لم تكن تعلم أسرة «المالكي» أن رحلتها السياحية الأولى للجمهورية التركية ستودي بحياة رب الأسرة «طاهر» وابنه مسفر وتصيب زوجته وأبناءه على أيدى الإرهابيين، الذين يتموا الأبناء وأصابوا الزوجة بإصابات بالغة، والتي مازالت تتلقى العلاج حتى الآن في تركيا وخلفوا الكثير من الوفيات والإصابات. ويقول ل «اليوم» عبدالله المالكي عم الزوجة: إن أسرة طاهر وصلت إلى مطار أتاتورك بمدينة اسطنبول - تركيا، لقضاء إجازة عيد الفطر المبارك في رحلة سياحية، وعند وصولهم للمطار أنهوا اجراءات الجوازات وكانت بالقرب منهم عائلة سعودية أخرى، وعند خروجهم من الصالة في انتظار السيارة التي ستقلهم لموقع سكنهم، وصلت سيارة أخرى وذهبت معهم الأسرة السعودية الأخرى التي كانت بجوارهم، وأثناء انتظارهم وفي لحظات حدث التفجير من الإرهابيين، وأصيب طاهر وابنه مسفر بإصابات بالغة أودت بحياتهما فيما أصيبت الزوجة وأبناؤها الباقون بإصابات من متوسطة إلى بليغة. وأضاف «المالكي» ان ابنة أخيه زوجة الشهيد طاهر مازالت تتلقى العلاج في تركيا من الإصابات التي تعرضت لها، حيث تم استئصال كليتها بسبب الإصابة إضافة الى حدوث كسر في الرقبة وشظايا في الظهر وثقوب في المعدة، وهي في تحسن حسب إفادة الطبيب المعالج الذي قال: إنها بدأت بشرب السوائل وانها لن تخرج من المستشفى إلا بعد استجابة معدتها للأكل، مشيرا إلى أن شقيقها وصل إلى تركيا بعد الحادث مباشرة لمرافقتها، إضافة إلى سفر شقيقتها وزوجها للوقوف بجانبها حتى تحسن حالتها. وأشار «المالكي» إلى أن ابنة الشهيد الكبرى وصلت في نفس الرحلة التي نقلت جثمان والدها وشقيقها ولم تكن تعلم عنهما إلا بعد وصولها لمنزل العائلة وتم إبلاغها بعد غسيل والدها وشقيقها لتوديعهما، وكانت منهارة في منظر ابكى الجميع. وقال «المالكي»: إن الشهيد طاهر يعمل في التعليم كمرشد طلابي منذ أكثر من 20 عاما وله من الأبناء مسفر الذي انتقل إلى رحمة الله وعمره 15 عاما، وجواد 13 عاما، وبتال 3 سنوات، وريناد 18 عاما، ويُعد من خيرة المعلمين بشهادة زملائه وإدارة تعليم مكة التي قدمت العزاء وحضرت الصلاة عليه في مقدمتهم المدير العام للتعليم بمنطقة مكةالمكرمة محمد بن مهدي الحارثي الذي نقل تعازي معالي وزير التعليم وقيادات الوزارة والأسرة التعليمية في منطقة مكةالمكرمة. وقدم «المالكي» شكرة لمستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الذي قدم واجب العزاء هاتفيا، ولمدير تعليم جدة عبدالله بن احمد الثقفي، ومدير تعليم مكة محمد بن مهدي الحارثي لحضورهما ولكافة المواطنين السعوديين على وقفتهم مع أسرة الشهيد منذ تلقى الخبر. وشهدت مراسم تشييع الجنازة والعزاء حضورا كثيفا من شيوخ القبائل والمواطنين والمقيمين ومنسوبي إدارات التعليم بمكةالمكرمةوجدة وزملاء الشهيد طاهر. وكان مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل قدم في اتصال هاتفي، واجب العزاء، لذوي الشهيد طاهر مسفر المالكي الذي لقي وابنه مسفر حتفهما في العمل الارهابي الذي وقع بمطار أتاتورك التركي الثلاثاء الماضي، وسأل سموه الله عز وجل، الرحمة للفقيدين ولذويهما الصبر والسلوان، والشفاء العاجل للمصابين من أسرة المالكي. فيما عبر وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى عن بالغ المواساة لأسرة المعلم طاهر المالكي من الإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكةالمكرمة والذي استشهد ضحية التفجيرات الإرهابية باسطنبول والتي نتج عنها ضحايا وإصابات ومنها استشهاد المعلم وابنه وإصابة زوجته المعلمة هيفاء المالكي وابنيها بإصابات بالغة، حيث نقل المدير العام للتعليم بمنطقة مكةالمكرمة محمد بن مهدي الحارثي تعازي وزير التعليم وقيادات الوزارة والأسرة التعليمية في منطقة مكةالمكرمة والتي تدين وتستنكر هذه الأعمال الإجرامية، سائلا الله العلي العظيم أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم أسرته الصبر والسلوان ويمن بالشفاء العاجل على بقية المصابين إنه سميع مجيب. فيما قدم المدير العام للتعليم بجدة عبدالله بن أحمد الثقفي العزاء والمواساة لذوي الفقيد طاهر المالكي من تعليم مكة والذي وافته المنية هو وأحد أبنائه -رحمهما الله- في حادثة تفجير مطار أتاتورك بتركيا، ورافق الثقفي قيادات تعليم جدة الذين توافدوا لموقع العزاء الكائن في حي الشرائع بمكةالمكرمة والذين عبروا عن بالغ حزنهم لوفاة المالكي ونجله، داعين العلي القدير أن يسكنهما فسيح جناته وأن يعجل بشفاء المصابين وأن يلهم أهلهما وذويهما الصبر والسلوان. تبادل التعازي بين المعزين زملاء الفقيد ومعارفه