يستمر ارتفاع درجات الحرارة اليوم، متوقعا ان تسجل بداية الاربعينات المئوية نهارا في المنطقة الشرقية حتى نهاية الأسبوع، الذي يعد انعطافة مبكرة في مستويات تكسر المعدلات السنوية في مثل هذا الوقت من العام. ويتوقع متابعو الأحوال الجوية أن يكون الطقس حارا جدا وجافا في معظم مناطق المملكة ومستقرا نسبيا، عدا مرتفعات الجنوب الغربي، التي تشهد عودة الامطار بمشيئة الله تعالى. ورصدت صور الأقمار الاصطناعية تواجدا للسحب الرعدية، مع زيادة فرص الهطولات خلال اليومين القادمين، تمتد لاحقا للساحل الغربي واجزاء من الوسطى والشمالية، كما يتضح ذلك في الخرائط الجوية والتنبؤات لفترة 5 أيام المقبلة بإذن الله، وتكون الرياح خفيفة الى معتدلة السرعة ومتقلبة الاتجاه غالبا. كما تتراجع الحالة الماطرة (سدود)، التي استمرت خلال 8 أيام الماضية وشملت مساحات واسعة، وبحسب المختصين في المناخ، فإن الموسم الممطر يقترب من نهايته، حيث تتضح المتغيرات الجوية متسارعة في منحى بغير الظروف السابقة، متزامنة مع بداية تقدم منخفض الهند الموسمي، الذي يتعمق في الاجواء اعتبارا من الاسبوع المقبل. فيما ينشط منخفض البحر الاحمر تباعا، سابقا لفصل الصيف الذي يدخل فلكيا بعد 43 يوما، وتتبدى هذه الرؤية وفقا الى عدد من العوامل الطقسية، من ناحية تشكل الكتلة الهوائية الحارة والارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة، الى أعلى من معدلاتها في مثل هذا الوقت من العام، في حين تستمر الامطار جنوب شبه الجزيرة العربية صيفا، نتيجة موقعها الذي يدخل في نطاق الشريط الاستوائي المطير. ومع اقتراب الصيف تكون العوامل الجوية مؤثرة في ارتفاع درجات الحرارة، التي يُنتظر ان تبلغ بداية ومنتصف الاربعينات المئوية، وتساعد زيادة الرطوبة النسبية في كتمة الاجواء، وبالتالي الاحساس بدرجة حرارة مرهقة جدا. فيما تتفاوت سرعة الرياح بين وقت وآخر، كما هو الحال مع اقتراب رياح (البوارح) الموسمية عند بوابة الصيف، حيث كان توضيح الدكتور عبدالله المسند، استاذ المناخ المشارك بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم، والمشرف على موقع (كون) المتخصص بالطقس والفلك، في أن الرياح الشمالية الغربية تبدأ نشاطها بإذن الله تعالى، في حدود العشر الاُول من شهر يونيو سنويا، وحتى العُشر الأخير من شهر يوليو، وتتزامن مع ظهور طالع الثريا في 7 يونيو على وجه التقريب، (قد تتقدم او تتاخر بحسب ما يطرأ من مستجدات جوية في حينها). وطبقا للاحصاء تزداد العواصف الرملية والغبار في مربعانية الصيف بالمنطقة الشرقية خاصة، وحوض الخليج العربي الشمالي في التقدير العام، متوافقة مع موسمها المعتاد، وتبلغ الذروة في النصف الثاني من شهر يونيو. ويضيف الدكتور المسند: إن التغيرات واردة بين موسم وآخر، فتنشط بموجات تستمر لبضعة أيام، ثم تهدأ وتصفو الأجواء إلى أن تعاود مرة أخرى، مؤكدا ان الأحوال الجوية بما فيها رياح البوارح لا تتكرر زمانيا ولا مكانيا، فقد تتقدم أو تتأخر بضعة أيام، أو تشتد وتضعف بين سنة وأخرى. في حين ان الضغط الجوي يعد من أهم عناصر الطقس المؤثرة على أجواء المملكة، بتأثيرات غير مباشرة في تحريك الرياح، من منطقة الضغط المرتفع إلى منطقة الضغط المنخفض، بالاضافة الى دور الفروقات في قيم الضغط الجوي على الرياح، فكلما زادت الفوارق بينهما تعاظم انحدار الضغط الجوي ومن ثم زادت سرعة الرياح. ويفسر ذلك، بحسب الدكتور المسند، في علاقة البوارح بتأثير منخفض الهند الموسمي، الذي يبدأ في نهاية فصل الربيع، وثانيا مرتفع جوي ذو كتلة هوائية معتدلة، يقع بشكل عام فوق شرق البحر المتوسط، وتنطلق منه الرياح باتجاه منخفض الهند، ولتعويض النقص الهوائي في منطقة منخفض الهند. كما تبدأ رياح البوارح بالضعف والتلاشي عندما تنصرف الشمس من تعامدها على مدار السرطان بعدة أسابيع، فتبدأ درجة الحرارة بالارتفاع، وتتسع دائرة منخفض الهند الموسمي شمالا، ويتحد مع منخفض أفريقي فوق الحبشة عبر شبه الجزيرة العربية، ليتشكل منخفض جوي واحد وواسع وعريض فوق المنطقة العربية، ويؤدي إلى تغير اتجاه الرياح وقوتها. وتتميز رياح البوارح ايضا بنشاطها قبل منتصف النهار، وتخف قبل منتصف الليل (غالبا) ومثيرة للغبار، وتتمركز حول حوض الخليج العربي وطول مربعانية الصيف حتى منتصف يوليو، وذلك لان تضاريس المنطقة كما هو بالساحل الشرقي مستوية بوجه عام، الذي يتيح الوضعية الطبوغرافية للرياح، وبما يساهم في سرعة الرياح السائدة، ومن ثم تحريك وإثارة الغبار، أما العواصف الرملية التي تحدث في فصل الربيع وقبل موسم البوارح، فتسببها بإذن الله تعالى الجبهات الهوائية الباردة، التي تتزامن عادة مع المنخفضات الجوية المتوسطية الممطرة.