رغم أن مقر هيئة الأممالمتحدة يقع في مدينة نيويورك منذ إنشائها عام 1945م، إلا أنه لم يسبق لأي سياسي أمريكي أن تربع على كرسي السكرتارية للأمم المتحدة. ورغم أن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي أكبر داعم لأي مشاريع دولية إلا أن الواقع يقول أيضا إن ولاية نيويورك لديها دخل كبير بسبب تواجد الكم الهائل من الدبلوماسيين الأجانب ويعد مصدرا كبيرا للاقتصاد الخاص بمدينة نيويورك خاصة أن الدبلوماسي عادة ولأسباب سواء امنية أو ليعكس وضع بلاده يكون ما يقوم بإنفاقه أكثر من المواطن العادي سواء نوعية السكن أو وسائل التنقل. ولكن لنعود قليلا فيما يخص المساعدات الأمريكية للعالم الخارجي وكذلك المشاريع التنموية التي تقوم بها أمريكا والتي تصل إلى عشرات البلايين من الدولارات هي في الواقع تحريك للاقتصاد الأمريكي. فعند وضع مشروع تنموي تقوم به أمريكا فعند ذلك يتم تأمين المواد للمشاريع من شركات أمريكية والاشراف من مواطنين أمريكيين أو متعاقدين مع شركات أمريكية. ورغم أن ما تقوم به أمريكا من مشاريع تنموية في الكثير من الدول هي أمور يحتاجها العالم الخارجي، إلا أن أمريكا تتبع خططا إعلامية ودعائية تجعل الكثير من الدول والمنظمات تنظر لأي دعم أمريكي بأنه ضروري وتنتظره بفارغ الصبر. وتحرص أمريكا على ان يعرف المواطن العادي في الدول الأخرى بدور أمريكا في المساعدة سواء لمشروع تنموي أو أثناء الكوارث. وهذا ما يقود إلى القول بأن المملكة تعتبر من اكثر الدول التي قامت بتقديم المساعدات الإنسانية للكثير من المنظمات أو الدول عبر منظمات تابعة للأمم المتحدة، ولكن في كثير من الأحيان الكثير في الخارج لا يعرفون الدور الذي تقوم به المملكة على الصعيدين الإقليمي أو الدولي. وكل ما نسمعه هو تصاريح إعلامية جوفاء تقول إن تلك المنظمة أو الدولة الفلانية ثمنت دور المملكة. وهذا لا يكفي. ولهذا السبب تجد أن الكثير لا يعلم بدور المملكة ومدى تأثيرها في ردهات الأممالمتحدة ومدى الدعم الذي تقدمه للمنظمات التابعة لها وكذلك ما تقدمه للاجئين أو المنكوبين حول العالم. وأنا هنا لا أقصد التباهي بمساعدة الغير، ولكن إذا ما تم ربط هذه المساعدات السعودية للخارج بوتيرة متناغمة مع الداخل ففي هذه الحالة فالمواطن لن يعلم بأهمية هذه المساعدات للخارج وكذلك متلقي المساعدات لن يعلم بالدور السعودي. فمثلا من الممكن ربط المساعدات أو المشاريع التنموية في الخارج بأن تكون الشركات السعودية بجميع أنواعها مشاركة ومشرفة ومنفذة ومؤمنة للمواد لكي يتحرك الاقتصاد لدينا وفي نفس الوقت نخدم الآخرين عبر هذه المساعدات. وعندما تشارك الشركات أو الهيئات الوطنية فسيكون للآخرين فرصة للتعرف على ما تقدمه المملكة عبر رجل الشارع وليس الدبلوماسي أو المسؤول الذي لا نسمع منه إلا كلمة نثمن دعمكم. هناك أمور قامت بها المملكة ولكن العالم الخارجي لا يعلم عنها ولهذا السبب يميل البعض في الخارج لتصديق ما يكتب عنا لأنهم لا يعرفون ما قدمته المملكة.