تأسست في الأيام القليلة الماضية مدينة أخرى على أطراف مدينة النعيرية، تحوي مئات الخيام، التي تقطنها أُسر سعودية وخليجية، توافدت مبكراً على «عاصمة الربيع»، وهو الاسم الذي يروق لسكان محافظة النعيرية إطلاقه عليها. ليل المدينة تحول إلى نهار، بفضل آلاف المصابيح التي تنير تلك المخيمات، التي نصبها كويتيون توافدوا بكثافة على النعيرية، ليسبقوا أشقاءهم السعوديين، لكون إجازة منتصف العام الدراسي تبدأ مبكراً في الكويت. كما توافدت أسر قطرية، درجت على قضاء الربيع في النعيرية. ويوازي هذا التدفق الخليجي، توافد مُرتقب لآلاف المتنزهين السعوديين، من مختلف مناطق المملكة، للاستمتاع بالأجواء الجميلة والبساط الأخضر، الذي غطى صحراء النعيرية، بعد هطول الأمطار. ويحرص المتنزهون على نصب خيامهم في المناطق القريبة من المدينة، للاستفادة من الخدمات المجانية التي يقدمها المخيم الربيعي التاسع، الذي يقام للعام التاسع على التوالي، مثل المياه المحلاة، والنظافة، والخدمات الصحية والأمنية، التي يجدها المتنزه خلال زيارة المخيم، أو الاتصال بالرقم «0553978823» أو «0553978824». وبدأت هذا العام وبشكل ملحوظ، مخيمات التأجير تأخذ اتساعاً في عدد من المواقع الحيوية. وتبقى طوال فترة الإجازة، بحيث يأتي المتنزه ويختار المكان الأنسب لأسرته. وغالباً ما يحرص المتنزهون على أن يكونوا قريبين من الخدمات الضرورية، مثل بيع الحطب والمواد الغذائية ومحطات الوقود. وشهدت أسواق النعيرية إقبالاً كبيراً، بخاصة سوق الخميس الشعبية، التي اكتسبت شهرة واسعة في محافظات المنطقة الشرقية، حتى وصل صيتها إلى مناطق خارجها، وحتى خارج المملكة. ويقصد السوق الكثير من الزوار، لمشاهدة وشراء ما يعرض فيها من مصنوعات، أبدعت في صنعها نساء بدويات. كما تُباع في السوق معروضات تراثية، بخاصة ما يستخدم للإبل، مثل «الشداد» المصنوع من ليف النخل والخشب، الذي يوضع على ظهر الإبل قبل ركوبه، وكذلك «الخرج» المصنوع من صوف الأغنام، ويوضع على جانب الإبل، كوسيلة لحمل الأغراض. وهو يشبه إلى حد ما الحقيبة اليدوية. وهناك أيضاً «الشمايل»، و«المراير»، و«الجنايب»، وجميعها تستخدم للإبل، وتتوافر في شكل كبير في السوق. إضافة إلى «الصميل» الذي يُصنع من جلد الأغنام لحفظ اللبن والحليب. ويتم خض الحليب بواسطته، فيعطي اللبن طعماً مميزاً. ويباع في السوق أيضاً «السمن البري»، و«الاقط». كما شهدت سوق الفقع (الكمأة) المجاورة للسوق الشعبية، حركة مكتظة بعدد من المتنزهين. ويوجد باعة الفقع في مدخل السوق، لعرض نوعيه «الخلاصي» الأسود، و«الزبيدي» الأبيض، وعلى رغم قلة الاثنين إلا أنه محلي، وتبدأ أسعاره من 150 ريالاً، وتصل إلى 1200 ريال، بحسب حجم الصندوق ونوع الفقع. وذكر أحد الباعة أنهم يجلبون بضاعتهم من المنطقة الحدودية شمال حفر الباطن ومنطقة حائل، التي يتوافر فيها، ولكن بكميات قليلة، وبحجم صغير ومتوسط. كما أقبل المتنزهون على شراء المواد الغذائية والخضراوات والأواني المنزلية والملابس الصوفية وبعض المأكولات الشعبية. وعلى رغم وفرة الخيام المعروضة، إلا ان بعض زوار النعيرية فضل السكن في الفنادق والشقق المفروشة، التي ارتفعت نسبة الإشغال فيها، بنسبة وصلت إلى مئة في المئة، خلال الفترة الماضية، بسبب توافد عدد من الخليجيين، إضافة إلى هواة التخييم في البر، الذين يجدون في النعيرية مكاناً جميلاً ومناسباً للتخييم، فيما تفضل بعض أسر السكن في الشقق المفروشة.