يستهل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز جولته الخليجية التي تبدأ اليوم بزيارة الإمارات، تزامنا مع احتفالها باليوم الوطني الخامس والأربعين. يعقب ذلك زيارة لدولة قطر، ثم مملكة البحرين لرئاسة وفد المملكة في القمة الخليجية التي ستعقد في المنامة يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين. كما تشمل الزيارة دولة الكويت يوم الخميس المقبل. وتأتي الجولة في إطار المساعي الجادة لتفعيل العمل الخليجي المشترك، وبحث التحديات الكبيرة التي تحيط بمنطقة الخليج، وفي صدارتها التدخل الإيراني في شؤون دول الخليج. وستكون الملفات الأمنية ومواجهة الإرهاب والتعاون الثنائي وهبوط أسعار النفط حاضرة في المباحثات. تعزيزا للعلاقات العميقة بين دول مجلس التعاون الخليجي، وتنسيقا للمواقف العربية إزاء الأوضاع في المنطقة، وخاصة ما يتعلق بشؤون دول الخليج العربي، يستهل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، جولته الخليجية، التي تبدأ اليوم بزيارة الإمارات، تزامنا مع احتفالها باليوم الوطني ال45. يعقب ذلك، زيارة الملك سلمان لدولة قطر، التي تزينت لاستقبال الضيف الكبير. ثم يتوجه خادم الحرمين بعدها إلى مملكة البحرين، لرئاسة وفد المملكة في القمة الخليجية التي ستعقد في المنامة يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين الموافقين 6 و7 ديسمبر 2016. إثر ذلك، يزور الملك سلمان دولة الكويت يوم الخميس المقبل في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام، يشهد خلالها عددا من الفعاليات واللقاءات. واستعدت وزارة التربية الكويتية للزيارة، حيث جهزت 700 من طلبتها ليكونوا ضمن الاستقبال. تفعيل العمل الخليجي ستكون هذه الجولة حافزا لضخ مزيد من الحيوية في المساعي الجادة لتفعيل العمل الخليجي المشترك، التي لم تتوقف منذ إنشاء المجلس خلال النصف الأول من ثمانينات القرن الماضي. كما تأتي جولة خادم الحرمين الشريفين في ظل تحديات كبيرة تحيط بمنطقة الخليج، وفي صدارتها التهديد الناجم عن محاولات التدخل الإيراني في شؤون دول الخليج والدول العربية عموما. كما يمثل التكيف مع الأوضاع الاقتصادية الناجمة عن هبوط أسعار النفط تحديا أكبر لدول مجلس التعاون الخليجي. القمة الخليجية تنظر العواصم الخليجية الشقيقة بعين الإعجاب للحلول الجذرية، التي قررت السعودية انتهاجها لتنويع مصادر الدخل الاقتصادي، متمثلة في رؤية المملكة 2030، التي أثارت اهتماما عالميا على أوسع نطاق. ومن المنتظر أن يحظى ملف العمل الدفاعي الخليجي المشترك بأولوية في محادثات القادة الخليجيين خلال قمتهم بالبحرين، وكذلك خلال المحطات الخليجية، التي سيزورها الملك سلمان بن عبدالعزيز. كما تناقش القمة الخليجية دفع مسيرة العمل المشترك، ومكافحة الإرهاب والأمن الإقليمي ومواجهة التحديات والأزمات في المنطقة. الترحيب بزيارة الملك سلمان تزينت شوارع الدول الخليجية الأربع التي سيزورها الملك سلمان بما يعكس المحبة الخالصة التي تكنها شعوب تلك الدول لخادم الحرمين الشريفين. ففي الإمارات استعدت الدولة الشقيقة لحضور الملك سلمان، حيث تزين برج خليفة بعلم الإمارات والسعودية بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني ال45 للإمارات. وكتب نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تغريدات عدة مرحبة بزيارة الملك سلمان، وفي المقابل هنأ السعوديون إخوتهم في الإمارات باليوم الوطني، مشاركين صورا للعلمين وهما متحدان. كما تزينت شوارع العاصمة القطريةالدوحة بأعلام المملكة وقطر، وصور الملك سلمان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وقال مدير المكتب الإعلامي بوزارة الخارجية القطرية السفير أحمد بن سعيد الرميحي، في تصريح صحفي، إن هذه الزيارة تعني لقطر الكثير، نظرا للثقل التي تمثله السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، والدور الاستراتيجي الذي تقوم به في المنطقة. وشدد الرميحي على أن المملكة تعتبر صمام الأمان للاستقرار في المنطقة، لما تبذله من جهود من أجل الدفاع عن مصالح دول المنطقة وحرصها على قوتها وتماسكها. علاقات تاريخية مع الإمارات ترتبط دولة الإمارات العربية المتحدة، بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بعلاقات تاريخية أزلية قديمة، قدم منطقة الخليج نفسها، ضاربة في جذور التاريخ والجغرافيا، تعززها روابط الدم والإرث والمصير المشترك، أسس دعائمها الشيخ زايد بن سلطان مع أخيه عاهل المملكة العربية السعودية آنذاك الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود. وحرصت قيادتا المملكة والإمارات على توثيق علاقتهما باستمرار وتشريبها بذاكرة الأجيال المتعاقبة، حتى تستمر هذه العلاقة على ذات النهج والمضمون، مما يوفر المزيد من عناصر الاستقرار الضرورية لهذه العلاقة. ويتبنى البلدان ذات المبادئ، ويحرصان على التنسيق والتعاون والتشاور المستمر حول المستجد من القضايا والموضوعات ذات الصبغة الإقليمية والدولية، مما يحقق الانسجام التام والكامل لكافة القرارات المتخذة من الدولتين الشقيقتين في القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.