شهدت محافظة النعيرية منذ اليوم الأول لبداية الإجازة الربيعية هذا العام كثافة مرورية وازدحاما من المتنزهين والزوار من كافة مناطق المملكة ومن الأشقاء الخليجيين الذين اعتادوا قضاء اجازتهم الربيعية من كل عام في محافظة النعيرية . وازدحمت معظم الشوارع الرئيسية بالمحافظة فيما تواجدت الدوريات الأمنية ودوريات المرور في الأسواق المركزية وفي معظم المواقع العامة التي حظيت بتوافد المتنزهين والزوار ، وانتعشت الحركة التجارية بشكل كبير على كافة النواحي الاقتصادية والمبيعات المختلفة وبدا الإقبال واضحا على أدوات إعداد الطبخ ومستلزمات الرحلات البرية من فرش وأغطية ومواقد النار بالاضافة إلى أصناف الأطعمة الغذائية والفواكه والخضار ما دفع ببعض تجار الخضار إلى البحث عن المواقع التي تشهد اقبالا من المتنزهين كالسوق الشعبي ومداخل المحافظة لعرض تجارتهم مع ما يصاحبها من مأكولات شعبية وأنواع مختلفة من التمور ، في حين ارتفعت نسبة اشغال الفنادق والشقق المفروشة إلى نسبة عالية جدا من المتنزهين الذين فضل بعضهم المبيت في هذه الشقق تجنبا لتعرض أفراد الأسرة للبرد القارس الذي يجتاح المحافظة ، ومن ثم الخروج في النهار إلى فيافي الصحراء للاستمتاع بعوامل الطبيعة والعودة في وقت المساء إلى الشقق وعلى هذا النحو يقضي بعض المتنزهين برنامجهم في محافظة النعيرية. وفي جولة على مخيمات المتنزهين التقينا بالزائر عبد الله الملفي الذي ذكر حرصه كل عام على قضاء إجازة الربيع في النعيرية وأيضا يومي الأربعاء والخميس من كل أسبوع عقب الإجازة طوال الفترة الشتوية التي تنتشر خلالها المخيمات الصحراوية في الكثير من الأماكن ، وهو الوضع الذي يفضله الكثيرون مع عائلاتهم بعيدا عن صخب المدن وروتين الحياة الممل ، إلى حيث الاستمتاع بقضاء الإجازة في هذه المخيمات خلف توهج النار المتوقدة ودلال القهوة وأباريق الشاي في مشهد يتسم ببهجة الأنس والسعادة الذي تضفيه طبيعة الصحراء على عشاقها ما يجعلهم يتعمدون تأجيل إجازاتهم الوظيفية مع ما يتناسب مع أسرهم للاستمتاع بهذه الإجازة التي يحرص الكثيرون أن تكون في النعيرية ، لما تتمتع به من مقومات سياحية تؤهلها لأن تكون عروسا للربيع أو عروسا للصحراء . ويشير سالم الحمد إلى أن برنامج الإجازة في النعيرية يغلب عليه طابع المرح والأنس بعيدا عن قيود المنازل واحتكارها للكثير من الهوايات ، معتبرا أن للعيون راحة تكمن في مد النظر في ربوع الصحراء وأراضيها المنبسطة ، ما يبعث في النفس مزيدا من البهجة والسرور الذي لا يقارن بحياة المدينة وضغوطاتها اليومية ، وأضاف : لقضاء الإجازة في النعيرية طابع خاص يتميز بحكم البيئة الصحراوية وأجوائها الرائعة التي تدعو لمثل هذه الرحلات التي تتعدد منها الفوائد التي تكسب الشباب مزيدا من الخبرات التي تفيدهم في شتى مناحي حياتهم. أما عبد الله سلطان فهو يختزن بذاكرته جميع مشاهد الرحلة للعودة بأدق تفاصيلها إلى أصحابه في المدرسة ومبادلتهم الحديث بأبرز المواقف التي حصلت له أثناء تنزهه في النعيرية مع أسرته ، ويقول :عند عودتنا للمدرسة اعتدنا أن نسأل بعضنا عن المكان الذي تم قضاء الإجازة فيه وأهم المواقف التي تعرض لها والأشياء التي شاهدها. وفي موقع آخر التقينا بعدد من المتنزهين الذين أكدوا أن ما يصلهم عن النعيرية من أخبار عبر وسائل الإعلام أو من خلال ما يتحدث به الناس يدعو ويشجع على زيارتها ، منوهين إلى أهمية مثل هذه الرحلات البرية خاصة العائلية منها لما يضفيه رب الأسرة على أبنائه وعائلته من متعة وبهجة تكمن في امتاعهم وتمكينهم من ممارسة الكثير من الهوايات.