بدأت أعداد من المخيمات الموسمية بمحافظة النعيرية تأخذ أمكنتها في المواقع المخصصة للتخييم على محاذاة طريقي أبو حدرية والساجي، لاستقبال موسم التخييم هذا العام بأسعار متفاوتة بين المتوسطة والمرتفعة، وذلك بعد الاعتدال الملحوظ للأجواء وانخفاضها بشكل تدريجي خلال فترات المساء، فيما لا تزال بعض هذه المخيمات في موقف التجهيز والإعداد هذه الأيام، وعمد أصحابها إلى إلحاق تجهيزات إضافية وجديدة من بيوت الشعر والخيام والفرش والملحقات الخدمية، تلبية لرغبة الكثير من المتنزهين الذين يفضلون أن تكون هذه المخيمات على مستوى جيد من النظافة وحداثة الصنع. كما شهدت المواقع المجاورة للمخيمات تواجد كميات معروضة من الحطب والفحم بأنواعه المختلفة، إلى جانب توافر الدراجات النارية بأنواعها وأحجامها أيضا، والتي كان من بينها دراجات جديدة استهدف أصحابها مخيمات النعيرية هذا الموسم، كواحدة من أفضل المواقع التي يرتادها المتنزهون من مختلف مناطق المملكة ومن دول الخليج المجاورة، وذلك لما أصبح شائعا ومتعارفا عليه كون النعيرية أصبحت محط أنظار هواة التخييم وعشاق الطبيعة الصحراوية الشتوية من مختلف المحافظات والمناطق. وأشار محافظ النعيرية إبراهيم الخريف، إلى أن النعيرية أصبحت وجهة سياحية للمواطنين والأشقاء الخليجيين، الذين يجدون في المخيمات الشتوية بالنعيرية متنفسا مناسبا لهم ولعائلاتهم خلال الإجازات الموسمية، يصاحبه استعداد كافة الجهات الخدمية والأمنية بالمحافظة؛ لاستقبال هؤلاء الزوار والعمل على خدمتهم، وما يقدمه مهرجان ربيع النعيرية من فعاليات وبرامج ثقافية وأنشطة ترفيهية متنوعة، تلامس كافة اهتمامات الزوار على المستويين الشبابي والأسري. مبينا أن المهرجان حظي بنجاح كبير لما قدمه من فعاليات الموسم الماضي، والذي شهد حضور ما يزيد على 100 ألف زائر بحسب إحصائية إلكترونية دقيقة، مؤكدا أن اللجنة المنظمة للمهرجان ستعمل هذا العام على إضافة المزيد من الفقرات الشيقة والبرامج التثقيفية الهادفة. مخيم معد للتأجير وشدد محافظ النعيرية على ضوابط وتعليمات ألزم بها أصحاب مخيمات التأجير ويتابع تنفيذها لجنة من المحافظة، يبرز منها أهمية عوامل السلامة والمحافظة على نظافة البيئة، وعدم استعمال الصفائح الحديدية في أسوار المخيمات، إلى جانب عدم إنشاء الغرف أو الأسوار من الطابوق والخرسانة أو العقوم الترابية وغير ذلك من التعليمات الأخرى، متمنيا أن يقضي الزوار والمتنزهون أوقاتا سعيدة وممتعة في ربوع محافظة النعيرية، وأن يتم التماشي مع التعليمات التي هي في صالح ومنفعة الجميع، لافتا إلى القيام بجولات ميدانية على المخيمات والالتقاء بالمتنزهين والزوار، والاستماع إلى ما لديهم من ملاحظات ومقترحات خلال فترة التخييم المقبلة - بإذن الله-، كما جرت العادة خلال مواسم التخييم الماضية. وتحدث ل «اليوم» عدد من العاملين في تأجير المخيمات حول استعدادهم لبداية الموسم والتجهيزات المعدة لاستقبال المستأجرين، حيث يقول موسى: كما ترى نحن الآن في صدد بناء المخيمات وبيوت الشعر وتجهيز ملحقاتها لاستقبال الموسم الجديد هذا العام - بإذن الله-، ولدينا العديد من المخيمات التي فرغنا من تجهيزها بالكامل، في حين لا تزال مجموعة من المخيمات الأخرى طور التجهيز والبناء بعد اختيار المواقع المناسبة لها، مبينا أن أسعار تأجير المخيمات المكونة من خيمتين وبيت شعر هذه الأيام في حدود 300 ريال، وبالإمكان خفض هذا السعر إلى 250 ريالا؛ لعدم وجود مستأجرين في الوقت الحالي، والذي هو بمثابة الاستعداد والتجهيز، مضيفا: إن من يستأجر هذه الأيام هم غالبا من أهل المحافظة، ويستأجرون المخيمات وقت المساء فقط لتناول وجبة العشاء ثم يغادرون، ويكون هذا بسعر 150 ريالا للفترة الواحدة، وحول مدى ارتفاع الأسعار مستقبلا يقول: إنها حتما سترتفع وسيحدد مقدار ارتفاعها جودة الخيام وما هو جديد منها أو من تجهيزاتها، منوها إلى بقاء هذه المخيمات على حالها من التأجير اليومي لخمسة أشهر قادمة. وفي