تتسم حالة الطقس اليوم الثاني في عيد الفطر بحرارة مرتفعة خلال فترة النهار، ويتوقع أن تخف سرعة الرياح السطحية نسبيا، فتكون شمالية شرقية معتدلة السرعة، ويتراجع الغبار نسبيا باستثناء بعض المواقع وخاصة الطرق البرية، وتشير التوقعات الى معاودة موجات الحر في منطقة الخليج العربي، وترتفع درجات الحرارة بحيث تلامس الخمسينيات المئوية في حواضر الدمام حتى يوم غدٍ الجمعة، ثم تستقر في منتصف الاربعينات حتى نهاية الاسبوع المقبل بإذن الله، وطبقا للمختصين في المناخ يُتوقع ان تتجه درجات الحرارة الى ارتفاع قياسي خلال 40 يوما، حيث بدت المؤشرات قوية في توافر الظروف الجوية، لهذه الاحتمالات في كثير المسببات، فتكون أعلى من معدلاتها في موسم الصيف لهذا العام، فيما تستمر موجات الغبار بنسب متفاوتة بين الايام والمواقع، وذلك بحسب حركة رياح البوارح. ويتركز نشاط (البوارح) بشكل قوي في شرق السعودية ومنطقة الخليج، التي تتعرض للمؤثرات الجوية بمستويات متقاربة الى حد كبير، وخاصة في هذه الرياح التي تعد أحد العناصر الجوية لمكونات الطقس الصيفي في هذه الاجزاء، والتي تمتاز بأنها رياح جافة لافحة حارة غير مستقرة، وتبلغ ذروتها وسط النهار، وتمتد احيانا الى مساحات تصل الوسطى، كما تؤدي الى انخفاض في مدى الرؤية الافقية في الطرق البرية، وتستمر بين فترة وأخرى مع ازدياد حدة السموم، كما تتأثر اجواء شبه الجزيرة العربية عموما بمنخفض الهند الاستوائي، الذي يوعز اليه ارتفاع الحرارة، وتشير هذه التوقعات ايضا الى احتمال ان تتجاوز درجات الحرارة معدلاتها السنوية خلال الفترة التالية من شهر يوليو الجاري، وتستمر قياسية في الشهرين المقبلين أيضاً، مطابقا لتقارير مراكز المناخ الاقليمية والدولية، عن فترة (يوليو وأغسطس وسبتمبر)، التي استندت في ذلك الى المعايير التي اعتمدت ملخصاً للمعلومات المسبقة، موضحا ان متوسط درجة الحرارة العالمية ما زال متصاعدا، متجاوزة الرقم القياسي السابق في الاعوام القريبة الماضية. من جهته، قال البروفيسور علي عشقي، استاذ علم البيئة: ان الوضع الراهن بدا مؤيدا الى هذه التوقعات، سواء في الحالة السائدة، من حيث مستوى شدة الحر، أو في العلاقة بارتفاع درجة حرارة المياه السطحية، في المحيط الهندي وبحر العرب، بالاضافة الى تعمق منخفض الهند الاستوائي في الاجواء، وبالتالي ارتفاع الحرارة لمعدلات قياسية، وخلال هذه الفترة قد تنشط رياح الشمال الساخنة، وتتسبب في المزيد من الحرارة، بسبب التسخين الشمسي وزيادة فروقات الضغط الجوي، كما ان العواصف الترابية معتادة في اجوائنا موسميا، وفي الاقتراب من منتصف يوليو تتجه الحرارة الى الزيادة، الا من بعض المستجدات التي قد تكسر من حدة الحر في بعض الايام، وهي من الامور الواردة بشكل طبيعي، ذلك لان توقعات الطقس على المدى القادم، ليست مؤكدة مائة في المائة، من حيث الثبات في حال متكرر، وبالتالي افتراض بعض الاختلافات، التي تتداخل فيها مؤثرات الرطوبة واتجاه وسرعة الرياح، ويرجع ذلك ايضا الى التغيرات المناخية في الغلاف الجوي للكرة الأرضية، التي تنعكس على منظومة مناخ الكرة الارضية، ويمتد التأثير الى شبه الجزيرة العربية. وقال الدكتور عشقي: انه بالنسبة للرياح، فمن المتوقع موجات متتابعة، حتى موعد الاعتدال الخريفي بإذن الله، وقد تشتد في بعض الفترات، مشيرا الى ان العواصف الترابية محليا، تنقسم إلى ثلاثة أنواع، منها الحالية وهي الشمالية المعروفة ب(البوارح)، والسبب المناخي في حدوثها هو تكوّن المنخفض الجوي الهندي، لذلك نرى تأثيرها يقل كلما اتجهنا إلى الشرق، فترفع درجات الحرارة في اجزاء من شرق السعودية والعراق والكويت، الى مستويات تعد الاعلى على مستوى العالم، وقد تكسر حاجز الخمسينات في بضعة أيام كما حدث في نهاية شهر رمضان، بالاضافة إلى ذلك إثارتها للغبار والأتربة في هذه المناطق، وتتمايز بقية مناطق المملكة في المؤثرات، ومن ذلك وضع مختلف في الجنوب الغربي، علاقة بالتغيرات المناخية الموسمية المعتادة بفصل الصيف، فيندفع اليها الشريط الاستوائي المطير، ويصَل تأثيره لكل من الجنوب الغربي والجنوب الشرقي، ولا يستبعد أن يشهد جنوب غرب المملكة هطول الأمطار بمشيئة الله، مع استمرارموجات الغبار المعتادة على طول الساحل الغربي في مثل هذه الفترة ممتدة الى الشهر المقبل.