«إذا رحت الاستراحة، أجلس أفكر في زوجات اصدقائي كيف متحملاتهم؟!» هذه الطرفة تحمل أمرين: صبر بعض الزوجات على أزواجهن، فمن أدرى بحال رفيق الاستراحة من رفيقه! ولذلك نتمنى من كل زوج أن يعيد النظر في علاقته بزوجته، فإذا كان من يلتقي به لساعات محدودة يستغرب كيف يمكن تحمله؟! فهو على خطر عظيم إن لم يعم الله بصيرة زوجته أو يحوجها إليه فتسكت على ما تراه! الثاني: ماذا يحدث في الاستراحات التي تستهلك وقت الكثير منا؟ فهناك من يمضي في الاستراحة ما لا يقل عن خمس ساعات يوميا! وما المشكلة في ذلك؟! المشاكل في ذلك: الوقت الذي يذبح في هذه الاستراحات بغير فائدة تذكر على أحسن التوقعات، وكم حرمت الاستراحة كثيرا من ساكنيها من استغلال أوقاتهم فيما ينفعهم دنيا وآخرة، والمشكلة الثانية من مشاكل الاستراحات بوضعها الحالي: أنها على حساب البيت، فلمن يُترك البيت إذا كان الأب يخرج من الدوام إلى بيته ليتناول الغداء ثم ينام، وما أن يستيقظ حتى يقفز إلى الاستراحة، ليعود في آخر الليل من أجل النوم مرة أخرى، فالبيت للنوم والأكل، أما شؤون الأبناء وعلى ماذا سينشؤون فأمر متروك لقاعدة العاجزين «المصلح الله»!، وثالثة المشاكل: أن «سواليف» الاستراحة تتوقف، والبلايستيشن وإخوانه وأخواته يصبح مملا مع كثرة الإعادة والتكرار، لذلك ترى الفرح والاستبشار على وجوه ساكني الاستراحات حين يرون ضيفا جديدا قادما عليهم، فلعل لديه أخبارا جديدة غير أخبارهم المستهلكة، والمشكلة في انتهاء حكايات الاستراحة أنه يبدأ بعدها السحب من الرصيد الاحتياطي، وهذا الرصيد في أحيان كثيرة لا يسر! فمن قضايا تافهة إلى أكل لحم من يخرج من باب الاستراحة إلى قضايا أكبر من حجمهم، يستعرض فيها المستعرضون فترديهم في المهالك خصوصا أننا مبتلون بعدم القدرة على النطق بعبارة «لا أعرف!»! باختصار: نحتاج الى أن ندرك من أجل بيوتنا وأبنائنا الذين هم استثمارنا أن البيت هو الأصل والاستراحة لفضول الأوقات لا العكس، فإن كانت الاستراحة شرا لابد منه، فلنحرص على اختيار الرفاق، فعن المرء لا تسل وسل عن زملائه في الاستراحة، وليكن الوقت المخصص لها محددا، ليلة في الأسبوع مثلا، أما بقية الليالي والأيام فهي لما هو أهم وأنفع وأبقى!.