رحل مساء الأربعاء الماضي الزميل الكاتب والمثقف محمد المعيبد وهو من كتاب (اليوم) الذين تعتز بهم ويحمل قراؤها له الكثير من التقدير والاعتزاز، و(اليوم) التي آلمها الخبر تلقت العديد من كلمات الرثاء من مثقفين وكتاب وقراء نقدم هنا بعضها داعين للراحل بالرحمة ولأسرته صادق العزاء. احترام وحب يقول الكاتب والاعلامي القاص خليل الفزيع: لقد فوجئنا بخبر وفاة الصديق العزيز والكاتب الرائع محمد المعيبد وقد عرف عنه رحمه الله الكتابات والاهتمامات الوطنية وخاصة فيما يخص الجانب والتحليل الاقتصادي وكانت محل نقاشات في الندوات والجلسات الثقافية، وقد كان حريصا- رحمه الله- في كتاباته على ما يخص الهم الاقتصادي، وهو ما يدل على حبه لوطنه وارتباطه به بشكل لافت للجميع من خلال الاهتمام الواضح في حديثه وتحليله الذي كان محل اهتمام وتركيز الجميع، ومع كل ذلك كان يمتاز باحترام وجهات النظر يسمع الجميع بكل احترام وحب، ولي معه ذكريات في المناسبات واللقاءات الثقافية وخاصة في النادي الادبي وكان في قمة سعادته عندما يستمع للشباب في الشعر والقصة والرواية والنقد، يصفق لهم ويتداخل بشكل إيجابي ومشجع وناصح وخاصة للشباب ودائما يقول لهم استمروا ولا تتوقفوا عن الدراسة والبحث والاطلاع والقراءة، وكان يمتاز بتشجيع الشباب على دخول سوق العمل وابتكار المشاريع والاستفادة من تجارب الآخرين وخاصة من يكبرونهم سنا وتجربة في عالم التجارب والاعمال، رغم كبر سنه «الله يرحمه» لم يتوقف ولم يتعب بل كان متجددا في حديثه وعطائه وعمله ولا يعرف حدا للطموح. فقد صعب رئيس مجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية محمد بودي الذي آلمه الخبر قال: في البدء أرفع تعازي رئيس وأعضاء مجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية الأدبي وأعضاء الجمعية العمومية من مثقفي وأدباء المنطقة الشرقية لأسرة الفقيد وأحبائه ولعموم المثقفين والأدباء والكتاب في المملكة، فرحيل الأستاد محمد المعيبد «رحمه الله وأسكنه فسيح جناته» يشكل فقدًا صعبًا لرجل أحب الثقافة والكتابة وسعى بجهده الشخصي والكتابي لنشر الوعي بأهميتها ولا يمكن أن يغيب عن نواظرنا حضوره الجميل في مشهدنا الثقافي وابتسامته التي لا تفارق محياه وحرصه الدائم على دعم المجالس الثقافية والنادي الأدبي ومد جسور التواصل الثقافية بين أبناء المنطقة.. رحمك الله أبا إياد رحمة الأبرار وأدعو أسرته لتخليد ذكراه بجمع مقالاته بين دفتي كتاب لتبقى زادًا لكل محب للثقافة والمعرفة. عزة و كرامة ويقول د. سامر الحماد: رحمك الله ابا اياد محمد المعيبد كانت الابتسامة لا تفارقك ونفسك الخفيفة المرحة تسبقك وحضورك ومحبة الناس تكتنفك، لقد فجعنا بخبر وفاتك الذي كان مفاجأة، والحمد لله من قبل ومن بعد، وأذكر اتصالك قبل سنة عندما راودتك فكرة صالون ادبي ثقافي جمعت فيها الكتاب والمثقفين والمفكرين وكنا نتطلع كل شهر لذلك اللقاء الجميل في ديوانيتك، وكانت النقاشات الثرية تضم الجميع، كان اسلوبك الجذاب في الاحتواء ودماثة خلقك ورقيك في