منذ القدم جاء تفكير الشعراء وإبداعهم في القصيدة الشعبية بالرغم من تعليمهم المحدود والمتواضع، إذ أن أغلبهم لا يقرأ أو يكتب وقرأناه شاعراً يملك صياغة المعاني الجميلة في قصائده الشعرية التي لازالت حاضرة حتى وقتنا الحاضر. في تلك القصائد العذبة نجد الإبداع في التفكير ونلمس التصوير الشعري الجميل الذي يستحق المتابعة، كتلك القصائد العذبة التي قالها مبدعو الشعر قديماً والذين فعلاً تركوا لنا إرثاً شعرياً، وموروثاً شعبياً رائعاً يعانق مساحات الإبداع. وعندما ندرك أن الصورة الشعرية هي أهم مايميز القصيدة، فإننا نبتهج بإبداعها وإبداع شاعرها الذي استطاع أن يجعلنا نتذوق الروعة القرائية، وتلك الصورة أيضاً ماهي إلا انعكاس حقيقي لما يتمتع به الشعراء القدامى من فكر سليم وانتقاء أمثل للمفردة الشعرية الجميلة التي بها تكتمل صورة النص الشعري المبدع. ولم يأتِ إبداعهم من فراغ بل هناك من فرضه عليهم ولعل الطبيعة تأتي في المقام الأول إذ أن لها دورا كبيرا في كونهم مبدعين من على ضفاف الشعر ولذلك فإن مجتمعهم البسيط لم يكن متكلفاً ولا كبيراً إنما هو مجتمع يتسم بالبساطة والألفة والحب والتآخي وكل ذلك ولد لديهم حبا حقيقيا انعكس عليهم بالصورة الشعرية التي من خلالها أدركنا حقيقة ذلك الإبداع. القراءة الواعية هي تلك التي ترتكز على كتابة واعية وراقية خصوصاً في النص الشعري، ومن هنا فإن النص الشعري الواعي والمحمل بالمفردات الراقية والمتزنة والمعاني الجميلة هو النص الذي ينتج عنه قراءة واعية وذائقة متفردة لدى القارئ المدرك والمتابع الجيد للشعر الشعبي بصفه خاصة. وفي قراءة النص الشعري لا نستطيع ان نقول بأن كل القراء تولد لديهم ذائقة مكتملة بل هناك بالطبع تفاوت واختلاف وإدراك من قارئ لآخر وهذا ليس بالشيء الغريب على الإطلاق ولكن يبقى جمال النص الشعري وذائقة إذا كان مبدعاً ويحمل معاني رائعة تتخللها صورة إبداعية تُكمل جمالياته في زمن الشعر. أخيراً: مثل المطر والروض والعشب في نجد مثل النجوم السامره ليل منثور مثل الشفق صوتك يلامس بي الوجد مثل الدف في همسك القلب مسرور