يمكن القول بثقة مطلقة إن الزيارة التاريخية التي يقوم بها قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- سوف تؤدي الى دعم العلاقات المتنامية بين المملكة ومصر في مختلف المجالات، وسوف تؤدي الى نتائج ملموسة سوف تعود على الشعبين الشقيقين بخيرات وافرة لا سيما في المجال الاقتصادي لقاء ما طرحته المملكة من استثمارات طائلة في مصر. تلك الاستثمارات الهائلة سوف تؤدي لإنعاش اقتصاد مصر والتغلب على مصاعبها، وهي استثمارات تؤكد أهمية تعميق العلاقات بين البلدين في هذا المجال وفي غيره من المجالات للوصول الى أقصى غايات وأهداف التعاون المثمر بين البلدين الشقيقين، فالإرادة السياسية بين القيادتين السعودية والمصرية تصب في قنوات دعم أواصر العلاقات بين الشعبين واستثمارها لما فيه خير البلدين وتقدمهما في شتى المجالات. وللمملكة ومصر أدوار متميزة وهامة حيال مختلف قضايا العالم العربي، ويشكلان معا محورا هاما للتفاعلات الاقليمية، ومحورا هاما لمعالجة مختلف القضايا العالقة في الوطن العربي، وهذا يعني أن معالجة قضايا المنطقة مستحيلة دون دورهما الفاعل والمحوري لا سيما في ضوء ما تواجهه الأمة العربية اليوم من تحديات لا بد معها من توحيد وتضافر الجهود العربية لحلحلتها. فالزيارة الحالية التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين لمصر لها دلالات مهمة لمواجهة مختلف التحديات المشهودة على الساحة الاقليمية، وهي تحديات تستوجب الخروج بموقف موحد من البلدين الشقيقين لمواجهتها والعمل على حلها بأفضل الطرق والأساليب المنطقية التي تجنب دول المنطقة ويلات الأزمات والحروب والقلاقل التي ما زال بعضها يهدد استقرار المنطقة في بؤر نزاع لا بد من تسويتها. موقف المملكة ومصر واضح حيال مواجهة ظاهرة الارهاب التي عانت المملكة ومصر الأمرين منها، ولا شك أن الرؤى السعودية المصرية المشتركة سوف يكون لها أثرها الفاعل في محاربة تلك الظاهرة في البلدين وفي كل مكان من خلال وضع الاستراتيجية الموحدة لمواجهة هذا الخطر الذي بات يهدد أمن واستقرار وسلامة دول المنطقة ويهدد كافة المجتمعات البشرية دون استثناء. ولا شك أن زيارة خادم الحرمين الشريفين لمصر سوف تعزز آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين، وسوف يؤدي هذا التعزيز الى ظهور مزيد من التعاونيات المنشودة لما فيه رخاء البلدين، ولما فيه خدمة الملفات الاقليمية في المنطقة، فدعم العلاقات القائمة بين البلدين في شتى المجالات سوف يفتح مجالات واسعة ورحبة لتقوية العلاقات بينهما لما فيه المصالح المشتركة بين البلدين. وتعزيز التعاون بين البلدين سيفتح آفاقا جديدة لدعم العلاقات بينهما لا سيما في المجالات الاستثمارية المتعددة، وتقوية التبادل الاقتصادي بين البلدين له أهدافه الواضحة لخدمة الشعبين الشقيقين والوصول الى أقصى رخاء المواطنين في البلدين، وهو هدف مهم من أهداف الزيارة الحالية التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين لمصر، وهي زيارة تاريخية سوف تكون لها آثارها الايجابية على الآماد القصيرة والطويلة.