التعامل يجعل الجميع يحترم فيك الانسان قبل الكاتب والمثقف والمفكر، كانت تملؤك أماني وأحلام وحماس لهذا الوطن الذي كنت تعشق ترابه، ودائما تنظر له بعزة وكرامة وشمم وقد تعلمنا منك الكثير بما أثريت به الساحة الادبية بمواضيعك الهادفة التى كانت تحمل حس المواطن بشفافية وصدق وامانة، سنفتقدك كثيرا، رحمك الله ابا اياد ونسأل الله أن يسكنك فسيح جنانه وأن يجبر مصاب اهلك وابنائك وان يربط على قلوبهم وأن يلهمهم الصبر والسلوان، ستظل ذكراك حاضرة في الاذهان والوجدان.. إنا لله وإنا اليه راجعون. موسوعة علمية ويضيف الشاعر اللبناني وليد حرفوش عن الراحل محمد المعيبد: كان رجلا مثقفا بشكل لافت ومعايش للواقع ومعاصر للأحداث التقينا كثيرا في رحاب النادي الادبي وكانت له العديد من المشاركات الثقافية والفكرية والاقتصادية، كان موسوعة علمية ومعرفية، وكان يمتاز بالذكاء والتحليل العميق وخاصة في القضايا الفكرية والاقتصادية وما يخص الشأن المحلي، وتكرر اللقاء معه في ديوانية المؤرخ المعروف المرحوم صالح الذكير، والراحل محمد المعيبد مشهود له بالهدوء وطيبة القلب وقد ملك احترام وحب الجميع وكان واضحا اثناء حضوره للنادي الادبي اهتمامه بالشباب من شعراء وقاصين من خلال تشجيعهم على الاستمرار في الادب والقراءة، ورغم مشاغله الا انه كان حريصا بشكل كبير ولافت على حضور المناسبات الثقافية، بالفعل نحن اليوم نفتقد شخصا نحتاج اليه في هذا الوقت لما يمتلك من رؤية وحكمة وعلاقات كبيرة وخاصة فئة المثقفين والاقتصاديين ورجال الاعمال، وكان ما يميزه «يرحمه الله» حبه لوطنه من خلال حديثه وما يكتبه وما يتابعه من كتابات وتحليلات في الشأنين الاقتصادي والإداري، يرحمه الله ويصبر عائلته وأصدقاءه. خلق رفيع وتقول الكاتبة والتربوية أنيسة مكي: «يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي». فجعنا بوفاة الأخ والزميل الكاتب والأديب القدير المرحوم بإذن الله محمد المعيبد، مات رحمه الله وأثره له خلف، باق حي مدى الدهر، ذهب جسدًا، وبقي روحًا كريمة طاهرة لها بصمتها في كل عمل طيب وخلقٍ رفيع. «كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُور». نعزي أسرته الكريمة، وندعو لهم بالصبر والسلوان، ونسأل الله أن يجبر مصيبتهم جميعًا، وأن يحسن لهم الخلف، وأن يعوّضهم الصلاح والعاقبة الحميدة، إنا لله وإنا إليه راجعون. رجل وطني فيما قال فهد الذكير احد أعضاء ديوانية صالح الذكير التي كان الكاتب الراحل من روادها الأساسيين: نحن اليوم في حالة من الحزن على فقدان اخ وصديق واستاذ قل نظيره في هذه الأيام وهو الكاتب والمثقف محمد المعيبد الذي كان يمتاز بالتواضع وحسن الاستماع وقوة العلاقة مع الجميع، كان حضوره في أي مناسبة يضيف لها الشيء الكثير، ابتسامته كانت تتقدم حديثه، وقد امتدت علاقته بأخي المرحوم صالح الذكير سنوات كانت تجمعهما الثقافة والادب والنقاشات المستمرة في كل قضايا الساعة، وهو من مؤسسي الديوانية التي ما زالت مستمرة، ولربما كان ما يميز الراحل المعيبد هو التفاؤل الدائم