أكد سياسيون واقتصاديون وعسكريون أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - لدولة قطر تأتي ضمن مهام الملك في لقائه بأشقائه والتباحث معهم في تفعيل عمل العديد من اللجان المشتركة اقتصاديا وعسكريا. وأوضحوا في حديثهم ل «اليوم» أن قطر شريك مهم للمملكة، لما يتمتع به الاقتصاد القطري من قوة في الكثير من مؤشراته، ويجعله من أكثر الاقتصادات التي يمكن أن تحقق تكاملا قويا مع المملكة. في البداية، قال اللواء متقاعد عمر بن سعد آل جلبان: إن دول الخليج العربي تربطها وشائج القربى واللغة والعقيدة والنسب والموقع الجغرافي، وان شابها بعض الأوقات اختلاف في الرؤى، فلا يفسد للود قضيه كما يقال. فالسفينة واحدة والربان واحد، وعندما يشتد الكرب، فالرأي واحد والهدف واحد وما نشهده الآن بين قادة دول الخليج العربي، إلا اكبر دليل على توحيد الكلمة والعزم على أن تكون حلفا قويا عسكريا واقتصاديا وامنيا، وان تصبح في مقدمة دول العالم ما يعكس ذلك على قوة العالمين العربي والإسلامي وشعوبهما وحماية المقدسات الإسلامية. وأضاف «آل جلبان»: «زيارة خادم الحرمين الشريفين لدولة قطر ما هي إلا دليل على التقارب ووحدة الكلمة وما يتم من إنجازات تؤكد عمق العلاقة وقوة الترابط والإصرار على قوة الاتحاد في جميع المجالات وإنجاز يردع كل من يطمع أو يحاول المساس بأمن هذا الوطن الخليجي الواحد. علاقات قوية ومتجذرة بين السعودية وقطر تنسيق المواقف وقال أستاذ الاقتصاد في كلية الأمير سلطان للإدارة بجامعة الفيصل بجدة الدكتور عبدالباري علي النويهي: تنطلق أهمية زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى قطر في إطار جولته الحالية إلى دول الخليج العربي في طريقه لحضور الدورة السابعة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربي التي ستعقد في مملكة البحرين الشقيقة، حيث من المتوقع ان يناقش - حفظه الله - العديد من القضايا ###السياسية والاقتصادية. ولعل من أهم الجوانب الاقتصادية التي سيتم بحثها أثناء زيارته لدولة قطر الشقيقة ما يتعلق بالعملة الخليجية الموحدة وتنسيق المواقف والرؤى في التعامل مع الاقتصادات والتكتلات العالمية بما يقوي الموقف الخليجي في التفاوض في مختلف الاتفاقيات الدولية الاقتصادية والمالية، كما سيتم استكمال التباحث حول السوق الخليجية وتوحيد التعرفة والإجراءات الجمركية بما ييسر نقل المنتجات بين دول المجلس. ومن المتوقع كذلك مناقشة ما يتعلق بتطبيق ضريبة القيمة المُضافة، بالإضافة إلى اتفاق أوبك الذي تم التوصل اليه مؤخرا وكيفية العمل على دعمه بما يعود بالخير والفائدة على دول المنطقة. وبشكل عام فإن زيارة خادم الحرمين الشريفين من المتوقع أن تسهم في ترسيخ العلاقات بين البلدين الشقيقين على كافة المستويات وبما يغطي كل الجوانب السياسية والاقتصادية. خادم الحرمين يقدم واجب العزاء في وفاة الشيخ خليفة بن حمد تعزيز العلاقات وقالت أستاذ حوكمة الشركات والاستثمار المساعد في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة سهى محمود علاوي: تأتي زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى دولة قطر كنوع من تعزيز العلاقات الثنائية على جميع الأصعدة، وأيضا لمناقشة التطورات الإقليمية والدولية السياسية والاقتصادية الراهنة. وتعتبر دول الخليج قوة اقتصادية ذات تأثير على اقتصادات العالم وتحالفهم اقتصاديا يجعل التأثير اكبر واقوى ويفتح أيضا المجال بين دول الخليج لتحالفات جديدة فيما بينها ومع الدول الأخرى. الجدير بالذكر أيضا أن هناك تشابها بين رؤية المملكة 2030 ودول الخليج فيما بينها وهذا يؤثر تأثيرا قويا على توحيد التوجه الاقتصادي والمشاركات التجارية. من جانبه قال المحلل الاقتصادي مقبل السلمي: تعتبر العلاقات السعودية القطرية علاقات متينة على الصعيدين السياسي والاقتصادي. ففي الجانب الاقتصادي بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 6.9 مليار ريال في عام 2015، منها 1.8 مليار ريال صادرات قطرية إلى المملكة، و5.1 مليار ريال واردات سعودية