الجولة الخليجية التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله- إلى الأشقاء في دول الخليج العربي، واستهلها بدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تزامنت مع احتفالها باليوم الوطني، وانعكستْ أصداؤها على حفاوة الاستقبال هناك شعبيا ورسميا، اتساقا مع العلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين، هذه الجولة، والتي كانت دولة قطر الشقيقة هي محطتها الثانية، وستشمل البحرين ثم الكويت، جاءتْ في هذا التوقيت الدقيق لتجدد حرص خادم الحرمين الشريفين على دعم وتعزيز تلاحم الشعوب والقيادات الخليجية في مواجهة الأخطار، والمضي قدما في ترتيب المواقف الخليجية وتنسيق المواقف، وتوحيد الرؤى لتقوية الصف الخليجي، وتمتين سياجاته بتفاهمات الأخوة، وإدراك الحاجة دوما للحمة بين أبناء الخليج في كل الأحوال والمناسبات، فضلا عن مثل هذا الظرف الذي تحيط به المخاطر والأطماع من كل حدب وصوب. وإذا كانت القمة الخليجية، والتي تنعقد اليوم في المنامة العاصمة البحرينية ستتخلل هذه الجولة، فإن هذه الزيارات المتتالية التي يقوم بها الملك سلمان- حفظه الله- بما له من رصيد ثقة لدى أشقائه زعماء الخليج، ستكون بالتأكيد إحدى دعائم نجاح هذه القمة، والخروج منها بالمواقف التي ترفع أرصدة الخليجيين في أمنهم واستقرارهم، وفي اقتصادهم، وفي اندماج مواقفهم، وبما يحقق لهم الانحياز إلى تنمية بلدانهم، والنأي بها عن الحرائق المستعرة، ومن ثم مد الأيدي للمساهمة في إطفاء الحرائق التي أشعلتها بعض القوى الاقليمية في ظل انكسار المظلة العربية وانكفائها إلى همومها الداخلية. وفي قطر يوم أمس.. كما في الإمارات قبلها.. تجلّتْ كل معاني الأخوة، والانسجام في المواقف، والغايات والأهداف بين القيادتين الشقيقتين، وذلك من خلال الحوارات التي تمت بين المسؤولين، والتصريحات التي أكدت تطابق وجهات النظر في عديد القضايا والملفات المطروحة على جدول أعمال القمة الخليجية، وقد عبّرتْ حرارة الاستقبال التي حظي بها الملك سلمان- يحفظه الله- في قطر، عن مدى التفاهم بين البلدين، والمرحلة المتقدمة جدا فيما يتصل بوحدة الموقف، انعكاسا لموقع خادم الحرمين الشريفين ودوره الكبير في محيطه الخليجي، وفي قيادة الأمة العربية، والعالم الاسلامي، والدولي، حيث ترسخ هذه الزيارة الأسلوب الفريد الذي يتم من خلاله ترتيب البيت الخليجي في جو من الود والأخوة والثقة المتبادلة، ولا شك أن شخصية الملك سلمان كقائد حازم، لا يعرف أنصاف الحلول، ولا الحلول المجتزأة، قد وفرتْ للقرار الخليجي الهيبة التي يستحقها، لذلك يمكن القول إن هذه الجولة بكل ما صاحبها من الحفاوة التلقائية وغير المتكلفة من قبل القيادة القطرية والشعب القطري الشقيق، قد هيّأت كل سبل النجاح للقمة الخليجية، والتي ستنظر في عدد من الملفات كالملف اليمني والسوري والعراقي والليبي، إلى جانب الملفات التنموية الخليجية، بعدما جدّدتْ هذه الزيارات المشاعر والأحاسيس بأن هذه الدول وإن تعددت أسماؤها السيادية، إلا أنها بالنتيجة بلد واحد، وقيادة واحدة، وشعب واحد.