منذ العام 1979، خطط الخميني وحاشيته لاختطاف إرادة الشعب الايراني، وجرت تصفية مبيتة للقوى المدنية الإيرانية، واغتيال العديد من المراجع والعلماء والمثقفين والمفكرين الذين لم يباركوا الخميني ونظرية ولاية الفقيه. واضطر نحو 6 ملايين ايراني لمغادرة وطنهم، هربا من الظلم الداخلي. وعوملت الأقليات القومية غير الفارسية، بقسوة لم يشهدها تاريخ ايران السياسي، رغم الحديث المكرور عن الاخوة الاسلامية. وبرزت حالة الكراهية والحقد الدموي والنهج الشرير لدى قادة نظام ولاية الفقيه، فنسفوا كل مقومات الحياة الايرانية، واختزلوا ارادة الشعب الايراني، في ولاية وسيطرة شاملة دينية ودنيوية، أرهقت الإيرانيين وجعلتهم في عزلة عن العالم. هذه الطغمة، وطمعا في السلطة، عملت ما بوسعها لنقل مشكلاتها الداخلية الى الخارج، بنهج تصدير الثورة، وتصادمت مع مختلف دول الجوار بلا استثناء، وحاولت فرض ارادتها على مواطني الدول المحيطة، وجعلهم أدوات للموت والتفجير والصراع في مشروعها السياسي، تحت حجج واهية، سرعان ما تسقط، وسرعان ما تجد الرد الحاسم، لتبحث عن مبررات جديدة تلوكها، كمعاداة الامبريالية والشيطان الاكبر والاصغر، وشعارات مقاومة إسرائيل التي اتضح انها غطاء للعمالة لإيران. مؤتمر المعارضة الايرانية في باريس، كان مختلفا هذه المرة، لم يكن احتفالا شكليا، وانما جاء انسجاما مع تصور عالمي، يؤكد ضلوع نظام الملالي في دعم الارهاب، والفوضى في المنطقة، وفي الدول الاوروبية والغربية، في توقيت يؤكد فيه الخبراء أن طهران في أوهن حالاتها السياسية والامنية منذ قيام الثورة المغدورة عام 1979، حيث يلحظ المراقبون وجود هواجس امنية داخلية، استدعت عودة الحرس القديم الى واجهة المؤسسة العسكرية والامنية، ومخاوف من انقلاب داخلي، دفع النظام الى استغلال الاحداث الاقليمية كتدمير الفلوجة، ودعم مسلسل التفجيرات في المنطقة، وهروبها من الاستحقاقات الداخلية. ويواجه النظام معارضة داخلية تتعاظم، في الاحواز العربية المطالبة باستقلالها، وكردستان ايران، الدولة الكردية التي تم القضاء عليها، وفي اذربيجان المطالبة بالوحدة الاذرية، وفي اقليم بلوسشتان، حيث تواجه ايران مقاومة شديدة رغم القمع والقتل وعمليات الاغتيال، والحرمان من ادنى الحقوق الانسانية، ومحاولاتها للتجريف الديمغرافي المنظم، وحرمان هذه المجتمعات من خصوصيتها الثقافية. واستمر النظام يمارس عنصرية مقيتة تكرست في الدستور الايراني. ان نظام الملالي في ايران، افقر الشعب الايراني، بينما كشفت المعلومات، أن مسؤوليه يتقاضون رواتب خيالية، تعكس حالة عدم الثقة والصدقية بينهم والمواطن الايراني، ويستخدمون الدين ويوظفونه لخداع المواطن المسكين بالعداء للغرب ولامريكا والصهيونية، ليكتشف أنهم سرقوا ثروته، فيما يخدرونه بالشعارات. وبدأت القوى الحية في إيران تنهض وتطالب بابعاد ايران عن التدخل في المشكلات الاقليمية، وهدر ثروات ايران على مشروعات عدوانية لن يكتب لها النجاح. وقد أكدت المعارك الأخيرة في سوريا عمق الخسائر الايرانية في صفوف قيادات الحرس الثوري، وقيادات حزب الله، لا بل ان الشعب العراقي وتحديدا الشيعة العرب في العراق، انكشفت امامهم الخديعة الايرانية، بسرقة ثروات العراق، ودعم طبقة فاسدة في السلطة، وفشل العملية السياسية رغم مرور 13 عاما، واتخاذ داعش مبررا لقمع المطالب المشروعة لمواطني جنوبالعراق. ان ايران اليوم، مساهم رئيس في حالة الفوضى الاقليمية، وفي إذكاء الارهاب وقيم الكراهية، والتحقيقات التي اجريت مؤخرا مع «الداعشي» ابو تراب في الكويت، وعن علاقة داعش بالنظام السوري والاستخبارات الايرانية، يوضح أن استقرار العالم والمنطقة لن يكون الا بتغيير النظام ودعم تطلعات الشعب الايراني في الحرية والسلام.