يبدأ باعة الحطب بأخذ مواقعهم المتاخمة للمخيمات الصحراوية التى تنتشر في صحاري النعيرية أو على الطرق الخارجية المؤدية إليها في مثل هذه المواسم من كل عام، في سباق وتنافس محموم لعرض كميات كبيرة من الحطب بنوعيه الأشهر مبيعا «السمر والغضا» بالإضافة إلى توفير كميات قليلة لأنواع أخرى من الحطب، التى يجدون لها سوقا رائجة ينتظرونها من العام الى الآخر متحكمين فى الأسعار بلا أى رقابة. »اليوم» تجولت في مواقع بيع الحطب بالنعيرية لمعرفة الحقيقة.. في البداية تقابلنا مع محسن الرشيدي أحد تجار بيع الحطب ويأتى من القصيم للنعيرية باعتبارها من مناطق المملكة الأشهر جذبا لعشاق المخيمات، مشيرا إلى أن الإقبال على شراء الحطب بأنواعه يجد سوقا رائجة تدر عليهم بالكثير من الأرباح، وأوضح أن أسعار بيع الحطب لنوع السمر يبدأ ب 25 ريالا للحزمة الصغيرة و250 ريالا للكومة الواحدة وتصعد إلى 800 ريال بحسب الحجم وعدد الأعواد، فيما تبلغ حمولة الهايلكس 1000 ريال والجيب 1800 ريال والدينا 4000 ريال، في حين تتراوح أسعار الغضا من 25 إلى 30 ريالا للكيس الواحد، ويذكر الرشيدي أن معظم من يشتري حمولة السيارات هم أصحاب المخيمات الكبيرة وبعض المواطنين من أهل المحافظة. الحاجة لتنظيم مواقع بيع الحطب وضبط الأسعار ملحة في ظل إقبال الكثيرين على الشراء ما دفع بالعمالة إلى استغلال الموسم برفع الأسعار بطريقة مستفزة تضايق المواطنين وتجعلهم يتطلعون إلى تدخل الجهات المعنية لمنع العمالة التي تعمل لصالحها ويشير سعد الرحيلي من دولة الكويت وأحد رواد المخيمات إلى أن للحطب أنواعا كثيرة ويبرز منه في النعيرية ما يرى الإقبال على شرائه كبيرا وهو من نوع سمر المدينة وبيشة، وبيّن أن أسباب الإقبال على شراء السمر هو قوة جمره وبقائه متوقدا لفترة طويلة بالرغم من أن البعض قد ينزعج من دخانه الذي يكون حارا على العينين، ويذكر أنه يفضل شراء حطب الغضا على السمر لما يتميز به من طيب رائحة وقلة دخان وكذلك قوة جمره وإن كان لا يدوم طويلا، ويشتكي الرحيلي من ارتفاع أسعار الحطب واستغلال حاجة الزوار والمتنزهين في المخيمات الصحراوية لأهمية وجوده. ويوضح ضيدان العجمي أن برودة الأجواء هذه الأيام تدفع بهم إلى استمرار شراء الحطب لغرض التدفئة في المخيم الذي يجمعه بأصحابه بالقرب من المحافظة، مؤكدا أن الجلوس في المخيمات لا يبدو ممتعا إلا بوجود شبة النار التي تزيّن الجلسة ويطيب حولها الحديث، ويتذمّر العجمي من ارتفاع أسعار الحطب واستغلال العمالة للموسم مما يجعله يمضي وقتا طويلا للبحث عن أسعار مناسبة دون جدوى، ونبّه إلى وجود (أثل) يتم جلبه من أشجار الشوارع وتتم إزالة قشرته وتضمينه كميات الحطب لزيادة العدد وغش الزبائن وقد يمضي ذلك على البعض دون علم. من جانبه يعتبر زامل الشهراني ضرورة الحاجة لتنظيم مواقع بيع الحطب وضبط الأسعار ملحة في ظل إقبال الكثيرين على الشراء ما دفع بالعمالة إلى استغلال الموسم برفع الأسعار بطريقة مستفزة تضايق المواطنين وتجعلهم يتطلعون إلى تدخل الجهات المعنية لمنع العمالة التي تعمل لصالحها. ويبرر حويل القحطاني أحد المهتمين بتجارة بيع الحطب أن ارتفاع الأسعار عائد إلى قيمة حمولة الشاحنات التي يشترونها بتكلفة 18 ألف ريال للشاحنة الواحدة وما يضاف إليها من تكلفة التنزيل والتقطيع ورواتب العمالة، الأمر الذي يدعوه -كما يقول- إلى رفع السعر بما يحقق له عوائد ربحية مناسبة، وأشار أن معظم هؤلاء العمالة يحتكرون السوق ويعملون لصالحهم، مطالبا بمتابعتهم والتأكد من مهنة العمل ومكان إقامة الكفيل. ويقول أبو ضاري الحربي وهو مهتم أيضا بتأجير المخيمات وبيع الحطب إنه يحرص على توفير كميات الحطب من نوع الغضا من منطقة سكاكا لرغبة الكثيرين من مستأجري المخيمات لشراء هذا النوع، مشيرا إلى أن العمالة الأجنبية تعمد إلى الإضرار بمصالح المهتمين بتجارة الحطب من السعوديين وتحتكر شاحنات موزعي الحطب لصالحها من خلال شراء كامل حمولة الشاحنات والبيع على بعضهم بفارق ريال وريالين لإفادة بعضهم ومن ثم بيعها بأسعار مرتفعة بعد علمهم بنفادها من السعوديين الذين يجدون صعوبة في الحصول على هذه الشاحنات بسبب العمالة، وطالب الحربي بعدم السماح لمزاولة بيع الحطب إلا من خلال الحصول على تصريح يُحدد فيه الكثير من الضوابط.