لا أعتقد أن هناك كابوس رعب يواجه الهلال وجماهيره غير مدربهم اليوناني جورجيوس دونيس، هذا المدرب الذي يسير بفريقه بالبركة ودعاء آباء وأمهات اللاعبين، فلو تحدثنا عن روح الكثير من لاعبي فريق الهلال ومردودهم الفني داخل أرض الملعب لوجدناه في الكثير من المباريات ناقصا وخاصة في الأوقات العصيبة من كل مباراة، والسبب الأول والمباشر يعود للمدرب دونيس، الذي يقدم على استبدالات كوارثية، ومنها: سحب صناع اللعب أو المهاجمين والزج بلاعبين في مراكز أخرى ليصل فريقه إلى مرحلة عدم توازن، فيفقد الفوز بتعادل أو التعادل بخسارة، ويحدث ذلك دون أدنى تدخل من جهازه الفني العامل معه أو جهازه الإداري المشرف عليه والمتواجد إلى جانبه. ولو تحدثنا عن الرسم البياني لتشكيل الفريق قبل بداية كل مباراة فحدث ولا حرج، حيث نجد مدافع الجنب أو محور الوسط في منطقة عمق الدفاع أو في مركز صناعة اللعب وكل هذا تأليف فني من السيد دونيس يجعل الفريق يقع في فخ سلبية النتائج؛ وبالتالي الدخول في دهاليز مظلمة فيما يتعلق بجمع النقاط في الدوري. ولو سارت الأمور بطريقة اعتيادية دون تأليف أو اجتهاد من دونيس لربما حسم الهلال بطولة الدوري قبل نهايته بجولتين أو ثلاث، ولو تحدثنا عن علاقة المدرب دونيس باللاعبين لوجدنا التذمر أصبح ظاهرا للعيان من بعض اللاعبين الذين بإمكانهم صنع الفارق الفني داخل ارض الملعب، وخاصة في الشق الهجومي. ولو تحدثنا عن تدخلات المدرب دونيس أثناء سير المباريات لشاهدنا التخبط في إدارة بعض المباريات فنيا؛ والسبب المباشر في ذلك يعود للاستبدلات الخاطئة والكوارثية التي أشرت لها مسبقا والتي تجعله يبحث عن حلول للمحافظة على النتيجة أو تعزيزها، فلا يجدها ولا يجد خيارا أمامه سوى خيار التأليف بوضع الظهير صانع لعب وصانع اللعب محورا والمحور قلب دفاع وقلب الدفاع مهاجما وهكذا. لقد اثبت هذا المدرب أن فريقه القوي والمدجج بالنجوم والمواهب في مأزق، ولو كان هذا الدونيس مدربا لفريق آخر غير الهلال لوجدناه وفريقه في مؤخرة مراكز الوسط، لكن نجومية لاعبي الهلال ومهاراتهم الفردية تنقذه في الكثير من المباريات، لذلك حتى والهلال تحت قيادة دونيس ما زال من أشد المنافسين على البطولات بل ومن أبرز المرشحين لنيلها وهذا هو دين الزعيم الذي تنطبق عليه في الشكل والمضمون مقولة (الهلال ثابت والبقية متحركون)، لذلك لم يبق أمام جماهير الهلال من خيار أمام تعنت مدرب فريقه سوى الدعم والمؤازرة والحضور المكثف للمباريات خاصة وأن فريقها مقبل على منعطفات خطيرة محلية وخارجية، يحتاج فيها الدعم والمؤازرة ليخرج من تلك المنعطفات كما عودهم دائما. أما المسؤولون عن الفريق إداريا بقيادة سمو الأمير نواف بن سعد، ومديرعام كرة القدم فهد المفرج، فالمطلوب منهم مواصلة تقويم أخطاء المدرب، وعدم اليأس في تعديلها، بل ومساءلته باستمرار وبعد كل مباراة واحتواء بعض اللاعبين الذين يرى فيهم السيد دونيس أنهم ليسوا أهلا لمشاركة الفريق من وجهة نظره. وتبقى أدوار اللاعبين داخل أرض الملعب الأهم وهي محور العملية فالروح المعنوية عندما تتجلى في الفريق تحدث المعجزات والفرص عندما تستثمر بشكل صحيح تأتي النتائج.