موقع آخر، يذكر عبدالقادر أحمد أنهم لم يبدأوا بعد بالتأجير حتى الآن، وما يتم عمله هو اختيار المواقع المناسبة وبناء المخيمات بأعداد متفاوتة كما جرت العادة من كل موسم، موضحا أن معظم المخيمات المعدة للتأجير تتكون من خيمتين وبيت شعر وخدماتها، ويضيف البعض أمامها لوحات مبينا عليها أرقام التواصل للمستأجرين، مبديا تفاؤله هذا العام بموسم جميل يشهد نزول أمطار غزيرة تكون دافعا لقدوم العديد من الزوار والمتنزهين، خاصة وأنهم قد استعدوا وأحضروا هذا الموسم بيوت شعر وخياما جديدة. ويشير أحد المواطنين من أهالي المحافظة إلى تفاوت أسعار التأجير ما بين متوسطة لمؤجرين يملكون مجموعة من المخيمات، وآخرين يملكون مخيمات واحدة يؤجرون بأسعار مرتفعة تصل إلى 800 ريال في اليوم الواحد لبيت شعر وخيمتين ومرافقها، وقال: هذه الأسعار بالطبع مبالغ فها لا سيما وأننا ما زلنا في أول الموسم، بينما يذهب بعض المؤجرين إلى خفض الأسعار إلى أقل من ذلك وهذا هو الصحيح في ظل عدم وجود إجازات أو توافد للزوار والمتنزهين في الفترة الحالية. من جهة أخرى، استعرض مؤجرو الدراجات النارية ما لديهم من دراجات بأحجام مختلفة، ظهر بعضها هذا العام بأنواع جديدة على خلاف الأعوام الماضية، فيما بدأت بعض هذه الدراجات موسمها بأسعار مرتفعة وكأنها في ذروة الموسم، إذ حدد أصحابها ساعة التأجير ب 100 ريال للحجم الكبير و60 ريالا للدراجة النارية الصغيرة، ولم تشهد هذه الدراجات إقبالا من المستأجرين باستثناء عدد قليل ومحدود من الشباب، وكذلك الأطفال خلال يومي الجمعة والسبت من الإجازة الأسبوعية، وعمد أصحاب هذه الدراجات إلى تزيين مواقع التأجير الخاصة بهم بعقود إنارة بأشكال جمالية جاذبة للمستأجرين، في الوقت الذي لا تزال فيه هذه الدراجات تشكل مخاوف لدى الكثير من الأسر؛ لما تسببه من إصابات بليغة خاصة للأطفال. كما توافرت كميات متفاوتة من الحطب بالقرب من المخيمات وعلى محاذاة الطرق الرئيسية لاستقبال الموسم هذا العام، وتنوع الحطب المعروض ما بين حزم بكميات مختلفة من حطب السمر، وما بين سيارات وشاحنات نقل صغيرة محملة بالحطب معدة وجاهزة للبيع، في الوقت الذي وفر فيه تجار الحطب أيضا كميات من (الغضا) وأنواع أخرى مختلفة من الفحم، ويذكر أحد تجار الحطب أن النعيرية تعتبر من مناطق المملكة الأشهر جذبا لرواد المخيمات وهواة الرحلات البرية، ويجد الإقبال على شراء الحطب بأنواعه سوقا رائجة تعود عليهم بالكثير من الأرباح، وأوضح أن أسعار بيع الحطب تختلف بحجم الكمية، مبينا أنه يبيع حزمة الحطب من نوع الغضا ب 200 ريال وقد يقل السعر أو يرتفع بحسب حجم الحزمة وعدد الأعواد، فيما تبلغ حمولة السيارة من نوع (داتسون) من 800 ريال إلى 1500 ريال لنوع السمر، وتتراوح أسعار شاحنة النقل الصغيرة (دينا) من 4000 ريال إلى 5000 ريال، ويضاف إليها 500 ريال إذا كان الحطب قد تم تقطيعه إلى أعواد صغيرة، وأيضا 500 ريال أخرى للتوصيل إذا كان صاحب الطلب في الجبيل أو الدمام، أما المسافات القريبة فلا إضافة على سعر الحطب، لافتا أن معظم من يشتري حمولة السيارات هم أصحاب المخيمات الكبيرة خاصة من أهل الخليج وأيضا بعض أهالي المحافظة، فيما يشتري المتنزهون الذين يخرجون للمخيمات ليوم أو يومين الكميات الصغيرة التي تكفيهم خلال هذه الفترة من تنزههم في البر. ويذكر أن (السمر) يعتبر أفضل أنواع الحطب، ولذلك يكثر الإقبال على شرائه سواء لغرض التدفئة أو للشواء لقوة جمره وبقائه متوقدا لفترة طويلة بالرغم من أن البعض قد ينزعج من دخانه الحار على العينين، في حين يفضل البعض شراء حطب (الغضا) لما يتميز به من رائحة زكية وقلة انبعاث للدخان وكذلك قوة جمره وإن كان لا يدوم طويلا. ووفقا لبائع آسيوي، فإن أسعار أكوام الحطب التي يبيعها من نوع سمر المدينة تبدأ من 370 ريالا وحتى 1200 ريال، في حين يوفر إلى جانب هذه الأكوام من الحطب أنواع من الفحم الإفريقي والأمريكي بأسعار تتراوح ما بين 25 إلى 45 ريالا للكيس الواحد.