافدون على متنزهات بارق في تهامة عسير هربا من البرودة الى الاجواء المعتدلة. “المدينة” التقت عددا من الشباب بين ربوع أحد المتنزهات التي يخرجون إليها في عطلات نهاية الأسبوع، ليتحدثوا عن هوايتهم وكيف يقضون أوقاتهم في تلك الطلعات. يقول الشاب خالد محمد ال عيسى انه من سكان مدينة ابها، وقد اتفق مع عدد كبير من الزملاء على الخروج إلى أحد المتنزهات أو البحر للاستمتاع بالاجواء الجميلة على البحر، فقرروا التوجه إلى متنزهات بارق التابعة لمحافظة محائل عسير، حيث الاجواء الجميلة والمناظر الخلابة، كما نبتعد قليلا عن السهر امام القنوات الفضائية ونستمتع بالنوم المبكر والاستيقاظ المبكر، كما أني أهوى التصوير، حيث اتجول في أودية بارق وجبالها متنقلا بين عدد من اوديتها حيث المياه الجارية. كسر الروتين ويقول الشاب علي القحطاني انه يشعر بارتياح كبير كلما كسر الروتين اليومي في العمل، لذلك يحرص على تلك الطلعات في الإجازات الأسبوعية، خاصة انه يهوى صيد الطيور، خاصة في الصباح الباكر حيث هو الوقت الأنسب لممارسة تلك الهواية. وأضاف القحطاني: أن الفضائيات اليوم اخذت الكثير من الوقت من الشباب، وقال ان الجلوس أو تضييع الوقت في المقاهي أو امام شاشات التليفزيون هو تعطيل للطاقات وتثبيط للهمم. بينما لفت محمد علي البكري ان المشكلة تكمن في سوء استغلال الكثير من الشباب لأوقات فراغهم، فهناك من يضيعه في السهر والنوم والمقاهي والفضائيات، وهناك من يقضيه في ممارسة الاستعراض بالسيارات أو التفحيط أو التسكع في الأسواق. التخييم أفضل فيما تحدث محمد ناصر آل ظافر فقال: انهم أتوا إلى البر ويوجد لديهم خيمة وعدة الطبخ والاغراض من مفارش النوم وخلافه، وقال: إن النوم في الليل في الخيمة شيء رائع جدا، وخاصة مع تزامن هطول الامطار، ونحن نحرص على ابعاد نصب الخيمة عن بطون الاودية او بالقرب منها حيث نكون في مكان مرتفع ولكن نتخوف قليلا من الحيوانات البرية مثل الضباع وغيرها، حيث يقال إنها تكثر في تهامة، وكذلك الثعابين والعقارب. وذكر آل ظافر أن لديه هواية الشوي حيث يعدّ اللحم ويبهره ويضعه على الجمر حتى ينضج، وقال: منذ صغري وأنا أتعلم الطبخ من والدتي، وأصبح يجيد إعداد الشاي على الجمر وكذلك خبز المدفون على الجمر، وكذلك تزيين القهوة العربية مع الصباح الباكر قبل شروق الشمس حيث الرائحة التي يمكن ان يشمها الشخص من مسافة وهذا أجمل ما نفعله في تلك الطلعات. الطبيعة والمدنية ودعا هؤلاء الشباب أقرانهم ان يستثمروا الوقت وخاصة مع تزامن الاجواء الربيعية لقضاء بعض الايام في اجواء تهامة وخاصة العودة الى ايام الماضي وليتذكر الانسان ان اهلنا واجدادنا عاشوا تلك الايام في الماضي، ولنترك عصر اليوم حيث الضجيج وزحام المرور والحركة وضجيج زحام المدن، وتناول الاكلات الجاهزة من المطاعم السريعة، إلى الحياة الطبيعية البرية، ففي تلك التجربة نكتشف الفرق الشاسع بين جمال طبيعة الحياة في الماضي وضجيج الحاضر.