كميات كبيرة ومتفاوتة من "حطب السمر" بدأت تأخذ مكانها بالقرب من مخيمات النعيرية وعلى طرقها الرئيسية لاستقبال برد الشتاء هذا العام، وتنوع المعروض منه ما بين حزم بكميات مختلفة، وما بين سيارات وشاحنات نقل صغيرة محملة بالحطب معدة وجاهزة للبيع، في الوقت الذي وفَّر فيه تجار الحطب أيضا كميات من (الغضا) وأنواعاً أخرى مختلفة من الفحم. "اليوم" تجولت في مواقع بيع الحطب بالنعيرية، واستطلعت في البداية رأي نماء الرشيدي وهو أحد تجار الحطب ويحضر من القصيم للنعيرية باعتبارها من مناطق المملكة الأشهر جذبا لرواد المخيمات وهواة الرحلات البرية كما يصفها، والذي أشار إلى أن الإقبال على شراء الحطب بأنواعه يجد سوقا رائجة تدر عليهم الكثير من الأرباح. وأوضح أن أسعار بيع الحطب تختلف بحجم الكمية، مبينا أنه يبيع حزمة الحطب من نوع الغضا ب 200 ريال، وقد يقل السعر أو يرتفع بحسب حجم الحزمة وعدد الأعواد، فيما تبلغ حمولة السيارة من نوع (وانيت) من 800 ريال إلى 1500 ريال لنوع السمر، وتتراوح أسعار شاحنة النقل الصغيرة (دينا) من 4 إلى 5 آلاف ريال، ويضاف إليها 500 ريال إذا كان الحطب قد تم تقطيعه إلى أعواد صغيرة، و500 ريال أخرى للتوصيل إذا كان صاحب الطلب في الجبيل أو الدمام، أما المسافات القريبة فلا إضافة على السعر. وذكر الرشيدي أن معظم من يشتري حمولة السيارات هم أصحاب المخيمات الكبيرة خاصة من أهل الخليج وأيضا بعض أهالي المحافظة، فيما يشتري المتنزهون الذين يخرجون للمخيمات ليوم أو يومين الكميات الصغيرة التي تكفيهم خلال هذه الفترة من تنزههم البري، مشيرا إلى أن (السمر) يعتبر أفضل أنواع الحطب، ولذلك يكثر الإقبال على شرائه سواء لغرض التدفئة أو للشواء لقوة جمره وبقائه متوقدا لفترة طويلة بالرغم من أن البعض قد ينزعج من دخانه الذي يكون حارا على العينين، في حين يفضل البعض شراء حطب (الغضا) لما يتميز به من طيب رائحة وقلة دخان وكذلك قوة جمره وإن كان لا يدوم طويلا. ويشير الرشيدي إلى أن معظم باعة الحطب يتواجدون في النعيرية لمدة ثلاثة أشهر من شهر صفر إلى نهاية شهر جمادى الأولى، ويجدون - ولله الحمد - في هذا الموسم الكثير من الأرباح التي تتراوح من 40 إلى ما يفوق 50 ألف ريال، مضيفا أنهم لا يزالون في بداية الموسم وبطبيعة الحال يزداد الإقبال على شراء الحطب عند انخفاض درجة الحرارة وارتفاع برودة الأجواء.ووفقا لبائع آسيوي يدعى علي حسين تبدأ أسعار أكوام الحطب التي يبيعها من نوع سمر المدينة من 370 ريالا وحتى 1200 ريال، في حين يوفر إلى جانب هذه الأكوام من الحطب أنواعا من الفحم الإفريقي والأمريكي بأسعار تتراوح ما بين 25 إلى 45 ريالا للكيس الواحد. وأكد مواطن تم الالتقاء به لحظة بحثه عن حطب مناسب أن الجلوس في المخيمات لا يبدو ممتعا إلا بوجود "شبة النار" التي يزين الجلوس حولها ويطيب الحديث، لافتا إلى أن بعض العمالة التي تتاجر بالحطب قد تستغل الموسم برفع الأسعار خاصة على المتنزهين، الذين يعلمون من حالهم الشراء بأي سعر كان، ونبّه إلى وجود أشجار (أثل) يتم جلبها من الشوارع، وإزالة قشرتها وتضمينها كميات الحطب لزيادة العدد وغش الزبائن دون علمهم. ويحرص المواطن أبو ناصر على شراء نوع السمر لإشعاله في (مشب) منزله، مبينا أن للسمر أنواعا ثلاثة وهي سمر المدينة وسمر بيشة والسمر الصومالي، وذكر أن الذي يتوفر في النعيرية بكثرة هو سمر المدينة. مخيمات توفر الحطب والفحم للمستأجرين الفحم يعرض بأنواعه إلى جانب الحطب كميات من الحطب معروضة للبيع