«رجعت الشتوية ضل افتكر.. فيّ رجعت الشتوية.. يا حبيبي الهوى مشاوير وقصص الهوى متل العصافير.. ما تحزن يا حبيبي اذا طارت العصافير وغنية منسية عَ دراج السهرية ....» أي احساس يمكن وصفه وانت تستقبل المطر ومعه نسمات الجو الباردة، اي شعور يكتنفك وانت تعيش الحزن والفرح في آن واحد، مدن الجفاف اذا (شتت) او بلهجتنا الدارجة (أمطرت) تجعل الناس في محيطها (يتنفسون) المطر، من الصعوبة ان نتفاعل مع رائعة السياب (مطر) من دون ان نتوقف بعبرة خانقة غير مفتعلة امام قوله (أي حزن يبعث المطر). الاربعاء الماضي كانت ترقب المطر، كان الجميع يستعد برائعة محمد عبده (مطر، مطر، مطر)، فرحة انتظار المطر كانت تسابق السحاب في الاجواء، كانت البشرى اكبر من وصف اغنية واعذب من احساس شاعر، كانت اطلالة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - وهو يزف بشرى سلامته بتفاصيل مختصرة تساوي عند السعوديين ومن يحبونهم آلاف الدقائق، أي حب يمكن ان يوصف به ارتباطنا بالملك عبدالله، هل هي كلمات معتادة تقدم بحضرة الملوك، من السهل الترفع عن هذا الوصف لما يمكن ان تعبر به عن اطلالة ملك، كان (ويكند) عالي الذوق، تخيل تنتظر قطرات المطر، وتنهمر عليك نسمات الفرح لتجعل من موعد لقائك مع المطر انشودة فرح. الرياضالمدينة هائمة بالمطر، تزدان هياما مع كل قطرة من المطر، لتكون هذه العلاقة سيمفونية فرح مترفة الاحساس، رغم قسوة الصحراء، الا ان الشجن مسكون بداخلنا، نغرق بهذا الشجن عندما يلامس المطر الشتاء، فنكون عكس الآخرين، لا نتجمد، نحتفل بهذا الشتاء على انغام المطر، يوم الخميس الماضي تستطيع ان تعتبر هذا اليوم موعدا مع الفرح، جميل احساسنا بالفرح، نعلم ان الظروف حولنا موغلة بعكس ذلك، ولكن اذا توفرت لنا نعمة الفرح هل نتكبر عليها، في الصحراء عندما يعلن المطر زيارته بحضرة فرحنا باطلالة الملك عبدالله لا نستطيع ان نتماسك في تراقصنا مع المطر، نركز في عذوبة صوت محمد عبده وهو يردد فقط (مطر، مطر، مطر) انها اعذب وصف واجمل احساس. اي احاسيس تحفل بها اشهر اغانينا في السعودية، اي عذوبة ارتقى بها عنفوان القصيدة المتخمة بجمال الموسيقى وشجن الصوت، اي غرور في الكلمات ونحن نستمع الى (يا زهور العشب في غب المطر..) واي مشاعر من الممكن ان تصفها وانا أعيش وكثيرون معي عصر يوم الخميس الماضي مع اشراقة المطر، لنعود لعنفوان الوصف الغنائي في ذاكرتنا الفنية الغنية بالفرح المتفرد بشجنها محمد عبده وبابداعها خالد الفيصل (يا شروق الشمس من عقب المطر.. ترتعش مثل الذهب فوق الغدير)، تستطيع ان تكون شاعرا ومغنيا في حضرة المطر، ولكن بلا شك تكون اكثر سعادة عندما تكون فرحتنا بسلامة الملك تباشير لاستقبال المطر، الفرح نعمة كبيرة اجعلوها دائما هدفا لكم. «رجعت الشتوية يا حبيبي.. الهوى غلاب عجل وتَعا السنة.. ورا الباب شتوية وضجر وليل وانا عمبنطر على الباب ولو فيي، بعيني بخبيك بعينيّ.. رجعت الشتوية ضل افتكر فيّ ضل افتكر فيّ».