من حق الشاعر أن يطرق جميع الأغراض وينتقي أبكار المعاني ويستمطر أجمل الصور الشعرية، وينتقي أروع العبارات، بل من أوجب الواجبات التي ترتفع بالشعر وشاعره وتبني الذائقة الشعرية وتوسّع الرؤية الفاحصة وتطوّر القدرة الناقدة.. والمتتبع لمسار الشعر الموازي خلال حقباته التاريخية منذ بدايات استيلاده من الشعر العربي الفصيح ومن ثم موازاته له «تأثيراً وتأثّراً» وحتى زمننا هذا واجيالنا المعاصرة، يجد أن الشعراء ساروا في حركات موجيّة وفقاً لطغيان بعض الأغراض الشعرية على بعض، فنجد شعر الحكمة يطفو على السطح ويتسيّد الساحة فترةً، وما يلبث أن يتوارى كمّاً وكيفاً في فتراتٍ أخرى مفسحاً وتاركاً المجال لغيره كالشعر العاطفي أو المدح أو الديني.. وهكذا، ناهيك عن تسيّد طرق شعرية على أخرى مع مراعاة تبادل الأدوار كآلية الأغراض، وذلك وفقاً لزمن وبيئة الشعراء والمؤثرات المختلفة حولهم!. إلا أن ما يميز الشعراء الموازيين القدماء أنهم يكتبون عن واقع؛ لذا لا يرهقون مكينة القدرة الشعرية ولا يطفحون فوق هزهزات السراب غير الحقيقية، ولا ينخدعون ويخدعون عطاشى الشعر بنثر بقيةٍ من ماء مشاعرهم بحثاً عن الزيف. أما في زمن «الفاست شعر»، فتوقّع عزيزي القارئ كل توابل الاستشعار التي فرضها «النفوذ والمال والإعلام» فصنع بها جيلا من المتذوقين البلاستيكيين الذين لايظمؤون لجفافهم ولا يميزون لخوائهم فتشابهت عندهم الأعراض والطروق.. جيل «مع الخيل يا شقراء»، وإلا فمن يصدق اننا وفي الأزمات ندندن الشعر غزلاً ونتباكى به هياماً ونضحك معه هزلاً.. أين عنا شعر الملاحم والبطولات؟ أين منا شعر الحماسة؟ بل أين الشعر الموازي التوثيقي؟ أو ليس الشاعر مؤرخاً وموثقاً؟ نحتاج لتصحيح المسار الشعري لعلنا ندرك ما تبقّى من ذائقة موروثة، فنبني على بقايا معالمها أساسات الذوق الشعري الوطني الموازي! ومهما نقدم للوطن فما زلنا مقصرين. همسة وطنية ما يخون بلاده مْعرِّب اصوله والهجين ايبيع ويشري في بلاده يا مروّجة الفتن هدّوا المقوله حن نشوف ان الوطن حبه عباده