بكل معيار ومقياس فإن زيارة قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - لمصر والتي اختتمت يوم أمس واستمرت خمسة أيام ناجحة تماما، وقد خرجت القيادتان السعودية والمصرية باتفاقيات عديدة سوف تؤدي الى تعميق وتجذير العلاقات الحميمة بين البلدين الشقيقين، وسوف تنعكس آثار بعض تلك الاتفاقيات على دول أخرى كما هو الحال مع الجسر البري العملاق الذي سوف يربط المملكة بمصر. الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين يوم أمس لجامعة القاهرة هذا الصرح العلمي العملاق وحصل منها على شهادة الدكتوراة الفخرية، ترمز الى أهمية هذه الجامعة في تخريج آلاف الخريجين منذ انشائها حتى اليوم، سواء من المصريين أو السعوديين أوغيرهم من العرب، فتلك الأفواج من العلماء ما زالوا يضيفون الكثير من العطاءات لتنمية بلدانهم وتقدمها. ولا شك أن الزيارة الناجحة تؤكد على أهمية تلاحم الشعبين السعودي والمصري بكل أثقالهما السياسية والاقتصادية في سبيل دعم العلاقات بينهما الى الأفضل والأمثل، كما أنها تؤكد من جانب آخر على أهمية الأدوار السعودية والمصرية في حلحلة العديد من القضايا السياسية العالقة في الوطن العربي، وقد حظيت تلك القضايا بالاهتمام من خلال بحثها من قبل القيادتين السعودية والمصرية والبحث في إمكانية تسويتها. ويبدو واضحا للعيان أن الاتفاقيات المبرمة بين البلدين في المجالات الاقتصادية تحديدا سوف تؤدي الى النهوض باقتصاديات مصر وتمكنها من التغلب على مصاعبها، فثمة مشروعات هائلة تم الاتفاق على تنفيذها سوف تكون لها انعكاساتها المثمرة على مستقبل مصر، وسوف تؤدي الى تحقيق أعلى نسبة من الرخاء على المواطنين في البلدين لا سيما ما يتعلق منها بالاستثمارات الطائلة التي سوف تتم بين البلدين الشقيقين. والجسر البري الذي تم الاتفاق على انشائه خلال الزيارة سوف تعود آثاره الايجابية ليس على السعودية ومصر فحسب بل على دول القارتين الآسيوية والأفريقية، فهو مشروع حيوي سوف ينعش الحركة التجارية بين البلدين وبين سائر الدول الآسيوية والافريقية، وله أهميته القصوى في دعم العلاقات التجارية والاقتصادية بين العديد من دول العالم، وهو من أهم الاتفاقيات التي وقعت خلال الزيارة الميمونة. وغني عن القول أن الزيارة بكل تفاصيلها أدت الى تجسيد العلاقات السعودية والمصرية وعلى تعميقها لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين سواء فيما يتعلق بتلك الاتفاقيات التي وقعت في المجال الاقتصادي أو غيره من المجالات الحيوية التي سوف تؤدي الى تحقيق خيرات وافرة سوف تستثمر من قبل أبناء الشعبين على الآماد القصيرة والطويلة، فهي زيارة سوف تفتح آفاقا جديدة من التعاونيات المنشودة بين السعودية ومصر. إنها زيارة هامة ستكون لها مردوداتها الإيجابية على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والعلمية، وقد أكدت الأوساط السياسية في البلدين على أهمية هذه الزيارة بكل مدلولاتها التي تصب جميعها في مصلحة البلدين الشقيقين وفي مصلحة الأمة العربية والأمة الاسلامية، وفي مصلحة دعم المصالح العربية المشتركة وأهمية الأدوار السعودية والمصرية في مواجهة كل الأزمات الحالية التي تواجه العرب والمسلمين.