«وحدي» وحدي أعود لأتوكأ على لا شيء.. في هذا الفراغ الذي يمتد الى ما لانهاية.. تدعوني ليالي المنفى الباردة لأشاركها الشراب ولنتجرع كؤوس خيبتنا المتكررة، وحين نقترب من الدخول في سكرتنا الطويلة ننادي على كل من مر هنا من قبل.. ندعوه ليحتسي معانا الكأس الأخيرة. «حنين» حنين الى ما مضى.. العودة الى ذاتي التي زُينت جدرانها مؤخرا بنرجسية زائدة، ونحن نستعد لمعركة أخيرة نكون بعدها أبطالا مكللين بالنصر أو لا نكون.. تلك كانت مسألتنا الدائمة. «هوى» جنحت لها وانجذبت دائما الى النقطة التي كنت أبدأ منها، كان السلام الذي يغمرني أكبر كثيراً من احتياجات البشر الذين يسكنون كوكبي، وأصغر قليلاً من جدلها الذي لا ينتهي.. حين جف الدم من القلب.. تركنا العصافير وقصص الهوى، غادرنا روحا كانت، وتركنا خلفنا يوما ثقيلا. «غواية» كان يتلو عليهم آيات ساحرة ليحسبوه من الكتاب... في منتصف الطريق الى الله اغراها رجل الدين الماكر بالتراتيل المصحوبة بالدجل، طوعت لها نفسها كل مبررات الغواية فلم تبد مقاومة تذكر.. أسقطت نفسها عمداً من فوق شجرة التفاح الباسقة. «خريف» قلت لها: إنه الخريف يأتي ومعه التقلبات التي لا تنتهي فصل الداء الذي لا شفاء له.. فيه سقوط الورق والبشر، هذا الفصل العاصي يخلع عن أمه الشجرة كل ما به تستتر. «شتاء» قالت: رجعت الشتوية.. تصدح بها فيروز في أذني منذ الصباح.. تغرد بها وكأنها تستدعي كل الشتويات الماطرات، رجعت الشتوية بإحساس خاص، ونحن نستدعي أمسيات الشتاء الحانيات حيث القلب الخالي والاغنيات... «رجعت الشتوية ظل افتكر فيي.. ظل افتكر فيي».