إلى قطر، فيما يبلغ عدد الشركات السعودية العاملة بدولة قطر والمملوكة للسعوديين بالكامل 315 شركة، وعدد الشركات مع شريك قطري بلغ 303 شركات بإجمالي رؤوس أموال مليار و234 مليون ريال تعمل في عدة مجالات: كالتجارة والمقاولات والهندسة والإنشاءات وغيرها. تنسيق سعودي قطري في مختلف المواقف وزيارة خادم الحرمين الشريفين لدولة قطر الشقيقة بكل تأكيد ستزيد عمق هذه العلاقات، وستؤدي إلى تفعيل عمل العديد من اللجان المشتركة، حيث تعد قطر شريكا مهما للمملكة، لما يتمتع به الاقتصاد القطري من قوة في الكثير من مؤشراته، وهو ما يجعله من أكثر الاقتصادات التي يمكن أن تحقق تكاملا قويا مع المملكة لما فيه خدمة البلدين بشكل خاص، ودول الخليج بشكل عام خصوصا أن هذه الزيارة تأتي قبيل قمة خليجية مرتقبة. بحث الملفات من جهتهم أكد عدد من السياسيين أن جولة خادم الحرمين بدول مجلس التعاون الخليجي التي تستبق القمة الخليجية المزمع عقدها في المنامة تعتبر مهمة في توحيد المواقف حيال الملفات الساخنة بصفة المملكة العربية السعودية العامل الأكبر والرئيس في دول مجلس التعاون الخليجي في مواجهة الأخطار والملفات الساخنة وفي مقدمة ذلك الوضعان اليمني والسوري والتهديد الإيراني للمنطقة، إضافة إلى تسريع إقامة الاتحاد الخليجي الذي أصبح مهما في مواجهة التكتلات الاقتصادية العالمية. وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور خالد الهباس: إن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لدولة قطر وقبلها زيارة الامارات وبعدها الكويت وحضور القمة الخليجية في البحرين تعتبر من الزيارات المهمة وتهدف إلى التنسيق وتوحيد المواقف تجاه الملفات والقضايا الساخنة في المنطقة نظرا لما يمثله توحد دول الخليج من ثقلين سياسي واقتصادي على صعيد الساحات العربية والإسلامية والدولية على جميع الاصعدة، وبصفة المملكة العربية السعودية أكبر دولة في منطقة الخليج العربي تعطي الزيارة مؤشرا على توحيد المواقف الخليجية لمواجهة الازمات والاخطار المحيطة بها والمحيطة بالشعوب العربية في المنطقة التي تعاني ازمات في اليمن وسوريا وليبيا والعراق، وكذلك الارهاب والتمدد الايراني وتدخلها في زعزعة الامن والاستقرار في المنطقة، إضافة إلى أن الزيارة يتم من خلالها السعي للاسراع في ايجاد الاتحاد الخليجي الذي تعمل على إقامته لجان منذ عهد المغفور له - بإذن الله - الملك عبدالله بن عبدالعزيز خاصة ان ايجاد الاتحاد الخليجي يمثل قوة اضافية لمواجهة التكتلات الاقتصادية الدولية. الاتحاد الخليجي من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور أحمد البرصان: إن زيارة خادم الحرمين الشريفين لدول مجلس التعاون تأتي لتعزيز العلاقات وتوحيد المواقف والروابط لمجلس التعاون الخليجي وعامل مهم في تعميق العلاقات لدول مجلس التعاون وإزالة بعض الشوائب في العلاقات بين مجلس التعاون في اختلاف وجهات النظر في بعض الامور، حيث من المقرر ان يقوم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بزيارة لقطر وبعد ذلك إلى الكويت بعد أن قام بزيارة إلى دولة الامارات. فالزيارة مهمة في عملية التنسيق بين دول مجلس التعاون والزيارة لدولة الكويت تعتبر مهمة بعد انتخابات مجلس الامة الكويتي، وبعد ذلك تأتي زيارة خادم الحرمين إلى البحرين والمشاركة في القمة الخليجية وهذه الزيارات لا تعتبر زيارات رمزية، بل لتعزيز العلاقات وتوحيد الصفوف وإعطاء انطباع على الصعيد العالمي عن موقف موحد داخل مجلس التعاون الخليجي تجاه الملفات الساخنة في اليمن وسوريا والعراق ومواجهة التمدد الايراني في اليمن وسوريا والعراق والتدخلات الايرانية في عملية زعزعة الامن والاستقرار في المنطقة فهذه الزيارات سوف ينتج عنها توحيد الكلمة والمواقف وقوة الدبلوماسية الخليجية بجميع الاصعدة وفي جميع القضايا، إضافة إلى مرحلة أخرى وهي اتحاد الخليج الذي يواجه التكتلات الاقتصادية العالمية، حيث اصبح اتحاد الخليج مهما جدا في الوقت الراهن في عصر التكتلات الاقتصادية العالمية والدولية.