بالمستقبل الاجمل والأفضل، كان رجلا وطنيا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، حريصا على قضايا الوطن وكانت دائما للشباب مكانة عنده وكل الشباب بالنسبة له اخ وابن وصديق «الله يرحم محمد المعيبد ويصبر عائلته وأحبابه وأصدقاءه». رجل مواقف فيما يقول الشاعر الفلسطيني مصطفى أبو الرز: لفت انتباهي الكاتب محمد المعيبد «يرحمه الله» من أول لقاء وكان ذلك قبل اكثر من عشرين عاما او يزيد عندما قدم مداخلة في النادي الادبي بالمنطقة الشرقية جلبت انتباهي وولدت لدي انطباعا أنني أمام رجل من فئة نحن بحاجة إلى وجودها بيننا، أعني هؤلاء الذين لا يرتجلون المواقف والأفكار والأداء ارتجالا بل لا تصدر منهم الا عن فهم ووعي لأبعادها وحقيقتها ومآلاتها، ومرة بعد مرة كانت تلك الصورة الذهنية لمحمد المعيبد تتأكد لدي وتعززها مشاهدات أخرى واستماع لأفكار يطرحها أو آراء يبديها او نقد يوجهه لظاهرة اجتماعية او سلوك او اتجاه خاص وانا أرى ان كل ما يصدر عنه يصدر عن وعي واعتقاد، عندما جاءني خبر نعي الكاتب محمد المعيبد من قبل أحد الأصدقاء من كتاب «اليوم» وجدتني أردد ربما يرحل أمثال محمد المعيبد بأرواحهم وأجسادهم ولكن الكلمة تبقى لأنها عصية على الرحيل.. رحمه الله وغفر له. جانب من العزاء مقطع من مقالته الأخيرة التي نشرت الإثنين الماضي بعنوان «ابتهاج القاتل» محمد المعيبد «صنف القاتل بالمجرم مهما كانت مبرراته وأساليبه وطرقه، فهناك القتل لأغراض ثأرية أو الادعاء بالدفاع عن النفس أو الشرف فكلها جاهلية ممقوتة لرفضها الخضوع للشرع أو القانون، وهناك قتل الغضب والانفعال فهذا ناتج عن عدم توازن عقلي، وهناك قتل لأغراض السلب والنهب فهذه تنطبق عليها نصوص الشرع الصريحة، أما القتل لأغراض التدمير والإرهاب فهم من المفسدين في الأرض فحق عليهم العقاب ومن الخالق سوط عذاب. والغرابة أننا نشاهد القاتل يبتهج بعدد قتلاه ويتوعد بالمزيد دون رادع من ضمير أو أخلاق أو خوف من قانون، فتروعك رسائل الموت التي يمارسها الصهاينة والتي سيدونها التاريخ في سود صفحاته، فكيف طاب لهم رؤية شعب غزة وهو يقتات من تهريبات الأنفاق والتي لم تسلم من القصف وأيضا اقتلاع أشجار الزيتون وكأنها منصات صواريخ، وبأي عرف يعيش شعب بكامله تحت الحصار الجائر مطوقين بجدار عازل لسبل الحياة. وما نعرفه أن القاتل يحاول إخفاء جريمته بوخز من ضمير أو خوفا من عدالة، فكيف حق لهم هذا التعسف وهم الذين يتشدقون بالعدالة والإنصاف وحقوق الإنسان وهي بعيدة عن تطبيقاتهم، فبأي معايير إنسانية تخضع هذه المهزلة عندما تطفأ شموع الفرح لشعب أعزل وبلا ذنب اقترفوه، فقط بحجة مطاردة مشتبه وبدم بارد تستباح مدن بكاملها بما فيها من نفر وشجر وحجر، قتلى وثكلى في كل ركن وزاوية. وفظاعة المشهد رؤية جثث القتلى وسماع أنين الجرحى واستغاثة المكلومين منقولة على الهواء عبر الفضائيات، وكأنها تشمت في الباقي على قيد الحياة أو تتوعدهم بنفس المصير في كافة المدن المستضعفة، وموزعة على خريطة العالم العربي بكل توحش وبشتى الصور».